الاجواء الحالية , قد تكون مشابهة الى حد كبير , ما بين طقوس الولاية الثانية لنوري المالكي وقيلولة عادل عبد المهدي , في ظهور حركة شرسة أو بوادر أنتعاش للارهاب الداعشي .. الضغط والحرمان والاستبداد وتهميش مدن عراقية بسكانها الاصلاء , يولد حالة قوية من رد الفعل , يطير خلالها المرجفون الى محلات أقاماتهم , كل حسب جنسيته !!!
ومن أجل ذلك , أطالب عبد المهدي أن يترك القيلولة , ولو لبعض الوقت , وأن ينزل الى الشارع , لا أن ينتظر الشارع يأتي اليه .. يسأل ويحاور الناس ويتعرف على العراقيين البسطاء , ومن دون مستشاريه , الذين كانوا سببا فتاكا في تدمير المالكي والعبادي , وقد يكونوا سببا أخر في سحل عبد المهدي في شوارع بغداد .. القرارات الحكيمة تصدر من الشارع , ويصبح الشارع سندا صلبا للرئيس التنفيذي , لو عرف وتفهم الاخير , أن مظلومية الناس هي الاولوية في صلب عمله , وأن الوعود التي تعطى , عليه أن ينفذها , أو لا يعطي وعودا فضائية بالمرة ..
الحزم الاصلاحية الاخيرة , مجرد محاولة ترقيع لثوب قديم بخيوط متهالكة , تدخل البلد في دوامة كارثية هو في غنى عنها , ذلك أن الفساد بكل أشكاله , هو التركة الثقيلة المدمرة , الذي ورثته من الذين يسعون الى أفشالك , ويضعون العصا في عجلة أية محاولة من شأنها تطوير البلد , ولو بالحد الادنى .. الخطوات الحقيقية لضرب الفساد في أولها صعبة وخطرة , وقد تتعرض الى تماس كهربائي , أو لسعة مميتة , في حال تحرشك بأعشاش الافاعي السامة , التي ما زالت تمتص دماء العراقيين .. ولو وجهت بوصلتك الى مزاد العملة وعقارات الدولة وتهريب النفط ومجالس المحافظات ,وأمسكت بيديك ملف المنافذ الحدودية , لتيقنت أن العراق يسير على السكة الصحيحة , وعالجت داء الشباب المزمن منذ عقد ونيف ..
عبد المهدي , دع القيلولة جانبا , وأمضي بأصلاحات حقيقية , يلمس المواطن نتأئجها من دون أنتظار طويل أو تسويف لجان متشعبة , ذلك أن الوقت يمضي بسرعة , وأن الشعب سئم من الخداع والمطاولة على مدى ستة عشر عاما من الضياع والظلم ..