23 ديسمبر، 2024 1:10 ص

عبد المهدي”باراسيتامول” المواطن..!

عبد المهدي”باراسيتامول” المواطن..!

أحد عشر عاماً، والصداع المتأتي من الفشل لا يذهب عن رؤوسنا، وكانت رغباتنا جامحة في إنقاذ واقعنا، والبحث عن”باراسيتامول” يزيح ألم الرأس، ويجعلنا نُفتش بِوضوح عن مكامن الضعف، ونعالجها ما إستطعنا من قوة.

صداع الرأس؛ طاولنا في كثير من الأزمات،والكوارث، ومسكنات الألم تكاد تكون معدومة في ظل المشهد القاتم، والأكثر إحراجاً؛ فكلما بعث نور.. كان الظُلام دامساً، وكلما سطعت حقيقة.. ظهر الباطل أشد وطأة، وزهق الحق مع أصحابه!ّ وما لبث إن وقف عالمٌ، وسرعان ما سحقته أقدام الجهلاء! وبدلاً من رجمِ شياطين السياسة بالحجارة.. رُجِم منقذيها بالأراجيف، والشائعات.

أبالسة العملية السياسية؛ غالباً ما يُنسبون نجاح غيرهم لأنفسهم، وشرهم على الآخرين، وكما هو معتاد؛ نجد شخصيات المجلس الأعلى الإسلامي؛ هم الضحايا في هذا الشأن؛ وهذا ما حدث في منحة الطلبة التي طالبت بها المواطن، وتداعى بها غيرها، ومشروع”بتروا خمس دولار” في المحافظات الجنوبية، و”مبادرة”أنبارنا الصامدة” التي تجاهلها النفعيون، وعملوا بأخرى لا تجدي نفعاً، سوى هدر الأموال الطائلة، والخراب الدائم حتى هذه اللحظة.

إنها معطيات أُحتكر بها النجاح، وتحول إلى سلعة تُسلب في حالة الإعجاب بها، وهذا يدخل أيضاً ضمن ممارسات العهر السياسي لدى أصحاب المنافع الضيقة.

السيد عبد المهدي؛ كان مصدر إعجاباً بِكلمته في مجلس النواب قبل عدة أيام، والتي كانت بمثابة جرعة الحياة؛ بعد العجز ، والتناحر السياسي الذي أدى إلى تعكير محاولات التصويت على الموازنة، حيث أكد على أن موازنتنا رغم كل شيء؛ تبقى أكثر بِكثير من موازنات سوريا ومصر والأردن ولبنان، فهذه كارثة إقتصادية؛ أن يحصل تقشف في موازنة تقدر بـ”130″ مليار دولار! كما أكد على أن سوء الإدارة: هو سبب الأزمة التي تتفاقم بالإعتماد على المردودات النفطية وحدها.

كانت هذه الحقيقة التي أفاد بها وزير النفط؛ بِمثابة”باراسيتامول” لمعالجة صداع الرأس، والحد من سيطرة الإرتياب على عقولنا، وإجابة تقتصر كثير من الأسئلة التي إختفت إجاباتها لِسنين عدة، وأصبحت في دوامة الغموض.

لم تكن كلمة السيد عبد المهدي وحدها من نالت إعجاب الأوساط العراقية، بل خطوات الحكومة الجديدة بِرمتها؛ كانت مصدر إعجابٍ، ولكنها في نفس الوقت؛ تعد يقظة للمعارضين، ومحتكري النجاح، من شياطين السياسة في شن حملات التسقيط والتجريح، والشد والجذب؛ في محاولة لإبقاء الصداع يُدمر عقولنا؛ من كثرة أهازيجهم الفارغة، وأسطواناتهم المشروخة.