23 ديسمبر، 2024 5:03 ص

عبد الله النفسي…. مغالطات وتضليل

عبد الله النفسي…. مغالطات وتضليل

التاريخ امانة واخطر من يعبث فيه هو من له منزلة علمية بنوايا مزاجية فانه يستطيع ان يخدع الناس لكنه لايستطيع ان يشوه التاريخ بل يستطيع ان يشوه تاريخه ، ومهما انطلت وطالت الكذبة على الراي العام فان الحقيقة ستاخذ طريقها لكشف الغطاء عن الكذبة واصحابها وتسجل ورقة للتاريخ عن هذا الموقف .

كثيرا ما اتوقف وانا اسمع حديث  الباحث الكويتي عبد الله النفيسي في بعض محطاته وهو يسرد احداثا هو الشاهد عليها ، اما تحليله ورايه فهذا حقه ولا يعنيني بشيء ان خاب او اصاب ، ولكن عندما يذكر حديث  او حدث هو الشاهد والطرف فيه ولايمكن اثبات العكس لانه يتقن دفن الشهود وقطع الطريق على الباحثين عن الحقيقة .

وانا اتصفح بعض لقاءاته توقفت عند مقطع لمقابلة اجراها الإعلامي عمار تقي في برنامج «الصندوق الأسود»، مع النفيسي في إحدى حلقات برنامجه «المائدة المستديرة» على التلفزيون في السبعينيات ان الكويت منعت هذه الحلقة لما ذكره النفيسي عن (السير) همفري تريفليان سفير بريطانيا في مصر والعراق في خمسينيات القرن الماضي ، وحقيقة شككت بالمعلومات التي ذكرها وعند البحث عن مصادرها اطلعت على مقال قيم للاستاذ احمد الصراف يرد على كذب النفيسي في هذه المقابلة ، حيث ذكر النفيسي انه : “سعيت لإجراء مقابلة مع السير همفري تريفليان، لأهمية الشخص وتاريخه. والسير همفري يهودي إنكليزي من عائلة تريفليان اليهودية «الشهيرة»، وكان سفيراً في القاهرة عندما وقع انقلاب عام 1952، وسفيراً لبريطانيا في بغداد عندما وقع انقلاب عبدالكريم قاسم عام 1958”.

ويقول النفيسي إنه التقى به، ولاحظ أنه يمتلك أنفاً «يهودياً»، ولكن فاجأه بطلب مبلغ من المال مقابل إجراء المقابلة، وأنه لم يكن مستعداً للأمر، ولكن سفارة الكويت في لندن دخلت على الخط ودفعت له المبلغ . كما طالبه بثمن فواتير استهلاك كهرباء مصابيح تصوير المقابلة ، وكرر النفيسي للمرة الثالثة أن همفري يهودي، كناية عن بخله. ثم ساله عن فترة عمله كسفير في مصر والعراق ، وهنا طلب همفري أيقاف التسجيل والتصوير، وأخذه لمكتبته الخاصة وتصفح معه ألبوم الصور الخاصة، وفيها ظهر السير همفري في صور مع عبدالكريم قاسم وهما بملابس بيضاء للسباحة و لعب التنس في ساحة السفارة البريطانية واكل السمك المسكوف على نهر دجلة، وكيف أن السفير قال له إن قاسم هو رجلهم في بغداد، وهم الذين خلقوه، وعندما استفسر النفيسي منه عن سبب عدم منعه من المطالبة بالكويت، رد السفير ليعطوا الكويت درساً أو «قرصة أذن» لانهم كانوا يساندون جمال عبد الناصر” ،  هذه المقابلة منعت من البث على تلفزيون الكويت .

وهذا جزء من رد الاستاذ احمد الصراف على النفيسي قائلا : أولاً: اللورد همفري هو نجل القس جورج تريفليان، وحفيد تريفليان، رئيس أساقفة تونتون، والابن الثالث للسير جون تريفليان، ويحمل لقب «لورد» وليس لقب سير، وهو مسيحي ولا علاقة له باليهود.ثانياً: جرى ترفيع همفري لدرجة اللوردية في 12 فبراير 1968، أي أنه أصبح لورداً قبل تسجيل البرنامج، فكيف دخل النفيسي بيته وخاطبه بلقب «سير»؟

من سيرة حياة همفري تريفليان نجد أنه نقل سفيراً لدى مصر إبان أزمة السويس، أي عام 1956، وليس عام 1952 كما قال النفيسي في المقابلة.

كما عين سفيراً في العراق في وقت الأزمة مع الكويت، أي عام 1961، وليس عند وقوع انقلاب قاسم عام 1958، كما ورد على لسان النفيسي

اقول ان همفري اصبح سفيرا في مصر سنة 1955 هذا اولا وثانيا من خلال استرسال النفيسي بالحديث عندما قال عندما جاء عبد الناصر كان همفري سفيرا في مصر وفي العراق مع انقلاب قاسم كان همفري سفيرا في بغداد وهذا يعني دور بريطانيا في تنصيبهما ، فان كان كذلك يعني عبد الناصر ايضا رجلهم فلماذا يقرصون اذن الكويت وهي تؤيد عبد الناصر رجل بريطانيا ؟ وثالثا اذا كان قاسم رجلهم فلماذا يتملق له سفير بريطانيا ؟ ورابعا عندما اصطحب السفير النفيسي الى مكتبته فلماذا اوقف التسجيل طالما ان مكتبته ليس فيها لا كامرات ولا مسجل صوت ؟

ومن هذه الفلتة الكاذبة يتضح لنا ما سرد من احاديث تخص مراجع الشيعة فيها مغالطات منها مثلا يدعي النفيسي انه قابل السيد محسن الحكيم وقال له اريد مقابلة السيد الخميني يقول النفيسي قال لي السيد الحكيم …. هذا الخميني لا تقابله … الشخص هذا ما ابيك تقابله، وحقيقة كلمات لا تصدر من العلماء حتى مع اعدائهم فكيف بين العلماء ، نعم قد يختلفون العلماء فيما بينهم ولكن لا يصلوا اطلاقا لهذا المنطق ، ويتابع حديثه ان السيد مهدي الحكيم قال له انا سارتب لقاء لك مع الخميني بس المشكلة انه ما يعرف عربي …. لاحظوا السيد مهدي يخالف اباه وان السيد الخميني لا يعرف عربي ….

هكذا احاديث تجعل من يريد الحقيقة ان يراجع كل كلمة يقولها النفيسي للتاكد من صحتها وفي حال عدم وجود قرائن على صحتها الافضل تركها بل حتى لو قال ان اسمه عبد الله لا اصدق حتى ارى هويته .