23 ديسمبر، 2024 5:40 م

عبد الله الدهردوري

عبد الله الدهردوري

الارتباط الروحي عند البشر مثل رابط الامومة أوالابوة  أوالارض هو من اقوى انواع الارتباطات عند البشر ومهما حاولت القوى الخارجية فصم هذا الارتباط  السليقي  فشلت وانتصر اصحاب ذلك الارتباط في النهاية .بطبيعة الحال تحاول هذه القوى الجائرة بفعل قوتها ومناصرة قوى الظلم لها ان تفرض ارادتها على الطرف الاضعف المهمش بشتى الطرق  والبشعة منها. يوم بعد يوم تقوم  قوى ا لباطل هذه  بتكريس ظلمها بحجج مختلفة على الطرف المهمش الذي تجبره الاوضاع ومتطلبات المرحلة بالسكوت عن حقه ولو موقتا.

بالامس شاهدت فليما اجنبيا  بالاحرى امريكيا على الشاشة الصغيرة عنوانه بالعربية ( أنا سام) (      I am Sam  )  من تمثيل شون بن وميشيل بفايبر تدور احداثه حول رجل  معوق عقليا وهو اب لبنت صغيرة . كانت له معركة مع القضاء حول رعايتها واحقية الدولة في الرعاية. ولكن بفعل رابطة الابوية الروحية  وبوجود التفاعل الودي بينهما  ظل هذا يقاتل ويكافح بمساعدة الاخرين الخيرين وبالاخص محاميته  حتى فاز بحقه بالرغم من قوة ومهارة الخصم وقد صدق من قال الصمود يصنع النصر  ولابد للباطل ان يزهق.

انا لا اسرد حكاية فيلم هنا ولكن الرسالة التي اراد الفيلم ان يوصلها للمتلقين انه مهما بلغت قوة الباطل لابد للحق ان ينتصر بفعل صمود صاحب الحق ومناصرة الاخرين الخيرين وقد انتصرت في هذا الفيلم فعلا رابطة الابوة . ومهما ازدادات قساوة قوى الباطل على صاحب الحق المسضعف والمهمش  قوي عود الحق واسترجع المظلوم  حقوقه مهما طال الزمن.

هذا الفيلم  واحداث غزة الحالية ذكراني بماساة فلسطين وشعبها المستضعف و المهمش على اطراف بلاده الحقيقة وذكراني بقوة ارتباط هذا الشعب بارضه المسلوبة بححج مختلفة من قبل عدو جبار بقوته ومسنود بقوى ظالمة خارجية تتخبط بسياساتها واشقاء ضعفاء لايقوون حتى على الكلام  واتخاذ المواقف الحاسمة.

ازيد على ذلك واقول  لا لوم على التطرف الاسلامي الحالي ضد اسرائيل  ومسانديها اذا كان وضع عالمنا الحالي يدار بقوى لاتحترم الروابط الروحية ولاتأبه لدول اخرى تقف مع الحق. وقد يحاجج البعض ويقول ان الحق مسألة نسبية  ولكن نحن نقول ان تقهر شعب مشرد من ارضه ومقيم على اطرافها  ولاتعترف بحقوقه رغما عنه وعن بقية  العالم  تقهره بقوة نارية تفوق الاف المرات قوته الفعلية وتقتل اطفاله وتدمر منازله وتشرد العزل بحجج او بغير حجج امر مدان ومستهجن وخسيس في عالم لايستحق العيش فيه.

قبل فترة اراد الفلسطنيو الاعتراف لهم بدولة على اطراف بلادهم التي هجروا منها وطرحت القضية على الامم المتحدة ولم توافق الدول القوية في مجلس  الامن على ذلك في حين وافقت هذه الدول دون عناء على انشاء دولة حديثة جنوب السودان على اسس عرقية او دينية. لم يكافح سكان جنوب السودان ولم يضحوا قدر ما كافح وضحى الفلسطينيون ومازالوا. حصل ذلك لان الدول الكبرى لاتريد ان تغضب دولة اسرائيل التي تتمتع بدعم مطلق من طرف النخب  الفعالة والقوية صاحبة القرار في هذه الدول. بربكم ما هذه الازدواجية عند من يدعون بجدوى الديمقراطية. انها فعلا ازدواجية المعاير.