23 ديسمبر، 2024 1:50 م

عبد الكريم قاسم رمز لم تغيبه الأحداث

عبد الكريم قاسم رمز لم تغيبه الأحداث

عبد الكريم قاسم  شخصية جامعة تمنحك الحرية الكافية في الكتابة عن أي جزء من حياته فهو موسوعة ثرية لا يمكن ان تنضب مهما اغترفنا من معينها, فمحبة الشعب هو الرصيد الذي لا ينضب والذخر الطيب في القلوب ,فعندما نتحدث عن الوطنية فهو الذي قاد ثورة الرابع عشر من تموز عام1958وحول النظام الملكي الى جمهوري,ولهذا التحويل دلالات كثيره فهي تعني القضاء على الاحتلال البريطاني الذي كبل البلاد بالاتفاقيات والمعاهدات وقطع حبال التبعية لتاج الانكليزي وسحب العراق من شمس لا تغيب الى ظل وطني ,واذا نتحدث عن التواضع ,فهو الذي كان يخرج بدون حماية او سيارة
 مصفحة كما يحدث اليوم وكان متواضع كثيرا” يترجل من سيارته وبتفقد احوال المواطنين,كثيراُ ما تترد  قصة  (زغر الصورة وكبر الشنكه) في إشارة الى صورته التي كانت تتوسط احد مخابز بغداد التي زارها, واذا تحدثنا عن الحرية و العدالة في التاريخ الحديث فهو رائدها وله في النزاهة ما يرفعه الى الزهد ,أوى ملايين من الفقراء في مساكن الطابوق  بعدان كانو يعيشون في الصرائف  وبيوت الصفيح ,والمدن الشاخصة في بغداد والمحافظات تشهد له بذلك وكان يترد عليهم باستمرار ويفرح لفرحهم وهو لا يملك منزل وكان يسكن بدور الدولة اسوة بالمواطنين ببدل ايجار , ومن انجازاته
 القضاء على الإقطاع البغيض وأنصاف الفلاحين ومنحهم الاراضي وتحسن معيشتهم ,سن قانون 80لستة1961الخاص بتاميم النفط وتحديد مواقع الاستثمار وقطع 95%من حصتة الشركات, وقع الأمر وهو يبتسم ولما سئل عن سبب ابتسامته قال وقعت على شهادة وفاتي من اجل استقلال الاقتصاد وإسعاد الشعب,  وهو صاحب المقولة المشهورة “عفى الله عن ما سلف “كان منصف للسجناء ويسمح لعوائلهم بزيارتهم,فيقول احد شهود الاعيان انه زار عبد السلام في منزلة بالاعظمية عندما خرج من السجن وكيف كان رد الجميل ,انصف شرائح المجتمع العراقي,و أمر بعودة القادة الاكراد الى الوطن بعد ان كانو
 مطاردين من سلطات نوري السعيد واستقبل ملا مصطفى البرزاني  واسكنه في منزل نوري السعيد,وكانت كل الطوائف والمذاهب والاديان تؤدي مراسيمها بكل حرية,شكلت فترت حكمه من 14تموز 1958الى8أذار1963اكبر انعطافة في تاريخ العراق فقد سن الكثير من القوانين وباشر بوضع الخطط لبناء المدارس والجامعات والمشاريع ووزع الاراضي على المواطنيين والموظفيين والعمال والعسكريين وحسن المستوى ألمعاشي ولم تحدث أزمات في عهده بغض النظر عن المؤمرات التي تحاك ضده كونه وطني ولا يريد ان يكون تبعية للاحد , هذا الامر لم يروق لكثير من الدول الاقليمية والعربية والغربية ولم
 تنسى الشركات النفطية الصفعة التي تلقتها ,فجاء اليوم الاسود في الثامن من شبا1963ليذبح العراق المختزل بعبد الكريم الوطن والشرف والعزة والكرامة والمروئه ,قتله الذين عفا عنهم  بدون محاكمة ورموا بجسده الشريف في العراء فتلاقفه أحبته وأحسنوا مثواه  لكن الامر انكشف فاخذوا ازلام السلطة جثمانه الشريف والقوه مع اكوام الحديد بالنهر ظنا منهم ان يمحو ذكراه التي تربعت في قلوب الشرفاء العراقيون,
  انقلاب الثامن من شباط  “عروس الثورات”  الفاقدة لعذريتها وشرفها شكلت انتكاسة في تاريخ العراق وحولت منذ بدايلتها مسار الثورة المعطاء وفتحة حمامات الدم واستباحة النساء  وقتلت كل من يختلف معهم بالرئ فلازالت ترااكمات تلك الحقبة عالقة لحد الان,ولازالت احداث تلك الانتاكسة الشباطية تمر بدون حساب ,الشعوب التي تريد الاستفادة من تاريخها يجب ان تف في هذه الاحداث وتعبر عن غضبها وسخطها وتعلن الحداد,الشعب استذكره اليوم ورفعوا صوره واسمه  عسى ان يسمع الساسة الذين استلموا السلطة منذ اكثر من عشر سنوات ولم يقدموا ربع ما قدمه الشهيد بأربع سنوات
وبميزانيات متواضعة