في صبيحة الرابع عشر ن تموز 1958 اذيع البيان الاول للثورة والقاضي بأنهاء الحكم الملكي واعلان الجمهورية , بعد ان غير الواء العشرون المتوجة من ديالى الى الاردن بقيادة عبد السلام عارف وجهته نحو بغداد , فسيطر على المراكز والدوائر الحساسة خاصة وزارة الدفاع , مبنى الاذاعة والتلفزيون , والقصر الملكي , الطرق الرئيسية المؤدية الى العاصمة بغداد , نجحت خطة الثورة والتي فشل تنفيذها سابقآ في عدة محاولات , اولها كان عام 1956 حينما عاد عبد الكريم قاسم بقطعاته من الاردن الى العراق وكان من المقرر ان يكون الوصي عبد الاله ونوري السعيد بأستقبال الجيش في منطقة (ايج3) لكن كلاهما لم يحضرا , اما المحاولة الثانية فكانت في 6 كانون ثاني 1958 في ذكرى تأسيس عيد الجيش وكان من المقرر ان يحضر الاحتفال نوري السعيد , والوصي عبد الاله , والملك فيصل الثاني لكن الامطار حالت دون حضورهما , اما المحاولة الثالثة , فكانت في 11 ايار 1958 اثناء محاولة الضباط الاحرار استقلال احد المناورات العسكرية التي كان من المقرر القيام بها في منطقة الرطبة لكن اجل التنفيذ بسبب تخلف نوري السعيد عن الحضور , والاختلاف في وجهات النظر بين القائمين عليها , نجحت الثورة التي اطاحت بالحكم الملكي وانهت السيطرة البريطانية على العراق بعد سنوات طويلة من الظلم والقمع والتعسف وانتهاك الحريات , وسوء الاحوال الاقتصادية والاجتماعية والسياسية , وكان الاتفاق بين قادة الثورة السيطرة على قصر الرحاب دون المساس بالأسرة الحاكمة متمثلة بالملك والنساء والاطفال والحاشية والخدم , لكن لأسف النهج البعثي الدموي حال دون ذلك , فقتل كل من كان في القصر بطريقة بشعة من قبل البعثيين من اتباع عبد السلام عارف , فكانت تلك المجرة بداية لمجازر دموية لا زالت مستمرة لحد الان , بعد استلام عبد الكريم قاسم السلطة قام بالكثير من الاصلاحات في المجال الزراعي , والاجتماعي , والمجال السياسي , والمجال الاقتصادي , والثقافي , وكذلك العمراني , ولا زالت انجازات ثورة الرابع عشر من تموز قائمة لحد الان تحكي عن الزعيم الذي كرس حياته لخدمة شعب العراق فلم يمتلك قطعة ارض في بلادة كما يفعل سياسيو العراق اليوم الذين امتلكوا افضل واكبر المساحات من الاراضي في العراق هم وأقربائهم ومناصريهم من الاحزاب اضافة الى امتلاكهم العقارات التي لا تعد ولا تحصى في الدول العربية والغربية , ولم يكن لعبد الكريم قاسم رصيد في احد البنوك ولم تكن لديه ثروه مالية , عكس ما يملكه زعماء وسياسيو وقادة الاحزاب العراق اليوم والذين تعد ارصدتهم في الدول بالمليارات مع الاسف , بل كان عبد الكريم قاسم شريفآ نزيهآ لم يختلس لم يسرق من المال العام ولا الخاص بل كان عبد الكريم قاسم يوزع راتبة على الفقراء ويتبرع به للمحتاجين , لم يكن عبد الكريم قاسم يعيش في قصر بل كان يستأجر شقة صغيرة ويقضي اغلب أوقاته في وزارة الدفاع , لم ينم على فراش من حرير بل على فرش بسيط (جودلية) بالغة العامية , طعامه كان يحضر له من قبل اخته في صفر طاس يحمله معه عند ذهابه الى مقر عملة , عبد الكريم قاسم لم يحقد على احد حتى أعدائه من البعثين الذين حاولوا اغتاله في شارع الرشيد عفا عنهم (عفا الله عما سلف)
لكن حقدهم علية وعلى ما وصل الية من شعبة وحب لدى الجماهير ادى في النهاية بقيامهم بالتأمر علية من خلال قيامهم بانقلاب ضد حكمة في الثامن من شباط 1963 , وبعد ذلك قاموا بقتلة مع من كانوا معه من اعضاء ثورة 1958 , ولكي يقضوا على رمز الفقراء والمساكين رمز الشرفاء من العراقيين رموا بجثته في نهر دجلة , لكن لأسف كانت اعتقادهم خاطئآ فعبد الكريم قاسم عاش في القلوب , باقي على مر السنين في كل شبر من ارض العراق لان ما فعلة سجل له كرمز وطني وقومي فها هي مساكن الفقراء التي وزعت في عهدة لا زالت باقية شامخة , وتلك جامعة بغداد التي شيدت في عهدة لا زالت تخرج الالف من الطلبة سنويآ , وتلك مراكز الثقافة متمثل في بهو الادارة المحلية التي بنيت في عهدة لا زالت شامخة , وتلك المستشفيات التي افتتحت في عهدة في كل محافظات العراق لا زالت تعالج ابناء الشعب العراق وغيرها الكثير من انجازاته التي لن تمحى ابدآ , فأي ذكر تحاولون يا تمحوه يا متأمرين , عبد الكريم قاسم باقي في قلوب العراقيين رمزآ للنزاهة للشرف للكرامة للعدل وللقوة والاباء , فسلامآ عليك يا بطلآ يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيآ .