10 أبريل، 2024 1:02 ص
Search
Close this search box.

عبد الزهرة ضحية تجار المذهب

Facebook
Twitter
LinkedIn

في ثمانينات القرن الماضي كان تلفزيون عبد الزهرة يستقبل بثاً تلفزيونياً بإسم المقاومة. و كان يظهر في بداية و نهاية البث التلفزيوني صورة لشاب و هو في وضع التوثب و الصياح و على الجانب الأيمن للصورة مكتوب عبارة “الموت لصدام السني الكافر”. و في نفس الوقت كانت إذاعة صوت أمريكا تقول في نشراتها الأخبارية اليومية عن العراق بأن العراق أغلب شعبه من الشيعة و يحكمه قائد سني. و كذلك كانت إذاعة البي بي سي الإنكليزية تقول في نشراتها الإخبارية اليومية عن العراق بأن العراق أغلب شعبه من الشيعة و يحكمه قائد سني. و نتيجة لهذا الإعلام الموجه حصلت قناعة لدى عبد الزهرة بأنه سيعيش في بحبوحة مثلما يعيش الشعب الألماني إذا مات صدام السني الكافر وتولى الحكم قائد جعفري. و لذلك خرج عبد الزهرة في تظاهرات عام 1991، عند إنسحاب الجيش من الكويت و إنهيار الدولة، و هو يرددماكو ولي إلاّ علي و نريد قائد جعفري”.

كان عبد الزهرة في زمن النظام السابق يستلم حصة تموينية يسد بها رمقه، و في زمن النظام الحالي تقلصت الحصة التموينية لدرجة أن أصبح يشتكي علناً على شاشات الفضائيات بأن ما كان يستلمه في زمن النظام السابق أفضل من الحالي، و أنه أصيب بالصدمة لأنه كان يسمعالوعود قبل التغيير بأن الحصة التموينية بعد التغيير ستصبح 38 مادة و ستصلهم إلى المنازل.

النظام السابق، و حسب دستوره، كان يمنع التظاهرات و من كان يتجرأ على التظاهر فكان مصيره الموت حسب قانون العقوبات. و في زمن النظام الحالي، و حسب الدستور، فإن التظاهرات حق للناس للمطالبة بحقوقهم، و لكنعبد الزهرة بعد أن تظاهر  للمطالبة بالحقوق التي كان يوعد بها تفاجأ بالقوة العسكرية التيجوبه بها.

بعد معاناة عبد الزهرة الطويلة من شحة الحصة التموينية تفاجأ بقرار الحكومة بتخفيض قيمة الدينار العراقي الذي تسبب بإرتفاع أسعار المواد الغذائية التي يشتريها من السوق مما زادمعاناته. في مساء 31/3/2021 تابع عبد الزهرة جلسة مجلس النواب لمناقشة موازنة 2021 و من بينها مناقشة سعر صرف الدولار. و كان يحدوه الأمل بأن النواب الذين كانوا في المعارضة للنظام السابق سيقومون بإعادة سعر صرف الدولار إلى وضعه السابق للتخفيف من معاناته. و لكنه تفاجأ بأن هؤلاء النواب صوتوا بإبقاء سعر تصريف الدولار الذي قررته الحكومة، و عندها أصيب عبد الزهرة بخيبة أمل كبيرة و أنه كان ضحية عملية خداع كبيرة للتجارة بمذهبه. و لا حول و لا قوة إلاّ باللّـــه العلي العظيم.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب