19 ديسمبر، 2024 12:18 ص

عبد الرزاق عبد الواحد وعدالة صدام حسين

عبد الرزاق عبد الواحد وعدالة صدام حسين

في ألبداية يوجد تعريفان للمثقف عام وهو{ أن ألمثقف هو ألذي يضيق مساحة
ألأختلاف بين ألناس ويوسع مساحة ألألتقاء بينهم} أما ألخاص فيقول{ هو ألكائن ألطبيعي ألذي يتعامل مع ألواقع ويتعايش معه ويساهم في تطويره نحوألأفضلِ.
ومن خلال أستعراضنا لمسيرة شاعر ألبلاط عبد ألرزاق ؛أترك لكم أين تضعون هذا ألرجل؛في مقابلة له مع الفضائية العربية ؛أجاب على أسئلة مقدم البرنامج السيد ألدخيل ومنها هل أنت نادم على مدحك لصدام ؟: أجاب أن صدام كان رجل عادل ولايقبل ألظلم ؛ وأن ألعراق لم يشهد في تاريخه رجلا مثله  أحب وطنه وقد سعى من أجل مجده وسعادة شعبه وليس له مثيل في تاريخ بلاد ألرافدين ألأ نبو خذ نصر!!. ومن جملة فضائله ؛أن صدام في أحدى لقائته به بحضور نصيف جاسم وزير ألثقافة ألأسبق ؛أستأذن بالتدخين فقام صدام وولع له ألسيكارة وهو منحني وكان يناديه بأبو عدي؟!!.
أن ثقافة ألأسترقاق وألأستسلام ثقافة مكتسبة ؛ ويقول ألفيلسوف أيمانول{أن ألأمة التي لاتشعر كلها أو أكثرها بآلام ألأستبداد لاتستحق ألحرية}.يصف أحمد شوقي ألشعوب ألمقهورة :ملأ الجو هتافا بحياة قاتليه    ياله من ببغاء عقله في أذنيه.
لايمكن لدكتاتور أن يركب على رقبة شعب واع؛يسجل عبد ألرحمن أبن خلدون في سيرته{ سئمت من كل شيئ؛حاكم طاغية وشعب مسلوب ألعقل وألأرادة وطبقة متعلمة تتنافس في تملق ألحكام}ويتعجب أيتين دي لابواسية في كتابه ؛ألعبودية ألمختارة ؛كيف أمكن لهذا ألعدد من ألناس؛من ألبلدان؛من ألأمم؛ أن يتحملوا طاغية واحد لايملك ألآ ما أعطوه ولا من ألقدرة على ألأذى بقدر أحتمالهم ألأذى منه.
لقد وصف ألله سبحانه وتعالى ألشعراء وصفا يطابق مايفعلونه على أرض ألواقع من تملق والركض وراء ألطغاة ومدحهم وملئ بطونهم؛ وأن أقوالهم لاتتطابق مع أفعالهم{والشعراء يتبعهم ألغاوون؛ألم ترأنهم في كل واد يهيمون؛وأنهم يقولون مالا يفعلون}.
فما قاله عبد ألرزاق في أشعاره في مدح صدام لايختلف عما قاله اسلافه مثل ألمتنبي ألذي ذم ولي نعمته كافور ألأخشيدي{لاتشتري ألعبد ألا والعصى معه
أن ألعبيد لأنجاس مناكيد} ؛وقد بررللطغاة سطوتهم وأّذلالهم للناس بقوله:{فما في سطوة ألأرباب عيب     وما في ذلة ألعبدان عار }أو كما قال شاعر لأحد خلفاء ألدولة ألفاطمية{ ماشئت لاما شاءت ألقدار  فأحكم فأنت ألواحد ألقهار.أو كما قاله زميله شفيق ألكمالي في مدح صدام بقوله:
لولاك مابزغ القمر     لولاك  مانزل ألمطر؛ وبعدها قتله شر قتلة.
أن هذه ألسلوكيات ألتي جعلت ألجماهير تستلم لطغاتها وتستحق آسى ألقرأن{ياحسرة على ألعباد مايأتيهم من رسول ألا كانوا به يستهزئون}.
أن قصرك ألمنيف على ضفاف دجلة والتي تشرف غرفتك ألزجاجية فيهاعلى ألنهر
لجعلك تتأمل في عدل ألقائد ألضرورة وسياراتك ألمارسيدس العشرة التي أهداها لك ولي نعمتك وسيدك وألتي أعترفت بها في مقابلتك في الشرقية وألرواتب الضخمة ألتي توازي رواتب عشرة أساتذة جامعيون دفعة واحدة والسفرات ألمجانيه لك ولعائلتك من أموال ألفقراء ألذين كانوا يفتشون عن لقمة خبز في ألمزابل ألمنتشرة في طول ألبلاد وعرضها .
أنني أسألك بضميرك !! لقد عشت في ألعراق طيلة حكم صدام وحسب كلامك يبدو أنك تعيش في قارة خارج حدود ألزمان وألمكان ؛ألم تشاهد حفلات ألأعدام أوتسمع بها ؛ألم تشاهد طوابير جنائز ألضحايا ألأبرياء نتيجة لحروب سيدك ألعبثية ؟!.
ألم تسمع عن ألسجون ألتي أمتلأت بألأبرياء والذين أختفوا بمئات ألألوف بقدرة قادر!هل خطر على بالك كم كان عدد الذين هربوا من ألعراق الى بلاد الله ألواسعة لتخليص أنفسهم وعوائلهم من هذا ألطوفان الذي دمر كل شيئ في طريقه ؛ووصل عددهم بالملايين ومعظمهم من أصحاب ألكفاءات .
هل من العدل أن يقتل ألأب أولاده ؟لقد قتل صدام أولاد عمه وأزواج بناته شر قتله ؛ولم نعرف أن ألحيوانات قتلت أبنائها؟ هل من ألعدل وألحكمة أن يقتل ألصديق أصدقائه ورفاق دربه في مسرحية هزلية ويعدمهم بفترة لاتتجاوز يوما واحدا!!.
أن هذا ألرجل دجال ورجل عصابات وبلطجي من ألطراز ألأول وهو لايختلف عن نيرون وستالين وهتلر وهؤلاء جميعا كانوا من ألأغبياء وألفاشلين ولكن ألظروف خدمتهم وكما يقول ألشاعر {أذا أقبلت كادت تقاد بشعرة  وأذا أدبرت كادت تقد ألسلاسلا}.
أليك بعض ألأمثلة لعقلية معبودك وألقذافي ؛يقول ألطبيب ألخاص للقذافي في مذكراته التي نشرت مؤخرا ؛قال له ألقذافي أنه أذكى من محمد!!ويعني ألنبي محمد{ص}؛لأن ألنبي محمد{ص} كان ألله معه ؛أما أنا فقد صنعت ألثورة لوحدي؟!!أصدرصدام في جلسات ألأنتاج وألأنتاجية في سبعينات ألقرن ألماضي شعارت سخيفة منها {من لايعمل لا يأكلْ }.
وعندما أعترض عليه ألدكتور الشماع ؛أستاذ ألأقتصاد في جامعة بغداد على أن ألعمل ليس جهدا عضليا فحسب بل جهدا ذهنيا وفكريا ؛طرده من قاعة ألأجتماع
ولم يعرف عنه شيئا بعد ذلك.لقد وصف عبد الجبار محسن صدام ألذي كان يكتب خطاباته بأنه كان نرجسيا ويحب أن يسمع ألأطراء وألمديح فقط لشخصه ولايحب أن يسمع شيئ أخر!!.وهذه هي من صفات ألطغاة وألجهلة.
أن مقارنتك بين صدام ونبوخذ نصر تثير ألسخرية وألأستهجان ؛لأن نبو خذ نصر بنى أمبراطورية وأسس لحضارة أمتدت لقرون وفتح ألبلدان وألأمصار وحطم أمبراطوريات وقضى عليها.
أما منجزات سيدك:فهي ألتنازل عن نصف شط ألعرب ومساحات واسعة في محافظتي ميسان وذي قار لشاه أيران في أتفاقيةألجزائر وألتنازل عن أكثر من نصف ميناء أم قصر وأراضي شاسعة في محافظة ألبصرة ألى جانب أكبر حقلين نفطين في ألرملية .خسائرانا في ألأرواح في حروبه ألعبثية ألخارجية وألداخلية بلغت أكثر من مليوني قتيل ألى جانب مئات ألألوف من ألجرحى ؛أما ألمادية فقد بلغت خسائرنا في حرب أيران أكثر من خمسمائة مليار دولار ؛أما في حرب ألكويت فقد بلغت مئات ألمليارات ألى جانب ألتعويضات ألتي يدفعها ألعراقيون ألى أخوتنا في ألدين والقومية ألكويتيون!!ألتي تستقطع من أفواه ألأيتام والثكالى والأرامل لتدخل في جيوب أخوتنا!! ألمترفين ألمكدسة أموالهم في بنوك ألعم سام !!.
لقد ضرب سيدك بضعة صواريخ على ألدولة ألعبرية لم تقتل ذبابة وشعبنا دفع تعويضات لأسرائيل بلغت ثلاثة مليارات ؛بينما سحق نبوخذ نصر دولة بني صهيون وأخذهم سبايا.
يبدوا أنه لايوجد في قاموس ألراكعين للطواغيت وعباد الدرهم وألدينار كلمة أسمها ألأعتذار لظلم ضحايا أسيادهم وأن ألأعتراف في ألخطأ فضيلة ولربما هذا ألبيت من ألشعر متطرفا نوعا ما ولكنه في أعتقادي يصلح في هذا المجال لوصف شعراء ألبلاط وألكتاب والصحفيون ألذين قدسوا ألطغاة وعبودهم من أجل لذة زائلة :{ قوم أذا ضرب ألنعال وجوههم   شكت ألنعال بأي ذنب تضرب }.ولكننا لن ننسى وقوفكم مع ألطغاة والظالمون  وألسفاحون ونختم هذه ألمقالةبمقولة للأمام علي {ع}ألتي يصف أحوال ألدنيا{ومأسفي على ألدنيا ولكن   أسفي على أبل رعاها غير راعيها}.