23 ديسمبر، 2024 11:04 ص

عبد الرزاق النايف والارهاب بين الستراتيجية والتكتيك

عبد الرزاق النايف والارهاب بين الستراتيجية والتكتيك

هل يستطيع حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق  استلهام تجربته التي خاضها لتأكيد هويته في 30 تموز عام 1986 اليوم الذي اكد فيه البعثيون على روحهم الاقتحامية التعرضية ويمنح الشعب العراقي الصابر الامان والاستقرار والشعور بالكرامة بعد ان تمكنت كوابيس الارهاب المليشاوي والتكفيري الارهابي من التسلل الى حياته ؟ 
بالوقت الذي بدأت فيه الحكومة العميلة والمليشيات المتحالفة معها بالانهيار تحت ضربات ثوار العشائر والمجالس العسكرية  ونتيجة لدورها في  معاناة العراقيين  وموقفها اللا أخلاقي المخجل المتمثل في خدمتها للمخططات الأميركية الصهيونية ومخططات النظام الايراني  في استهداف العراق  والامعان في تجزئته  وتفتيته واستهداف عروبته  وهويته القومية مما وضع على عاتق المناضلين الوطنيين والقوميين والاسلاميين جميعهم مهمة مواصلة مسيرة التحرير التي شرعوا فيها منذ يوم 9 نيسان 2003  برز الى السطح ظاهرة اقل مايقال عنها فقاعية اسمها هدم الموروث الحضاري للعراق وتمزيق نسيجه الاجتماعي وذلك لتشويه صورة الثورة الناصعة و حرف مسيرتها باتجاه اجندة اكثر خطورة من اجندة العملية السياسية القائمة الامر الذي يدعونها الى التذكير بالدروس المستنبطة من روح الثلاثين من تموز 1968 التي اعادت الثورة الى اهدافها الستراتيجية .
منذُ اليوم الأول لثورة17 تموز 1968 ، اتضح ان البون شاسع  بين البعث  الذي فجر الثورة وبين  النايف الذي تسلل اليها كما تسلل الارهاب الى ثورة العشائر ، فلم يكن البعثيون مرتاحون لوجود الداود والنايف في السلطة وذلك لكون الظروف هي التي كانت وراء القبول بهؤلاء رغم التركيبة غير المتجانسة. .
بلغ التناقض حداً لايطاق عندما امر فيه وزير الإرشاد إلى إصدار قرار، في 24 تموز 1968 بدمج جريدة الثورة والجمهوية  ، بناء على أمر النايف ، وطرد المحررين البعثيين من الصحيفة ، كما قرر النايف إبعاد البعثيين من دار الإذاعة ، ومنعهم من الدخول إليها ، واصدر النايف  قرارات اقتصادية صبت كلها بشكل سافر في خانة الإمبريالية الأمريكية، كما هو الحال اليوم بما تفعله داعش مع الفارق .
قام النايف باصدرا مايلي :
 عبد الرحمن عارف. 1 ـ  إلغاء عقد شركة ـ إيراب ـ الفرنسية للنفط ، والذي عقدته حكومة
ـ إلغاء قرار إعادة حقل الرميلة الشمالي إلى شركة النفط الوطنية2
 ـ إلغاء شركة النفط الوطنية العراقية3
 ـ محاولة منح شركة ـ بان أميركان ـ امتياز استغلال الكبريت4
 نفذت قيادة البعث قراراً كانت قد اتخذته قبل يومين من ثورة 17 تموز 1968 ولمعرفتها المسبقة بارتباطات النايف فلم يكن وارد في قاموس البعث التخلي عن مشروعه الوطني والقومي والقبول بشركاء لديهم ارتباطات اجنبية  وكان واضحاً ان النايف والداود سيشكلان عقبة امام استقرارالبلاد وتحرره من التبعية وهو الهدف المنشود من وراء التفكير باستلام الحزب للحكم  وفي حوار نشرته “الحياة” في اطار سلسلة “يتذكر” قال الاستاذ صلاح عمر العلي عضو مجلس قيادة الثورة والقيادة القطرية للحزب سابقاً ان المرحوم البكر التقى الداود واتفق معه وطلب منه ان يقسم على القرآن الا يبلغ احداً. واضاف ان الداود الذي كان شديد التأثر بمعاون مدير الاستخبارات عبدالرزاق النايف لم يحترم قسمه وابلغ الاخير، ما اضطر قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي الى اشراك الاثنين تكتيكيا مع قرارستراتيجي  سري بابعادهما سريعاً. هكذا تولى النايف غداة الثورة رئاسة الوزراء والداود وزارة الدفاع.
دخل المرحوم صدام حسين والاستاذ صلاح عمر العلي بالرشاشات الى مكتب الرئيس الراحل احمد حسن البكر. شهرا السلاح في وجه رئيس الوزراء عبدالرزاق النايف انذاك ودفعاه الى المنفى. في اليوم نفسه ابلغ  وزير الدفاع الفريق الركن ابراهيم الداود خلال وجوده في عمان، بتجريده من كل مناصبه.
السؤال الذي يدور اليوم بين جماهير شعبنا في العراق هو هل يستطيع حزب البعث العربي الاشتراكي والقوة الوطنية والقومية والاسلامية التخلص من الارهاب الذي ركب قطار الثورة وتصدر المشهد كما فعل النايف والداود او يتركوننا نوجه الذبح على الطريقة الاسلامية والتهجير وتفجيرتراث العراق الحضاري؟