23 ديسمبر، 2024 2:45 م

عبد الجبار العبيدي والمفاهيم المغلوطة

عبد الجبار العبيدي والمفاهيم المغلوطة

الدكتور عبد الجبار العبيدي من المثقفين الغيارى على وطنهم والمعتزين بدينهم , ومن الحريصين على مقاربة المعاني القرأنية , ولكن تنقصه صفة التخصص الفقهي وقد أعترف هو بها في رده على ألآخ عباس الكتبي حول ألآية “33” من سورة ألآحزاب المباركة , وما دام الدكتور عبد الجبار العبيدي قد أعترف بعدم تخصصه الفقهي , فهذا يعني أنه ليس ملما بعلم أصول الفقه ولا بالمنطق , لآن علم أصول الفقه هو منطق أو مقدمة علم الفقه , والمنطق هو هندسة العقل البشري , ولاندري مقدار تخصصه باللغة , وأن كانت مقاربته للآية “33” من سورة ألآحزاب التي جاء فيها النص على تطهير أهل البيت , لم تظهر مقاربته لتلك ألآية الكريمة أنه يمتلك بضاعة لغوية تجعله مؤهلا للخوض في مثل مفردات اللغة في تلك ألآية الكريمة , علما بأن الظهور اللغوي واضح البيان لايلتبس على من يعرف الصياغة اللغوية في الثأنيث والجمع والتذكير , وقد سبق للدكتور العبيدي أن وقع في التباس فهم معاني ومصطلحات الحجاب الذي لايلتبس على من يعرف مواقع ذكر تشريع الحجاب في سورة ألآحزاب ألآية “53” وفي سورة النورألآية “31”  , وتكرر كلمة الحجاب في سورة مريم , وهو السترألآية “17”  , وفي سورة ألآسراء ألآية “45” وفي سورة ألآعراف ألآية ” ألآية “46” .وفي رده على ألآخ عباس الكتبي أظهر الدكتور عبد الجبار العبيدي فهما مغلوطا لعصمة النبي “ص” فقال : هو ليس معصوما في شخصه , وأنما العصمة لرسالته ؟ وهذا الخلط المشوب بنقص في فهم العصمة والذي تسبب في سوء فهم غير مقصود لدى الكثير من أبناء المسلمين بسبب أختطاف المعاني القرأنية في كل من ” ألآصطفاء وما يترتب عليه قال تعالى ” أن الله أصطفى أدم ونوحا وأل أبراهيم وأل عمران على العالمين ” – أل عمران -33- وأختطاف وتغييب معنى الذرية الصالحة قال تعالى ” ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ” – أل عمران -34- وأجتزاء معنى العصمة , قال تعالى ” وما ينطق عن الهوى أن هو ألآ وحي يوحى ” – سورة النجم – 3-4- ” وما كان لمؤمن ولا مؤمنة أذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ” – ألآحزاب – 36- ” وأنك لعلى خلق عظيم ” – سورة القلم -4- وصاحب الخلق العظيم لايمكن أن يصدر منه خلاف ذلك , ثم أن الشخصية في علم الرجال وعلم النفس لا تجزأ , فهي كل محسوب على ما يصدر من أفعال , ولو سلمنا جدلا وحاشا لله ذلك أن الرسول ليس معصوما في شخصه كما يقول عبد الجبار العبيدي وكما  قال الذين أخذوا ثقافة ألآنقلاب على العقب , فتسببوا في أشكالية عدم فهم النص من الراسخين في العلم وهم عترة النبي “ص” علي وفاطمة والحسن والحسين وأبناؤهم المعصومون التسعة الذين قال فيهم رسول الله “ص” أني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ” وقال “ص” : لاتتقدموا عليهم فتهلكوا ولا تتأخروا عنهم فتندموا ولا تعلموهم فهم معلمون ”  وقد ظل هذا النص محافظا على نصيته حتى القرن الثالث الهجري حيث شاعت ثقافة ألآنقلاب على العقب , فصار يكتب بدل عترتي أهل بيتي ” يكتب سنتي ” وهذه شبهة يهلك فيها من هلك , وألآنقلاب على العقب هو نص قرأني , قال تعالى ” وما محمد ألآ رسول قد خلت من قبله الرسل أفأن مات أو قتل أنقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشكرين ” – أل عمران -144- ومن المعاني التي أختطفت وغيبت عن المسلمين هو معنى ألآمامة , والدكتور العبيدي متأثر بثقافة ألآنقلاب على العقب لآنه يأتي بمفاهيم مغلوطة عن ألآمامة , والخلافة , وزوجات ألآنبياء وعدم عصمتهن , وعدم التفريق بين الخاص والعام في مصطلح أهل البيت , وهو لايعرف أن الخاص مقدم على العام , فالعام هو أن زوجات النبي “ص” هن أهله , والخاص المخصص بالنص هو أن أهل البيت المطهرين هم علي وفاطمة والحسن والحسين , ففي الدر المنثور أخرج الطبراني عن أم سلمة أن رسول الله “ص” قال لفاطمة : ائتني بزوجك وأبنيه , فجاءت بهم فألقى رسول الله “ص” عليهم كساء فدكيا ثم وضع يده عليهم ثم قال : اللهم هؤلاء أهل محمد , فأجعل صلواتك وبركاتك على أل محمد كما جعلتها على أل أبراهيم أنك حميد مجيد .قالت أم سلمة : فرفعت الكساء لآدخل معهم فجذبه من يدي وقال : أنك على خير ” – الميزان في تفسير القرأن –ج 16- ص- 335- والحديث مستفيض في روايات المتقدمين في صدر ألآسلام , وليس من مرويات عصر البويهيين  كما ذهب الى ذلك الدكتور عبد الجبار العبيدي , ومقاربة الدكتور العبيدي لمصطلح ومفهوم ألآمامة هي مقاربة مأخوذة عن ثقافة الذين أنقلبوا على العقب , وما خوطب به النبي أبراهيم عليه السلام هو تأسيس عام للآمامة في الذرية الصالحة , قال تعالى ” وأذ أبتلى أبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال أني جاعلك للناس أماما قال ومن ذريتي قال لاينال عهدي الظالمين ” – البقرة – 124- والوراثة للذرية الصالحة هي ثقافة شائعة في القرأن الكريم غيبت عمدا لحجب حق عترة النبي “ص” المطهرة من أن تتولى أمور المسلمين لما يصلحهم , قال تعالى ” يرثني ويرث من أل يعقوب وأجعله رب رضيا ” ” يازكريا أنا نبشرك بغلام أسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا ” –مريم – 6-7- , وقد ثبت علمهم وصلاحهم عبر كل الحوارات التي جرت مع علماء المسلمين وغير المسلمين حتى لقد قال عالم نصارى الشام وهو من أتباع حواري عيسى عليه السلام , قال عن ألآمام محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وذلك بعد لقاء جمعهما في دمشق وسأل فيها عالم النصارى ألآمام الباقر عليه السلام , قال في نهاية اللقاء العالم النصراني : يا أهل الشام أني لم أر رجلا أعلم من هذا ” يعني به الباقر ” فأذا كان بين ظهرانيكم فلا تسألوني عن شيئ ؟والدكتور عبد الجبار العبيدي وقع في أشكالية كبيرة أظنها غير مقصودة  منه فقد كتب ألآية رقم “17” من سورة هود خطأ , فقد كتبها ” ويلوه شاهد من ربه ” والصحيح يتلوه شاهد منه , وهذا نصها قال تعالى ”  أفمن كان على بينة من ربه , ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى أماما ورحمة أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من ألآحزاب فالنار موعده فلا تك في مرية منه أنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس لايؤمنون ” – هود – 17- والشاهد منه يعني شاهد من رسول الله “ص” وعلى قاعدة تفسير القرأن بالقرأن كما هو مذهب أهل بيت النبوة ألآئمة ألآطهار عليهم السلام , وألآية رقم “61” من سورة أل عمران ثبت بما يقطع الشك بأن علي بن أبي طالب هو نفس رسول الله “ص” وأن الحسن والحسين هم أبناء رسول الله “ص” وفاطمة  الزهراء أم أبيها كما سماها رسول الله “ص” هي المقصودة بنسائنا في ألآية الكريمة , قال تعالى ” فمن حاجك فيه من بعد ماجاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم , ونساءنا ونساءكم , وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين ” – أل عمران – 61- وعندما يكون بنص القرأن أن الشاهد لرسول الله بالحق هو علي بن أبي طالب , فكل الدعاوى ألآخرى هي شبهات وأهواء لاترسو على يقين .ويبقى أن نقول للدكتور العبيدي وللقراء والمتابعين : ليس صحيحا أن نتذرع بما تقوم به عصابات داعش التكفيرية , فنعرض عن كلمة الحق , فالساكت عن الحق شيطان أخرس , والله تعالى قال لعباده وللناس أجمع ” الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه , وقال تعالى ” وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن أن الشيطان ينزغ بينهم أن الشيطان كان للآنسان عدوا مبينا ” – ألآسراء -53- وهنا من الضروري التذكير بألآية الكريمة التي نفت العصمة عن زوجات ألآنبياء عليهم السلام , قال تعالى ” ضري الله مثلا للذين كفروا أمرأة نوح وأمرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل أدخلا النار مع الداخلين ” – التحريم -10- فلماذا ألآصرار على أعطاء بعض نساء النبي “ص” صفة العصمة وهن لسن أهلا لها , لاسيما وأن من تعظم ويكثر لها ألآطراء والمديح من أصحاب ثقافة ألآنقلاب على العقب هي تقول عن نفسها كما في تهذيب سيرة أ بن هشام –ص- 299- تقول أنها سفيهة ؟ ؟ واليكم نص الحديث ” مات رسول الله “ص” بين سحري ونحري وفي دولتي , لم أظلم فيه أحدا , فمن سفهي وحداثة سني أن رسول الله “ص” قبض وهو في حجري , ثم وضعت رأسه على وسادة , وقمت ألتدم مع النساء وأضرب وجهي ” وهذا الحديث نقله أبن أسحاق عن يحيى بن عباد بن عبدالله بن الزبير عن أبيه عباد قال : سمعت عائشة تقول وذكر الحديث , وهذا الحديث هو في تهذيب سيرة أبن هشام وهو ليس شيعيا والحديث ليس من مرويات عصر البويهيين , وللعلم ومن باب المقارنة في تناقضات كتابة التاريخ ألآسلامي , لقد أستمعنا الى زوجة من زوجات رسول الله “ص” تقول أن رسول الله مات في سحرها ونحرها ؟ بينما يقول ألآمام علي بن أبي طالب الذي لايشك أحد من المسلمين المتقين ولا من غير المسلمين المنصفين لايشكون في مصداقيته يقول ألآمام علي في نهج البلاغة المنقول بخط الثقة الشريف الرضي , يقول ألآمام علي عن وفاة رسول الله “ص” ” ولقد كان رأسه على صدري وفاضت روحه الطاهرة على كفي فأمررتها على وجهي ووليت غسله والملائكة أعواني فريق يهبط وفريق يعلو وصلينا عليه جماعة فمن هو أحق به مني حيا أو ميتا ”  ثم قال عليه السلام : نحن شجرة النبوة , ومحط الرسالة , ومختلف الملائكة , ومعادن العلم , وينابيع الحكم , ناصرنا ومحبنا ينتظر الرحمة , وعدونا ومبغضنا ينتظر السطوة ” نهج البلاغة – ص- 186-أن حديث ألآئمة أو الخلفاء كلهم من قريش ويراد بهم من بني هاشم هو حديث للنبي “ص” يوافق ماجاء في القرأن الكريم عن ألآصطفاء لذرية صالحة مجتباة بعلم الله وحكمته وعدله ورحمته , وقد أكد هذا المعنى ألآمام علي عليه السلام عندما قال ” أن ألآئمة من قريش , غرسوا في هذا البطن من هاشم , لاتصلح على سواهم , ولا تصلح الولاة من غيرهم ” – نهج البلاغة الخطبة – 143- ص- 228-وليعلم من يريد أن يعلم : أن زوجة من زوجات رسول الله “ص”ومعها حمزة بن عبد الله بن عمر وعبد الله بن زمعة بن ألآسود  هم  من أسقطوا شخصية عمر بن الخطاب كما في تهذيب سيرة أبن هشام , وهذا ليس من روايات البويهيين ولا من تفسير الفقهاء الذين تحامل عليهم الدكتور العبيدي دون تفريق بين المتقي من الذين يتبعون الهوى , لآن أتباع الفقهاء المتقين هو ماجاء في نص ألآية 122- من سورة التوبة قال تعالى ” وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم أذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون ” – التوبة – 122-” لما أستعز برسول الله “ص” وأنا عنده في نفر من المسلمين , دعاه بلال الى الصلاة , فقال : مروا من يصلي بالناس ” فخرجت فأذا عمر في الناس وكان أبو بكر غائبا , فقلت قم ياعمر فصل بالناس , فقام , فلما كبر سمع رسول الله “ص” صوته , وكان عمر رجلا مجهرا , فقال رسول الله “ص” : فأين أبو بكر ؟ يأبى الله ذلك والمسلمون , يأبى الله ذلك والمسلمون ؟ فبعث الى أبي بكر , فجاء بعد أن صلى عمر تلك الصلاة , فصلى بالناس ” – تهذيب سيرة أبن هشام – ص- 297- هل يوجد تسقيط لعمر بن الخطاب أكثر من هذا ؟ وهل هذا ماروته الشيعة أم هذا ما يرويه  صاحب تهذيب سيرة أبن هشام , وهناك الكثير من التناقضات الفاضحة التي لايسع المجال لذكرها ولكنا نكتفي بهذا القدر لمن يستمع القول فيتبع أحسنه , وليراجع نفسه الدكتور عبد الجبار العبيدي لعله يتخلص من المفاهيم المغلوطة منذ أن كان معجبا بالكاتب محمد شحادة والى أن رد على ألآخ عباس الكتبي وهو يحمل المفاهيم المغلوطة عن العصمة وألآمامة والتقية والصحبة وزوجات ألآنبياء وأهل البيت , والراسخين في العلم , وأهل الذكر , وأولي ألآمر , والذرية الصالحة وألآصطفاء , فللدكتور العبيدي دعاؤنا بالبصر وأنفتاح البصيرة على قاعدة : حب لآخيك ماتحب لنفسك ” [email protected]