ذهبت قبل ايام إلى شارع المتنبي في بغداد الشارع المشهور ببيع الكتب ما دفعني للذهاب الى هناك هي قصة عبد الباري عطوان التي سردها في كتابه “وطن من كلمات ” الكتاب الذي يتحدث عن شخص اسمه العطوان والهدف للتعرف عن كثب على سيرة حياته وتجربته الصحافية منذ دخوله الوسط الصحافي هو يرويها بكل تفاصيلها عندما كان شابا يافعا وحتى يومنا هذا , وصلت الشارع المقصود بعد معاناة طويلة من التعب النفسي بسبب الحر والزحام التي تسببها السيطرات الامنية العراقية انا الآن في المتنبي وسرعان ما بدأت التجول بين المكتبات ادور بينهما واتنقل من مكتبة لاخرى باحثا عن الكتاب بكل شغف ورغبة وامل للحصول عليه توقفت امام احدى المكتبات وسألت احد الباعة بهدوء مرحبا اخي قال اهلا وسهلا هل يوجد بين رفوف مكتبتك كتابا للكاتب والصحافي الفلسطيني عبد الباري عطوان “وطن من كلمات “وحقيقة الامر الجواب صدمني لان الرد كان مُخيّبا للآمال قاسيا همجيا عنيفا ؛لا ؛الا تخجل من نفسك وانت تقرأ لشخص كان داعما مساندا لنظام صدام حسين وبعض الانظمة العربية الديكتاتورية التي جعلت منه صاحب ارصدة مقابل تضليل الحقيقة ومساندة الطغاة فكان جوابي انا لحظة ياعم دعني لشرحك قليلا عن هذا الرجل من عبد الباري عطوان المشكلة ان الرجل كان متوترا ولم يسمح لي بالنطق الا بكلمة واحدة وهو سؤالي له اتعرف انت الرجل قال اذهب عن وجهي و الا طبعا “والا “مفتوحة على جميع الاحتمالات
ولم يكن هذا الشخص الوحيد الذي قابلته بالشارع والذي يعاني من مرض مزمن اسمه عبد الباري عطوان رئيس تحرير القدس العربي اللندنية بعدها تركت المكان على الفور وتوجّهت الى مكتبة اخرى والهدف هو الكتاب لكن هذه المرة اصطدمت بشخص ودخلت معه في صراع كبير وجدل عقيم استمر لمدة ربع ساعة كل الحديث كان يستهدفني ويستهدف العطوان وتخيّلت للحظات اني ابحث عن زجاجة خمر في معبد للصلاة لذكر الله والغريب كل الانظار كان متوجهة صوبي لااعرف هل انا مجرم ام كافر ام صاحب الكتاب رجل يهودي زنديق يا لله لم افعل شيئا قطّ فقط اريد “كتاب وطن من كلمات “
المشكلة بعد كل هذا التعب لم اعثر على الكتاب ورجعت الى البيت خاليا صفر اليدين , واثناء عودتي بدأت نفسي تطرح اسئلة كثيرة تدور في بالي والسؤال الهام لماذا يُستهدف هكذا عبد الباري عطوان وبهذه الطريقة المنظمة وكأنه شيئا منكرا ممنوعا لا يجوز حتى التفكير به او حتى الاقتراب منه او القراءة له قد تكون الاجابة بحاجة الى ردّ على الاقل منه , اعتقد ان حقيقة هذا الاستهداف هو عدم رضوخ الرجل وركوبه الموجة على غرار بعض الكتاب والصحف العربية لو كان الاستاذ عبد الباري عطوان شخصية متملّقة يعشق للدولار مجاملا على حساب الحقيقة والاهم اقامة علاقات ودّية الى حد ما مع دولة معروفة هو يعرفها اكثر مني لصبح رجلا يشار له بالبنان في كل البلدان و صحيفته توزع في كل مكان مشكلة الاستاذ العطوان وقد لا يعرف الكثير عن شخصيته هي شخصية هجومية تحلل المشهد دائما بصورة دقيقة بعيدا عن المجاملة والخواطر وقد يكون التحليل احيانا مصدر ازعاج لبعض الدول والرؤساء لكن ما فائدة الصحافة اذا كانت بوقا مساندا لبعض الدول او الشخصيات هنا لا تصبح صحافة بمعنى صحافة حرية الكلمة واظهار الحقيقة في الطرح وفضح الآخرين تصبح وسيلة دعاية لدول واشخاص مقابل مآرب دنيوية زائفة ,
والغريب نحن العرب دائما ما نهاجم مبدعونا وكتابنا ونميل الى اتهامهم بالدعم الخارجي ونصنع منهم اناس غير واعين عملاء والطامة الكبرى حبنا العظيم لالقاء التهم جزافا والتخوين وقد اتهم انا صاحب المقال ان عبد الباري قد اعطاني اموالا مقابل رواية هذه الحادثة وسرد القصة بالكامل , ان الكثير من العراقيين من مثقفين وناس بسطاء يتهم رئيس تحرير القدس العربي بانه كان بعثيا ويتلقى اموالا من صدام حسين او يحمل فكرا بعثيا اعتقد لوكان عبد الباري عطوان مثل ما يدعون لسخّر القدس العربي في خدمة النظام السوري أليس الاسد بعثيا كلنا نتابع مقالاته و نقرأ ما يُكتب يوميا في صحيفته هي تقف على مسافة واحدة من جمع الدول العربية خصوصا الدول التي شهدت ربيعا عربيا , هذه الشماعة انت مدعوم خارجيا او تنفذ اجندة مشبوهة “قد تكن هذه الكلمة الوحيدة التي يستخدمها البعض في طريقة تسقيط الآخرين من دون ابراز الدليل في اي قضية ما ,بعد الوصول الى طريق مسدود مع الشخص المراد تسقيطه هو نوع من انواع الهجوم على الشخصيات المعروفة واحيانا هذا التسقيط يكون بالكلام المباشر او عبر مقال يُكتب او عبر فضائية للتعبير لوصف الشخص المراد تشويه صورته وهذا مكفول لكل شخص حرية التعبير ؟ والعجيب سيل الاتهامات هذه لم تتوقف ضد عبد الباري عطوان وهي دائما نحو الازدياد بالتأكيد ان قانون الحياة ان الشجرة المحملة بالثمار دائما ما ترمى بالحجارة طبعا على عكس الشجرة الفارغة من اي ثمر .