23 ديسمبر، 2024 1:00 ص

عبدالوهاب الساعدي ..أيقونة النصر العراقي

عبدالوهاب الساعدي ..أيقونة النصر العراقي

وسط احتفالات شعبنا بتحقيق الانتصارات وطرد فلول داعش من ارض الموصل بأكملها والتى توجت برفع العلم العراقي من قبل الفريق عبد الوهاب الساعدي على ضفاف دجلة اليوم ..توقف القلم بيدي كثيرا ..رغم العلاقة الحميمة التي تربطني بمداده ووقفات خطوطه المشرفة معي في قول الصدق والدعوة الى سبل الحق والرشاد .لكنني منحته الحق فنحن أزاء شخصية استثنائية بتفرد مهني وأنساني قل نظيرة . ففي كل تواريخ الأمم و صفحات التاريخ والصراعات والمعارك وفي كل الامم الحية يبرز قاده شجعان يغيرون مسار التاريخ ويتركون بصماتهم على مستقبل أمه بأكملها .
أذ لم تبخل العسكرية العراقية يوما عبر تاريخها المجيد بالقادة الملهمين والموسومين بضروب الإقدام والشجاعة و الذين مزجوا بين الفروسيه والمهنية والمعرفة الاكاديميه العليا رغم الظلال القاتمة التي تركها جيل الانقلابات والمؤامرات والتسلق المشين للرتب والو سوم العسكرية ابتدءا من المهيب الركن والجندي الهارب (هدام العصر )الى كارثة الدمج ومنح الرتب الاعتباطية .

ومن أحد هؤلاء القادة الألمعيين هو الفريق الركن عبد الوهاب عبد الزهره زبون الساعدي خريج الدورة 69 من الكلية العسكرية والدورة 61 كلية اركان ، وهو من بين العشره الأوائل في دورته ، وهو ضابط متمرس بحسب ضباط دورته الذين عاصروه وتخرج من كلية اﻻركان عام 96 وحصل على تقديرٍ عالٍ .وبعد تخرجه شغل منصب محاضر في كلية الاركان . في زمن النظام السابق ، وهذه دلالة على مقدرته وكفاءته كون لايحاضر في هذه الكلية إلا أصحاب الكفاءات والتميز.

يُعّد الساعدي القائد لأول عملية تُنسب الى الجيش العراقي في تحرير بيجي وصولا الى موقع مصفى بيجي أكبر مصافي الشرق الأوسط بقطعات عسكرية صرف من دون قوات اخرى او مساندة من قوى اخرى . .وهو قائد العمليات الميدانيه في تحرير تكريت وإليه يعود موضوع اعلان المرحله الاخيره لتحرير تكريت.وطي اخر صفحة من تحرير الموصل .اذ رددت الكثير من مراكز الاستطلاع العسكرية مقولته وخطته الشهيرة :أنا واثق من تحقيق النصر في معركة تكريت خلال أيام معدودات وستكون معركة تدرس في الأكاديميات العسكرية العالمية وقد أعددنا العّدة من جميع النواحي لتكون معركة مدن خاصة.

قيل عن الساعدي الكثير وأشاد العدو والصديق بوطنيته وحرصه على منع تدمير دور المواطنين والمنشآت الحكومية.وقد أثبتت أغلب العمليات التي أدارها اتسامه بالحرفية والمهنيه في العمل الى حد وصفه من قبل عدد من المراقبين العسكريين بإنه يذكرهم بإبطال الجيش العراقي السابق في التاريخ الوطني لابناء العراق الاكفاء .ففي استقصاء صحفي اجراة إعلاميون في مخيمات اللاجئين في المناطق التى تحررت بفضل القائد الساعدي اجمع الكثيرون على نظافة العمليات التى ادارها وأشادت بتعاملة وتعامل ضباطة وجنودة الانساني وسجلت عدسات الكامرات ألاف اللقطات له مع اطفال النازحين في المناطق المحررة وعرف بوديتة وتواضعه وبساطته وعدم خشيته من الموت وخطوب الحرب مرددا ان الموت لايخشاة الشجعان وترتعد له فرائص المتخاذلين .
ليس غريبا ان يكون قائد بهذة الصفات فهو من الطبقة المعدومة من أبناء مدينة الصدر البطلة ومن عائله محترمه عرفت بتضحياتها والتزامها الديني والاجتماعي وتمرس كقيادي ومعلم مبجل في كلية الأركان والتي أكسبته عقلية عسكرية جيدة وتفوق منقطع النظير في أدائة الميداني .لقب برومل العراق لمكره ودهائه في الميدان وغالبا ما ينقض على العدو بمباغتة وسرعه لاتشبهها الا انقضاض الصقور على الفريسة ،وهو من جينات مختلفة عن الطاقم المارشلات العسكرية التي ولدت بعد التغيير وعرف اغلبها بالنهب والسحت واغتصاب عتاد وغذاء الجنود المساكين والإثراء على حساب مايسمى الفضائيين.
بحثت عن صورة او لقطة للساعدي القائد الفعلي للفرقة الذهبية وجهاز مكافحة الإرهاب لعلي اجد بهرجة أوعروض تشبه بعض القادة المتسلقين فلم اجد سوى زي مكافحة الارهاب الاسود البسيط والمعفر بتراب المعركة وبشعره الابيض المنفوش ولا وجود لعشرات الحمايات من حولة ..كل مايحيط به في الصور هو جنود عاديون مبتسمون وكل تنقلاته تتم بسيارة همر عادية ..
الساعدي زرع الحب والموأخاة بين جنودة وبين ضباطة وبين وحداتة المقاتلة والاهالي فبالرغم من الظروف الصعبة التي تعيشها المناطق المحررة بالموصل بسبب نقص الخدمات ومعاناة الأهالي من ويلات الحرب الا ان سكان حي الزهور قرروا وضع لوحة كبيرة تحمل صورة القائد عبد الوهاب الساعدي الذي قاد احد محاور تحرير الموصل لما ابداه من خلق وأنسانية .
وحقق سمعة طيبه لدى أغلب شخصيات العالم فقد قالت تريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا أسعدني تحرير الساحل الأيسر من الموصل وهو جغرافيا أكبر من الساحل الأيمن والتقارير التي وصلتني تُشير الى ان معركة الموصل نظيفة ولايوجد بها إحتقان طائفي أو إنتقام.ولقد أبهرني القائد الميداني النبيل عبد الوهاب الساعدي ورأيت انسانيته في عيون أطفال الموصل وهم يلتقطون معه ال سيلفي وشاهدت صور عديدة له وهو يُقبل رؤوس الأطفال ويمسح على رؤوسهم ويبتسم مع الأخرين مما جعله يُدخل الطمأنينة والسرور على الأطفال وعوائل الموصل السنية وهو رجل شيعي جاء من مدن شيعية لكنه يتعامل بحنكة عسكرية محترفة وأخلاق رفيعة ونُبل عالي.

هذا غيض من فيض عن هذا المقاتل الشهم أذ لايمكنني الإحاطة بكل جوانب حياتة وعملة الميداني وبالتأكيد سيسفر تحرير الموصل كاملا عن جوانب خفية اخرى عنة ..لكن يبقى الساعدي رجل العسكر الأول وأيقونة النصر العراقي الناجز.