23 ديسمبر، 2024 6:35 ص

عبدالله السالم الكاتب الفارس الذي عشق القبيلة

عبدالله السالم الكاتب الفارس الذي عشق القبيلة

في تسعينات القرن الماضي عندما كنت اعمل في القطاع التجاري الخاص التقيت به في احد مكاتب الاصدقاء الذي كان يمارس العمل التجاري ضمن نفس المنطقة التي يتواجد فيها عملنا التجاري في محافظة نينوى..
شاب طموح يمتلك خبره في مجال تحديد الانساب وموقع كل عشيرة ومن هو شيخها وفروعها وبطونها وكان لديه اصرار مع رغبه قويه جدا لإكمال مؤلفاته عن قبيله الجبور..
لم يسمح لنا الوقت في حينها للنقاش حيث انه كان مشغول كثيراً في الحصول على معلومات عن طريق صديقي تخص عشيرتهم واسم كل شخص تابع لهم…
وبعد فترة من الزمن سمعت من صديقي انه اصدر كتابه الاول على عدة مجلدات ضخمة تم طباعتها في حينها في العاصمة الاردنية عمان.. وهنا لابد لنا ان نشير عن كيفية جمع هكذا معلومات وعن المجهود الذي استغرقه المؤلف في الحصول على اسماء فروع وبطون واشخاص قبيلة الجبور التي يصل تعدادها بملايين الافراد ومنتشرة في كل ارجاء المحافظات العراقية اضافة الى انتشارها في اغلب الدول العربية ودول الجوار.. وربما يسأل القارئ الكريم معي الاخ الاستاذ عبدالله السالم مؤلف كتاب قبيلة الجبور كم من الوقت وكم من الكيلومترات قطعها هذا الفارس الثقافي وكم من المبالغ المادية تم صرفها من جيبه الخاص ليحقق مبتغاه الاول والاخير وهو جمع قبيلة كبيرة جداً في كتاب تاريخي يعتبر في يومنا هذا مصدر اكاديمي للأخوة الباحثين وطلاب الشهادات العليا…
وهل اخذت مثلما اعطيت ايها المؤلف الكبير فانت كتبت عن الصغير والكبير الغني والفقير دون تمييز وذكرت الجميع في هذا العمل التاريخي الكبير…
اننا اليوم نجد اي فرد من قبيلة الجبور سوري اوعراقي اوسعودي الجنسية ومهما تكون قوميته ومذهبه يعرف جيدا امتداد وعمق قبيلته ويستطيع الحصول على معلومات عامة عن طريق الانترنيت بفضل هذا الانجاز وصاحبه المؤلف الاستاذ عبدالله السالم…. وانا هنا اقولها وبكل صراحة لو ان الاستاذ عبدالله غايته مادية مثلما يتصورها البعض لكتب عن شخصيات من دول اخرى في حينها واستطاع ان يجني منها ثروة طائله… ولكن حبه وتعلقه بنسب قبيلته هو من شجعه للبحث في تفاصيل انساب قبيلة الجبور… وربما واجهته المصاعب الكثيرة سواء مادية اومعنوية اوفنية احيانا خاصة اذا ما عرفنا ان طباعة الكتاب ونشره في تسعينات القرن الماضي وكانت الجهات الاعلامية تخضع لرقابة صارمة تابعة للدولة وكلفة الطباعة ليست بالشيء الهين اضافة الا ان النشر معتمد على الاعلام الورقي اكثر الوسائل الاعلامية في حينها كون القنوات المرئية والمسموعة الاخرى تابعة للدولة والوصول اليها صعب جدا… ومع كل هذا استطاع الكاتب الفارس ان يحقق امنيته ويعلن انجاز مؤلفاته بكل اعدادها وتفاصيلها ليصل مشروعه الى النور وليجد ملايين القراء المتشوقين المنتظرين اصدار الكتاب بلهفة الصبر…
فهنيئا لنا نحن ابناء هذه القبيلة بك ايها المؤلف الكبير وانت تنشر كل اسماء ابنائنا واجدادنا لتوثقهم للتاريخ وليعرف القاصي والداني من خلال مؤلفاتك كل التفاصيل التي تخص قبيلة الجبور ومنازلهم وانسابهم ومناطق ترحالهم على مدى العصور الماضية… ومبروك لك هذا المشروع فقد استحقيت وبجدارة لقب مؤرخ قبيلة الجبور ومبروك لك مؤلفاتك الاخرى من روايات وقصص وكتب اجتماعية وتاريخية….. وفقكم الله لقول الحقيقة واعانكم على نشر كل ماهو مفيد لخدمة الإنسانية جمعاء….