22 ديسمبر، 2024 11:03 م

عبث الظالمين بالمنظومة الكونية ودفاع المتفيقهين عنهم ..كارثة كبرى !

عبث الظالمين بالمنظومة الكونية ودفاع المتفيقهين عنهم ..كارثة كبرى !

مات الظالم فتنفس المظلوم الصعداء بعفوية متناهية وأخذ يتمتم ” الحمد لله لقد انتهينا من طغيانه عسى ، أن يكون المقبل من اﻷيام خيرا ” .
هنا تحديدا وبعد صمت القبور المعروف عنهم ، ينبري المتفيقهون بـ ﻻتفرح فليس من صفات المؤمنين الشماتة ،إذكروا محاسن موتاكم ، ثم ماذا يعني أنه مات ، كلنا الى هذا الطريق سائرون ، الم تسمع الى قوله تعالى : ” كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ, وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ” ، الم تسمع الى قوله” إنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ” ولزيادة النكاية بالمظلومين وتحطيمهم نفسيا تضاف عبارة ” لقد مات الصنم شهيدا ، بطلا ، خلف لذريته اموالا وانت مفلس وعاطل عن العمل ستترك ذريتك من بعدك عالة على الناس ، لقد ورث الطاغية قصورا ومزارع وانت ﻻشيئ ، خلف أبناءا رباهم وعلمهم على أفضل مايرام وفي أرقى الجامعات وانت بلا ذرية أو إن أولادك وبناتك أميون ، جاهلون، في الشوارع وعلى اﻷرصفة وفي العشوائيات وخيام النازحين تائهون ، هائمون ، خائفون !!
أحبط المظلوم أيما إحباط وإستبدت به الشكوك وأخذته الظنون كل مأخذ يمينا وشمالا ..وتساءل ” أين عدالة السماء إذن ، اذا كان كل مايجري في هذه الدنيا بحسب المتفيقهين مادي بحت ومن صنع الإنسان وعقله وتخطيطه فحسب وﻻشأن للعدل والتدبير الالهي به البتة ﻻ من بعيد وﻻمن قريب ، فلاوجود كما علمنا لـ ” إفعل ماشئت كما تدين تدان” ، وﻻ وجود لـ” ومامنعوا زكاة اموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا “، وﻻ وجود لـ” لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عذابا من عنده ثم لتدعنه ولا يستجاب لكم ” ، ولا لـ ” اتق دعوة المظلوم ، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب” وﻻ لـ ” من زنى يزنى به ولو بجداره فأذا كنت ياهذا لبيبا فإفهم ” وكل القضية عبارة عن مجرد إنقلاب عسكري أو ثورة خاطفة بمساعدة محتل خارجي غاشم يتولى على إثرها طاغية جديد ألعن من سابقه حكم البلاد فيسبي العباد ويعدم ويعتقل ويقتل ويهجر الافا مؤلفة ويسرق المليارات ثم يموت بطلا شهيدا وانتهت القصة برمتها ( ولو بيتكم قريب ، كان جبنالكم حمص وزبيب ) ولسان حال المتفيقهين يردد الاية الكريمة واضعين إياها في غير موضعها كما هو ديدنهم ” قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ”.

ماهكذا تورد ايها المتفيقه الابل ، اذ إن مشكلتك ومن على شاكلتك أنك ﻻتخضع الظلم والطغيان وتفسيره طيلة وجوده وهو جاثم على رقاب الخليقة وصدورها الى مقياسك المادي والعقلي في مفارقة عجيبة بل الى الروحي منه تحديدا ، فتقول وتكثر من ” كيفما تكونوا يولى عليكم ” ، هذا ماجنته ايديكم ، هذا هو حصاد جبنكم وخوركم وبعدكم عن تعاليم السماء ،هذه ثمرة سكوتكم على الباطل ، هنا نزل هاروت وماروت وعلما الناس السحر ، هنا قتل الصحابة وآل البيت رضي الله عنهم اجمعين وهذه لعناتهم تصيبكم كل يوم وحتى قيام الساعة !!!”.
واقول لهم إما أن تتعاملوا بالروحانيات مع الكل ، وإما بالماديات مع الكل ، لكن أن تكونوا روحانيين لصالح الظالمين فقط وتدعون الناس للسجود والركوع لهم والتصفيق والرقص بين ايديهم صباح مساء وتحرمون الخروج عليهم ووتحضون على طاعتهم مهما كلف اﻷمر ، ثم تكونوا ماديين مع المظلومين فحسب وتطالبونهم بالصبر وبالسمع والطاعة فهذا هلاك وإهلاك وتثبيط للمسحوقين ولعزائمهم وإرباك لعقولهم ، سيرغمهم إما على ” الشك المطلق ..أو على أخذ الثأر بأيديهم بعيدا عن سلطة الارض والسماء ومن ثم سحلكم بمعية الطاغية على حد سواء في الشوارع وتعليقكم على أعمدة الكهرباء التي لم ينعموا بإنارتها قط ،كما حدث في فرنسا أيام ثورتها الشهيرة 1789- 1799وكذلك ثورة روسيا الكبرى عام 1917 تماما ، لطالما ان السماء ﻻتستجيب لدعواتهم وﻻ ﻵهاتهم وﻻ ترى معاناتهم ولن تعاقب الظالمين مطلقا في الحياة الدنيا واﻷمر كله منوط باﻵخرة ولطالما ان الطاغية محاط بالمتفيقهين المقدسين الانتهازيين وكلهم خط أحمر ولحومهم مسمومة بحسب مايشيعون ، أولئك الذين يباركون للطاغوت جرائمه على مدار الساعة ويجرمون من يجرمها ، وكل مايحدث لهم إنما هو داخل في سياق مجريات الحياة وحركة التأريخ الطبيعية وﻻشأن للسماء بها مطلقا على وفق زعمكم” فأنصح بأن تتوقفوا عن سياسة ” خالف تعرف ” وهي جل ما تتمنونه للشهرة ولبيع كراريسكم في سوق النخاسة على إعتبار أنها جاءت بجديد وغير مألوف في فلسفة التأريخ ، ﻷنها ﻻتنم عن فهم عصي على الاخرين بحسب تصوركم بقدر ما تنم عن جهل مطبق يراد به تسفيه اﻵخرين والتربع كالظالمين على جثثهم وسرقة جيوبهم وتفكيك منظومة العدل اﻷلهي برمتها ليبقى المظلوم كريشة في مهب الريح فيما الظالم على كرسيه فوق جبال الجماجم وتلال الدولارات .. مستريح !
##وانوه وهذه نقطة في منتهى الخطورة الى ان منظومة العدل الالهي مبرمجة و من غير تشبيه وﻻتمثيل بالكومبيوتر وليس كمثله شيئ ، بمعنى ان ” من يجرؤ ويعبث بموازين الحياة وطبيعتها كما خلقها الباري عز وجل كممارسة الشذوذ الجنسي مثلا وتحويل القطب الثنائي الى احادي – موجب او سالب فقط – بدلا من سالب وموجب ، فسيصاب الانسان بالايدز القاتل والسفلس القاتل والهربس والسيدا – انها لعنة سماوية مطلقة – بخلاف مايدعيه الماديون من انها امراض فايروسية عابرة شأنها شأن البقية – لماذا سماوية ؟ ﻷن البرمجة الالهية للكون قد تخللخت وعبث بها بتدخل بشري فكان عقوبتها – طاعون القرن العشرين ونظيراته ، لعلهم يرجعون ، لعهم يتفقهون ، لعلهم يستغفرون ، وعندما يعبث يجينات الثمار والزروع والحيوانات أو اطعام المجترة منها أعلافا حيوانية بدلا من نباتية لغرض زيادة الانتاج بخلاف المنظومة الالهية = سرطانات بأنواعها وجنون بقر وحمى قلاعية وحمى الضنك وبلا علاج ، لعلهم يتفكرون لعلهم يتقون ، عندما تأنف المرأة عن الارضاع الطبيعي حفاظا على رشاقتها بخلاف المنظومة الالهية فذلك = سرطان الثدي وبشكل غير مسبوق تأريخيا وفي كل بقاع الارض !
ﻻتتصور أن العذاب السماوي عبارة عن مخلوقات- زامبية -او ديناصورات عجيبة تأتيك ليلا من لامكان لتقتص منك، العقوبات ستكون من جنس العمل ومن بين يديك ومن خلفك ومن تحت رجليك ومن فوقك ومن ذات النظام المبرمج الذي تعبث به بمخالفتك ﻵوامره سبحانه وتحذيراته عمدا أو سهوا ، أرأيت لو أنك عبثت بكومبيوترك الشخصي ورفعت أجزاءا منه ووضعتها مكان أخرى ثم – سلم الروح – هل ستلوم الشركة على عطل الجهاز وشراء آخر بدلا منه أم انك ستلوم نفسك لمخالفتك وعبثك بمنظومتها الرصينة التي حذرتك مسبقا عبر الكاتلوك المرفق من مغبة المغامرة بها او مخالفتها وإﻻ (طاح حظك) وإنتحر جهازك بماكسبته يديك، عقوبة لك ؟!
والحديث يصدق على التغيير المناخي والصيد الجائر واﻷسلحة واﻷسمدة الكيمائية والغازات السامة والسلاح النووي والهيدروجيني والنيوتروني والاستنسال وبيع النطف وتأجير اﻷرحام والجنس الثالث و الرابع وتبادل الزوجات والعبث بالخلايا الجذعية وانتشار الفواحش والمخدرات والخمور والربا والقمار والزنا والقتل والرضى بالطغاة حكاما وأربابا من دون الله فسيجعل بأسكم بينكم عقوبة لكم بما جنته ايديكم على وفق المنظومة اﻷلهية المبرمجة و التي نهيتم عن التعرض لها بسوء لصالحكم وماحولكم من أحياء وجمادات وفق “الكتب ” او الكتالوكات المقدسة ﻻ وفق النظريات المادية سواء الجدلية منها أم المثالية ، لن تخالف أمر الله تعالى فتعبث بالطبيعة إﻻ وعاقبك بكوارث ناجمة عن معصيتك له والتعرض لمنظومته الكونية المتسقة والمتناسقة بقدر موزون و التي وجدت لتحفظ وجودك على هذه الارض بمعنى -روحانيات – ﻻ ماديات وجل الباري القائل ” (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ).فمن يعبث بقدر الله تعالى فلن يجد غير عذاب بقدره وشقاء من قدره ونصب لقدره وعلى عناد الماديين المخالفين والمنكرين لقضائه وقدره !
ومازلت أذكر تلك الدعوىالقضائية التي رفعها صاحب ملهى ليلي دمرته صاعقة في أميركا مطالبا بمليوني دولار تعويضات من كنيسة مجاورة بعد أن تناهى الى سمعه أنهم دعوا عليه بالفناء اثناء القداس ، فيما أنكرت الكنيسة تأثير الدعاء على أرض الواقع ، فقال القاضي ” وماذا بوسعي ان أفعل إزاء صاحب ملهى يؤمن بقوة الدعاء وتدافعه مع قدر نافذ وإنفاذ آخر ، وكنيسة ﻻتؤمن بجميع رعاياها بأن للدعاء قدرة على تحريك نملة آآ “. اودعناكم اغاتي