23 ديسمبر، 2024 5:24 ص

عباقرة العطل و.. دجاج المصلحة !

عباقرة العطل و.. دجاج المصلحة !

لا اعرف حكومة في كل ارجاء المعمورة بل والمجموعة ..الشمسية برمتها ، ان كانت فيها حياة، تحل مشاكلها شبه اليومية بواسطة منح العطل الرسمية سوى حكومتنا المركزية (الرشيدة) المتصدرة مكانها في موسوعة (غينيس) للارقام القياسية بكل جدارة واستحقاق بهذا الابتكار (الحضاري) الذي أصبحت ( متعودة دايما) عليه للتغطية على سجل (إنجازتها) المتردي في كل شيئ باستثناء ما(يغث) المواطن ويربك يومياته الحياتية وبنجاح ساحق منذ 10 اعوام عجاف!
وياليت الامر توقف عند حدود عاصمة الرشيد إذ انتشرت هذه (العدوى) لتصيب محافظات اخرى اصبحت (تخترع) مناسبات لمنح هذه العطل منافسة بهذا الحكومة المركزية بـعد ان نافستها من قبل في ماراثون الاخفاقات والسرقات وتفشي الفساد والرشا والانتكاسات في تقديم الخدمات مما ولّد شعورا بالغضب والحنق لدى المواطن الذي قرر معاقبة ممثليه في البرلمان ومجالس المحافظات وذلك باعادة …….انتخابهم مجددا !!
ولابد من عقد مؤتمر عالمي للمؤرخين لانصاف الدكتورغوبلز وزير دعاية هتلر في الحرب الكونية الثانية وصاحب شعار ،اكذب اكذب حتى يصدّقك الناس ،ليصححوا معلوماتهم عن هذا الرجل ، الذي خدم الفوهرر وبلاده على احسن مايكون، فهو لايعدوعن كونه كذّاب مبتدئ قياسا بآخرين من (جماعتنه) إجتازوه بمراحل ساشعة ، فلم يكن احد يتخيل انه بعد مايقرب من سبعين عاما على رحيل (المرحوم) الى دار حقة سيأتي من يكسر رقمه القياسي العالمي بالكذب (المصفط) والذي لايجيده سوى خريجي ( مدارس) دول مجاورة ضليعون في هذا الضرب من الفن والدجل و(اللواتة) والتي خرّجت العشرات من (أبطال) العملية السياسية الذين ابتلي بهم عراق حمورابي ونبوخذ نصر وعلي بن ابي طالب والحسين والمتنبي والجواهري والسيّاب ونوري السعيد وعمو بابا وجمولي ومحمد القبنجي وناظم الغزالي وجواد سليم ويونس بحري وهرون الرشيد والاف غيرهم في .. غفلة من الزمن .
ولاتلجأ الدول عادة الى تعطيل الدوام الرسمي الا في حالات الضرورة القصوى كالكوارث والزلازل والفيضانات والحروب والنكبات العامة وحتى في حالات مثل هذه فان منح هذه العطل ينحصر في المناطق المتضررة ولايشمل جميع انحاء البلاد لان هذا التعطيل العشوائي يؤثر بشكل مباشر على كل نواحي الحياة ولعل في مقدمتها الاقتصاد المفصل الاساس للحياة العامة و.. الخاصة على حد سواء ، ولكن ..عرب وين وطنبورة وين؟.
وعادة مايتضرر مئات الالاف من اصحاب الحرف الصغيرة وسائقي النقل الخاص و(التكسيات) والعاملين باجر يومي من تعطيل الدوام الرسمي لان جلّ (معامليهم) من الموظفين او مراجعي الدوائر الرسمية مما يؤدي الى تراجع دخولهم ليؤثر على مستوى أسرهم المعاشي وهذا ينعكس سلبا على المجتمع بأسره ، أما الموظفين فهم يرقصون بـ (جفية) كلما قرأوا في سبتايتل الفضائيات عن عطلة رسمية يستعدون لها ليقضوها (خدّة وخدر) ومتابعة المسلسلات التركية ذات المليون حلقة أو كارتون … توم وجيري !
 وفي دول اخرى لايتجاوز ايام العطل الرسمية سنويا عدد اصابع اليدين ففي سوريا والسودان تبلغ 7 ايام وفي اليمن 8 ايام اما في الجزائر والكويت فيصل العدد الى 9 ايام ، فيما يبلغ عددها  في استراليا والنمسا 10 ايام وفي كوريا الجنوبية 8 ايام وتعد ارمينيا واحدة من اقل دول العالم بعطلاتها الرسمية والتي تبلغ 4 ايام فقط بالتمام والكمال ، ولعل سريلانكا تكون الاستثناء في هذا المجال فهي اكثر دول العالم  تعطيلا للدوام الذي يبلغ  27 يوما في السنة وهي معذورة لعدة اسباب في مقدمتها فقر الجزيرة وشحة مواردها فمعظم السكان يمتهنون  زراعة الشاي (السيلاني)الشهير ،وهو لايمت باية صلة للشاي (المنقرض) الذي كانت توزعه وزارة التجارة في الحصة التموينية ، فيما يقضي الباقون من الذين (ماعدهم شغل وعمل) اغلب اوقاتهم بلبس(الوزرات) ذات الالوان البراقة .. دون ان يرتدوا تحتها اي ..شيئ!
اما الطامة الكبرى فهي عندنا في العراق الذي يحتل المركز الأول عالميا بلا منازع بعطله التي تصل لأكثر من 10 (درازن) في السنة دون ادنى شعور بالمسؤولية حكوميا وشعبيا الامر الذي يعتبر ، وفق خبراء، استنزافا للاقتصاد العراقي (المنخور) أو ماتبقى منه حتى كتابة هذه المقالة على الاقل  !.
ولم يات مركز الصدارة هذا عبثا فلدينا(عباقرة) في إبتداع المناسبات الوطنية والدينية وقد تضاف الىيهاعطل اخرى تفرضها الاوضاع الامنية والسياسية للالتفاف على الفشل الحكومي بمسك ملفات البلاد المختلفة ، وتقدر دراسات رصينة قام بها خبراء اقتصاديون خسارة البلاد بنحو 5 ملايين دولار من العملة الصعبة خلال اليوم الواحد من العطلة …في الوقت الذي (يكعد) ملايين الناس على (الحديدة ) ، التي ربما تكون (مزنجرة)  ليراقبوا سرقة ثروات بلادهم ( عينك عينك) دون ان يحركوا ساكنا….و(هلهوله) لدجاج المصلحة الصامدعلى الضيم والذبح من الوريد الى الوريد.. !
وكل عطلة وانتم ……صامتون أغاتي !!!!