23 ديسمبر، 2024 8:51 م

عبارتان لا استسيغهما كثيراً !

عبارتان لا استسيغهما كثيراً !

كُلُّ مفردةٍ او كلمةٍ في اللغة ينبغي أن يتلاءم استخدامها مع الموضوع المراد إدخالها فيه , ومن المستطيب أن يغدو اختيار الكلمة ذات النغم الذي  يتناسب ويوازي طبيعة الموضوع الذي تحلُّ عليه .
 وعلى الرغمِ من اني لستُ بصدد التطرّق للسياسةِ هنا , إنّما من الملاحظ ” ومنذ بدايات الأحتلال ” ظهور تعابير جديدة لم يعتاد المجتمع على او في التعاطي معها , ولسنا هنا ” بالطبع ” بصدد عرض او إعداد قائمة ببلوغرافيّة بمثل تلكُم التعابير .
  آثرتُ هنا التعرّض لأحدثَ تعبيرين , ظَهرَ الأول منهما منذ نحوِ شهرٍ ونَيف , والآخر منذ فترةٍ متقاربة . فبعد أن كانت فوضى التصريحات حول المعارك مع الدواعش تنطلق ولا تتوقّف من مسؤولين عسكريين ومدنيين وشرطة وحشد , وأحدهم يصرّح بالطول والآخر بالعرض , فقد ارتأت الدولة ايقاف تلك الفوضى وجعل عرض الموقف العسكري او الحربي لييغدو من مصدرٍ واحد وسمّته < خلية الإعلام الحربي > , و تحفُّظُنا  هنا حول اختيار مفردة ” خليّة ” , فعدا ما معروفٌ من الإستخدامات العلمية والطبية للخلية , وظهور استخدامٍ آخرٍ لها منذ سنوات بما اصطُلِحَ عليه ب : ” خلية أزمة ” وهذه تتشكّل من عدد قليل من كبار السياسيين وربما يضاف لهم افراد من قادة المخابرات بغية التعاطي وادارة أزمة طارئة ومن اعلى المستويات في الدولة , وهنا لايبدو ملائما تسمية ادارة الإعلام الحربي بخليّة , فمفردة ” الخلية ” ذات نكهةٍ سلبية لفظياً ولاينبغي استعمالها مع ” الإعلام ” الذي هو علم الإتصال المتبادل بين المصدر والجمهور , و ” الإعلام ” كلمة منفتحة وايجابية لفظياً , وجملة ” خلية الإعلام الحربي ” لا تديرُ أزمة وانما وظيفتها تنويرية لتوضّح وتنوّرالجمهور بأخبار المعارك وتضعه في الصورة , والى ذلك فهنالك بدائلٌ كِثار ” للخلية ” كأن يقال المكتب الأعلامي او الدائرة الأعلامية او وحدة الأعلام الحربي وما الى ذلك من التعابير المتعددة .
   العبارةُ الأخرى او التعبير الآخر ” وبعيدا عن السياسة ايضا ” هي ما تردده وسائل الإعلام العراقية الرسمية وغير الرسمية وذلك نقلاً عن رئاسة الوزراء والمتعلقة بالقرارات الجديدة التي اتخذها العبادي , وجرى تسميتها ب : < حزمة القرارات > ! وظلّت تتكرّر في الإعلام وما برحت بطريقةٍ ببغاوية حتى تثبّتت او ثبّتت نفسها كمصطلح .! , و ” الحزمة ” هذه هي اولاً كلمةٌ غير مُمَوسقة ولا تتناسب مع قراراتٍ ايجابية لها تأثير نفسي وفكري على المجتمع او الجماهير , كما أنّ ” الحزمة ” والتي تكاد تتشابه نسبياً ولفظياً مع ” رزمة ” ! , فهي مفردة اقرب الى البدائية او التقنية البدائية المتخلفة الى حدٍّ ما , ولا اجد من دواعٍ ضروريةٍ لأستعراض ما يمكن جمعه في ” حزمة ” , والى ذلك فليس هنالك ابسط من استخدام تعبير < مجموعة القرارات , او القرارات الجديدة , او حتى : القرارات الجوهرية > ..
وفي هذه الأجواء المضطربة التي يمرّ بها البلد , لا يسعنا أن نسميها بِ – باقة القرارات .! _
[email protected]