أي حقا أُغتصب، وأي ضلعٍ كُسر، وأي جنينٌ أُسقط، من أي بداية نبدأ، وهي أول مُصيبة، أذا كان قابيل قتل نصف العالم؛ بقتله لهابيل، فبقتل فاطمة(عليها السلام)؛ قتل العالم أجمع، منذ ذاك الوقت، أُنزل غضب الرحمن على العرب، ولم يرو النور، فقد أعمى الجليل بصرهم وبصيرتهم، فكانوا كالأنعام بل أضل سبيلا.
أنظمة السماء؛ تتعامل مع فطرة الإنسان، لذلك نجد في القران الكريم، عدة صيغ ظاهرية، مرة الإجبار، وأخرى الترغيب، وفي مواضع كثيرة الترهيب، من أجل ردع جانب الشر داخل الإنسان، المتمثل بالنفس الإمارة بالسوء، والهوى ووساوس الشيطان.
عندما أراد الباري أن يجعل في الأرض خليفة، من بعد الرسول (عليه وعلى اله أفضل الصلاة وأتم التسليم) جاء بصيغة الأمر( يا أيها الرسول بلغ)، فكانت حادثة الغدير، هي الحدث الأكبر في الإسلام بعد النبوة، في تلك الفترة العصيبة، التي مرت على المسلمين، تأسس داعش! .. وتم التخطيط لتحريف الإسلام، وبث الفكر الشيطاني، داخل المجتمع من قبل شياطين الإنس.
وضعت الخرائط، وأجتمع المنافقون، لضرب أقدس وأشرف وأطهر، أمرآة على وجه الأرض، كيف لا وهي بضعة محمد (عليهما والهما أفضل الصلوات)، بدء الهجوم على بيت آل النبي، وأُحتل بيت فاطمة(عليها السلام) من قبل دواعش ذاك الزمان، أُخرج الوصي ويداه مرّبطه، وفي العين قذى وفي الحلق شجا، فما كان لسيدة النساء العالمين إلا أن تأخذ دورها في الدفاع عن الإسلام.
بعد إصابتها في هذا الهجوم المتوحش، وإجهاض جنينها- نسل الأنبياء- وقفت بين القوم وهي تحمل تاج النبوة، وترتدي عباءة الوصي، “وهي تنادي خلو عن أبن عمي أو لأكشف بالدعاء رأسي” فأخذتهم ريح عاصف فأستشعروا غضب السماء، فتركوا الإمام
علي (عليه السلام)، بتلك الشجاعة العلوية والقوة المحمدية، أستطاعت أن تحفظ الإسلام، بدفاعها عن وصي النبي محمد (عليه وعلى اله أفضل الصلاة وأتم التسليم)، أتمت دورها، في حفظ الدين المحمدي الأصيل.
ما جرى على فاطمة بنت محمد(عليها السلام) يثبت ما تملكه تلك المرأة، من شجاعة وقوة بدنية مسددة من السماء، لان ما أصابها في تلك الحادثة، من كسر الضلع وأختراق المسمار جسدها الطاهر، وإسقاط جنينها، كل تلك الإحداث كانت كفيلة لأي أمرآة أن تفقد الوعي ويغمى عليها.
الصديقة الطاهرة وهي بتلك الحالة، كانت تقاتل الدواعش، وترميهم بكلمات أقوى من الرصاص، وأشد من لهب الصواعق، حتى حررت؛ باب مدينة علم النبي، من أيدي تلك العصابة، (صاحت وينك يا حشد مو علي جتفو.. صاحوا لبيك يا أبن الزهراء، سيد علي السيستاني) شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تظللها عباءة جبرائيل محترقة الأطراف ومسمار.