9 أبريل، 2024 3:13 م
Search
Close this search box.

عام 2012 طبيا ، فئران من خلايا الجلد وعلاجات للشلل

Facebook
Twitter
LinkedIn

يعتبر أسترجاع أحداث ما مضى من أعوام في حقل العلم عامة والطب خاصة مهما ومفيدا في نفس الوقت، حيث أن مسيرة العلوم متواصلة ومتصلة مع بعضها. فلا يبدأ بحث علمي دون أستناده على المنجز العلمي الذي سبقه، فلا تكون البدايات من لا شيء. وهكذا وجدتني كل عام أبحث فيما حصل من جديد في شؤون الطب وما أنتجته مختبرات الباحثين المبدعين.
السرطان..المرض القديم-الجديد
ولتكن البداية مع مرض السرطان،هذا التكاثر الخبيث في الخلايا الجسمية والذي قد يصيب أي نسيج أو عضو بشري. فقد أضافت بحوث الطب لعام 2012 معلومات جديدة عن مرض السرطان، غيّرت من تفهّم العلم لهذا المرض، وقد تلقي ظلالها على تفاصيل عملية التشخيص والعلاج. فقد نُشرت دراسة طبية في منتصف عام 2012 عن سرطان الثدي، حيث تبيّن أن هناك عشرة أنواع منه، وهي الأنواع التي تختلف عن بعضها البعض مما يستوجب طرق تشخيص وعلاج متباينة بغية التأثير الأفضل. فقد أشار البحث المذكور الى تمكّن العلماء من تحليل المادة الوراثية الطافرة والمتغيّرة جينيا داخل خلايا السرطان وذلك عند 2000 مريضة ومريض بسرطان الثدي. والخلاصة هنا أن مستقبل العلاج السرطاني يستدعي تحليلا للمادة الوراثية (الدي أن أي) أولا ثم استهدافها علاجا حسب طبيعة الورم الذي تسببه، وهو تطوّر كبير يضمن للأنسان العلاج الأفضل.
والجديد يبقى مثيرا أيضا، فقد نقلت الأخبار أن الحكومة البريطانية مثلا قد أوعزت بتحليل المادة الوراثية (دي أن أي) لما يقرب من 100 ألف مريض بالسرطان بغية تحليلها والتوصّل الى النوع الخاص وراثيا بالمرض والذي قد يستهدفه العلاج اللازم.
ولا ننسى هنا أن نشير الى الحوار العلمي المهم حول فائدة حبوب الأسبرين في الوقاية من مرض السرطان أو حتى في علاجه مما أشارت أليه تقارير العلم سابقا وتقارير جديدة نشرت خلال عام 2012.
وقد تمكّنت المستشفيات البريطانية من منح أجازة الأستعمال للعقار الجديد لعلاج مرض سرطان غدة البروستات عند الرجال والمسمى أبيراتيرون. فقد وجد العلماء أن هذا العقار سيزيد من أعمار مرضى سرطان غدة البروستات.
علاج للشلل
وقد يذكر القاريء الكريم قصة السيدة جان شيرمان البالغة من العمر 53 عاما والتي شلّ جسمها من أسفل الرقبة فما تحت. وقد تمكنّت المريضة -حسب ما نشر من بحث- من تحريك يد آلية بواسطة جهازين منبهيّن زُرعا داخل دماغها. والفكرة أن النشاط الكهربائي الذي تنتجه ما يقرب من 200 خلية دماغية أنما يُستقبل من قِبَل أبر دقيقة على شرائح فيتحوّل النشاط الكهربائي هذا الى حركة توجّه اليد الآلية. وقد شاهدت مؤخرا شريط فيديو لمريضة بالجلطة الدماغية والتي سببّت عندها شلل الأطراف ولكنها تمكنت من تناول قدح الشراب وحدها ودون مساعدة وذلك لأول مرة منذ أصابتها بالجلطة الدماغية قبل ما يقرب من 15 عاما.
وكل ذلك له مبدأه الواحد القائم على تحويل النشاط الكهربائي للخلية الأنسانية الى فعل ووظيفة.وفي هذا المجال أجريت تجارب على الحيوانات كان أغلبها ناجحا وبأمتياز. ومن ذلك تجربة علاج فئران مشلولة بعد أصابة حبلها الشوكي، وكلاب مشلولة عولجت بخلايا مأخوذة من بطانة الأنف.
ولابد هنا من الأشارة الى ما تم من علاج جراحي للرجل الذي أصيب بالشلل في أميركا، فأذا بجرّاح الجملة العصبية يعيد العصب المشلول الى حاله عابرا ومتجاوزا المنطقة المشلولة من الحبل الشوكي، تاركا أياها الى منطقة أخرى حيّة بوظيفتها ليعيد جزءا من الحيوية الى ما شُلّ من عضو جسمي. وفي هذا الأمل الكبير.
فئران من الجلد!
ومن غرائب التطور الطبي لعام 2012 هو التمكّن من تحويل خلايا جلدية أولية جذعية الى فئران من خلال تحويلها الى بيوض تولد منها فئران بصحة جيدة. وقد تمكنّت هذه الفئران من التخصيب أيضا فتمّت دورة حياة.
كما نجحت ولأول مرة تجربة علاج الصمم عند القوارض (اليربوع) بأستخدام الخلايا الجذعية،  كما وعولج فقدان البصر بالخلايا نفسها أيضا. ولابد من الأشارة الى أنه قد تم خلال عام 2012 الحصول على الخلايا الجذعية الأولية من سوائل الجسم كالدم والأدرار.
وقد أعتبرت لجنة جائزة نوبل للطب لعام 2012 أن مثل هذه البحوث حول الخلايا الجذعية وأيجادها من خلايا البالغين أنما ستخلق ثورة حقيقية في عالم الطب ومعالجة الأمراض المزمنة في المستقبل القريب. فعلى سبيل المثال ستقوم الخلية الجذعية التي يمكن لها أن تتحول الى خلية قلبية مثلا بتبديل الخلية الميتة في القلب لتتكون محلها خلية صحيحة وطبيعية فتتحسن وظيفة القلب المريض. ولك أيها القارئ الكريم أن تقُل مثل ذلك حول علاج مرض الخَرَف أو مرض الجلطة الدماغية الذي قد يسبب تلفا في خلايا الدماغ حيث ما أحوجها حينذاك الى أستبدالها بخلايا جديدة حيثما كان ذلك ممكنا. ولا يخفى على المتخصصين اليوم عدد البحوث وتفاصيلها والخاصة باستعمالات الخلايا الجذعية لمعالجة الجلطة الدماغية.
وماذا عن بحوث الوراثة؟
ولم يكن التطور في علم الوراثة وبحوثه بعيدا عن مختبرات الطب والعلوم لعام 2012. فقد تمكّن فريق من الباحثين خلال الأشهر الأخيرة من عام 2012 من فكّ رموز الشفرة الوراثية لجنين يبلغ من العمر 18 أسبوعا فقط وذلك بأستخدام أجزاء من المادة الوراثية الدي أن أي للجنين وهو في الرحم. وهذا لعمري سيؤدي الى تشخيص أمراض الأجنّة قبل ولادتها مما يثير قضايا قانونية قد نتصورها منذ الآن، حيث يستمر العقل الأنساني بالبحث عن أفضل الحلول لرخاء البشرية. ومن بحوث الوراثة لعام 2012 أستعمال المورّثات أو الجينات في عضلة قلب الأنسان لأجبار العضلة على تصحيح ضربات القلب ونبضه في حالة المرض.
اللقاحات الجديدة
ومما له علاقة بالوقاية من المرض وهي الأفضل من علاج، ما نُشر من خبر حول تلقيح مئات الآلاف من الأمهات الحوامل في بريطانيا خلال عام 2012 بلقاح السعال الديكي وذلك لوقاية أطفالهن من مرض قد يسبب الوفاة بمضاعفاته الخطيرة. ومما تناقلته مجلات الطب مؤخرا أن لقاحا مضادا لألتهاب السحايا (بي) سيكون جاهزا للأستعمال الطبي قريبا، كما أن العمل جار على قدم وساق لأنتاج لقاح ضد مرض جلدي فايروسي معروف ب ” القوباء المنطقية” والذي يصيب مختلف الأعمار فيسبّب ألاما وطفحا جلديا لا يصعب على التشخيص.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب