ليس العنوان أعلاه من نسج خيالي وإنما إستقيته من صحيفة”جمهوري اسلامي”الايرانية والتي معروفة بمواقفها الدفاعية المستميتة عن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية عموما وشخص مٶسس هذا النظام خميني خصوصا، والذي يلفت النظر ويمنح الموضوع المزيد من الإثارة والتشويق، إن تطرق الصحيفة لموضوع مهم وحساس يتعلق بکراهية الشارع الايراني لخميني يأتي مع الذکرى ال43 للثورة الايرانية التي صادرها التيار الديني بزعامة خميني!
نظام ولاية الفقيه حاول منذ تأسيسه الإيحاء بأن الشارع الايراني متعلق بخميني تعلقا إستثنائيا وحتى إنه يمثل خطا أحمرا له، ولکن الحقيقة والواقع کان دائما مختلفا غير إن التغطية والتستر الاعلامي على ذلك کان على الدوام مستمرا، بل إن وسائل إعلام النظام الايراني وبعد تلك الانتفاضات الغاضبة التي إندلعت بوجهه وفضحت النظام أمام العالم کله، إضطرت وتحت ضغط الحقيقة الدامغة للإشارة الى کراهية ورفض الشعب الايراني للنظام ولکن ليس لخميني!
اليوم وعشية الذکرى 43 للثورة الايرانية، خرجت على العالم صحيفة جمهوري اسلامي وفي افتتاحيتها بإعتراف صريح بكراهية الايرانيين لخميني وعدم قدرة عناصر النظام على الدفاع عنه. وذكرت انه في السنوات الأخيرة ـ وخاصة هذا العام ـ أصبحت الهجمات الدعائية على خميني، أداة للمستاءين أو الذين لديهم شكوك وأخطاء، او الراغبين في الظهور أمام الاخرين. والذي يجب أن نأخذه بعين الاعتبار إن هذه الصحيفة وهي تعترف على مضض بهذه الحقيقة فإنها قد إستغربت ماوصفته بموقف”أولئك الذين يتوقع دفاعهم عنه” مشيرة الى انهم التزموا الصمت لأسباب مختلفة.
إعتراف هذه الصحيفة بکراهية الشارع الايراني لخميني، لايمکن أن يعتبر بمثابة مفاجأة للشارع الايراني حيث إن الاخير قد دأب في إنتفاضاته ليس ترديد شعارات ضد النظام بل وحتى ضد شخص الولي الفقيه وإن هذا الشعب الايراني قد بات يلعن اليوم الاسود الذي جاء فيه خميني بهذا النظام القمعي الفاسد، لکن يمکن أن يعتبر بمثابة مفاجأة لأولئك الذين مازالوا مخدوعين ومنبهرين به، إلا أن الملاحظة الاهم التي يجب أن نذکرها ونشير إليها هنا هي إن منظمة مجاهدي خلق، التي تعتبر المعارضة الايرانية الرئيسية بوجه النظام الايراني، قد دأبت في أدبياتها وفي نشرياتها الى التأکيد على إن الشعب الايراني بکل أطيافه يکره هذا النظام عموما ويکره مٶسسه خميني، حيث يعتبره الشعب الايراني في مجالسهم الخاصة بأنه کان نذير شٶم وشر لإيران وإن هذا الاعتراف الذي قامت به صحيفة”جمهوري اسلامي” ليس إلا تجسيدا لحقيقة دامغة وهي إضافة الى کراهية خميني ونظامه فإنه يجسد أيضا عزم الشعب الايراني على إسقاط هذا النظام.