18 ديسمبر، 2024 8:52 م

في عز شتاء العام “المنصرم” 2011 .. وهنا اضع منصرف بين قوسين لاسباب  ستتضح في ثنايا المقال بدأ ما أصبح اكثر المصطلحات شيوعا الان.. واقصد بذلك “الربيع العربي”. ففي شباط الماضي احرق البوعزيزي التونسي نفسه وفي شهر كانون الاول.. اي بعد مايقارب من تسعة شهور اصبح مواطنا تونسيا لايحلو له  ارتداء ربطة العنق واسمه المنصف المرزوقي رئيسا للجمهوية التونسية في اول تجربة للاستقرار بعد مخاض عسير. تونس الخضراء هي التي اشعلت فتيل الربيع الذي وان كان اخضر ويبشر بالمزيد من الامال للشعوب العربية الا انه لايزال محفوفا بالمخاطر والتحولات. فتونس حسمت المرحلة الانتقالية بانتخاب رئيس مؤقت, لكن لايزال ينتظرها التحول الى نظام قادر على تمثيل الجميع. بينما اضطر علي عبد الله صالح في اليمن الى تسليم سلطاته الى نائبه الاول المقبول من اكثر من نصف المعارضة ولم يعد همه سوى الحصول على فيزا لزيارة الولايات المتحدة الاميركية لكن هذه المرة للعلاج من اثار الحروق الثورية التي تعرض لها. لاننسى ان واشنطن التي ينتظر صالح فيزتها بفارغ الصبر كانت اول من قالت له .. ارحل بعد ان كان قبل ذلك واحدا من شركائها المهمين في المنطقة فيما تسميه هي .. مكافحة الارهاب. لم يعد بمقدور اميركا مواجهة مد الشعوب وانتفاضات ميادين التحرير التي اوصلت في بضعة شهور شابة يمنية “توكل كرمان” الى ارفع جائزة عالمية ..  جائزة نوبل للسلام بينما لايزال شيوخ وعجائز وناشطون من مختلف انحاء العالم ينتظرونها منذ سنين طويلة. عام 2011 طبقا للتقويم الزمني رحل ولكنه من حيث الوقائع باق لانه لم ينه ما بدا به.. فاذا كانت السنة اربعة فصول مثلما هو معروف فاننا مازلنا في فصل الربيع من عام 2011 فهل من العدالة والانصاف ان نعلن نهايته بجرة تقويم لمجرد ان عاما اخر “2012” ينتظر الدخول ؟ الربيع العربي الذي اطاح في مصر بعد تونس بفترة قصيرة بنظام الرئيس حسني مبارك لم يسفر بعد عن نتيجة ترضي كل المصريين. فميدان التحرير في القاهرة لايزال يغلي وكل ما يفعله المجلس العسكري الحاكم في البلاد ارضاء لهذا الشارع الملتهب سوى تقديم الرئيس السابق مبارك للمحاكمة على نقالة في منظر لايسر صديقا ولا يغيظ عدوا..اما في ليبيا فان الثوار الذين اطاحوا بحكم القذافي الذي جثم على صدورهم  42 عاما مازالوا يبحثون عن استحقاقات متباينة بينما تكبر التناقضات بينهم يوما بعد اخر بعد ان تصوروا ان الانتقام من القذافي واولاده حتى في اسلوب القتل والتمثيل يمكن ان يمد في ثوريتهم في اعماق الشعب وهومالم يحصل حتى الان. وبين هذا وذاك لايزال الموقف في سوريا غامضا حتى لحظة كتابة ليس هذه السطور فحسب بل المزيد من السطور القادمة. ماذا بقي من حيز لمقال من 400 كلمة عن العراق؟ لايحتاج الامر الى “لغوة زايدة” كل ما حصل عندنا يمكن تلخيصه ومنذ تسع سنوات في عبارة واحدة هي .. تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي.
[email protected]