ها هي الأيام تركض بيننا والزمن يقطعنا مثل حد السيف يتجاوز رقابنا ورؤسنا وعوالمنا ولم نعرف قيمته وهو الراكض بسرعة أكتشافاته وعظمة أختراعاته وتواصله في الاتصالات والعالم يركض وراءه ويلاحقه ونحن نسير عكسه ونتراجع لننعزل عن الدنيا وتطوراتها العظيمة منشغلون بالصراعات والحروب والأنقسامات ….وعام مر علينا بأحداثه الجسام وفواجعه العظام بسرعة البرق ..سنة سوداء صبغت سماءنا وفضاءاتنا بفضاعاتها خلال سيرها بنا بأحزاننا التي فاقت حدود المعقول …أو اللامعقول …ومابينهما …!!
عام مر على نكبتنا أو نكستنا أو خيبتنا لاندري اي المصطلحات تتلائم ربما سينقذنا برلماننا العتيد برجاله المنتخبون بنا ليجتمع ويختار لنا تسمية تليق بأحزاننا والآمنا زتردينا وانتكاسنا مثلما أجتمع بالأمس حكام العروبة السوداء ليختاروا أسما لنكسة الخامس من حزيران ونكبة امتنا العربية به …وبقوا يجتمعون كل عام ليقرروا ماذا يسمون الخامس من حزيران نكبة أم نكسة …أو… وأتفقوا على ان لا يتفقوا ….في تحرير الاراضي المحتلة من قبل العدو الصهيوني العنصري المتغطرس …!!
وعلى غفلة من زماننا العراقي الجديد أضيفت خيبة أخرى أو وكسة أو حرقة لذكرى أليمة ولئيمة وأعجز عن وصفها لأنها ذات رؤوس متعددة وفؤوس متناحرة ونفوس خبيثة تخبيء حقدها وتظهره عند الحاجة وأنتجت هذا الخراب الصاعق والدمار الماحق والحصيلة كما تشاهدون أكثرمن خمسين ألف شهيد من أبناء بلادي الأبرياء وأكثر من مليوني ونصف بين شريد ومهجر وهارب من جحيم و دمار كوارثها وأكثر من ألف طفل ماتوا جراء هذا الاحتلال والأختلال البغيض بعد الأحتلال الأمريكي وما أفرز من تداعيات ومآسي….
أنها ذكرى أليمة وحزينة وسوداء وحمراء أدمت عيوننا وقلوبنا بعد أعلان أحتلال ثلث أراضي بلادنا وهزيمة جيشنا بزمن قياسي لاوجود له في قاموس الحروب وأنكساره من قبل عدو غامض مدعوم من قوى عالمية غامضة لم نتعرف بعد كل هذه الأندحارات والأنكسارات والأحتلالات والاختلالات على هويته ولم نرصد تحركاته وستراتيجيته ولم ندرسه كما تدرس الدول أعدءها وتخطط الحروب لستراتيجياتها ولم نتوقع ما هي خططه المستقبلية القريبة المدى والبعيدة ولم نفقه ثقافته ومبادئه ليس لنا سوى الأستهانة بقدراته وقوته وهو يعمل بجد ويستغل كل نقاط ضعفنا ويدخل من خلالنا ويمزقنا
ويبرهن تفوقه علينا واعلامنا المتشظي الموزع حسب المحاصصة الطائفية السياسية لم يعرف سوى أسمه ويملأون الصحف تسويدا وتهريجا لامثيل له في العالم المتحضر وأعمدتهم سيوف بوجه أخوانهم ويتقاتلون بينهم ويعلون صوت الفرقة وصيحاتهم الطائفية وتبادل أتهاماتهم في مواقعهم ومواقع التواصل الاجتماعي تحرق الأخضر واليابس …وكتل متجحفلة في برلماننا تتخاصم على كعكة السلطة المهددة بالفناء ….
كنت ولا زلت أسأل سؤالا بريئا أتوجه به لكل من تهمه مصلحة العراق الواحد … كيف يمكننا ان ندحر عدوا واحدا ونحن بمثل هذه الفرقة والتناحر والتخاصم متفرقون أحزابا وكتلا وفرقا وميليشيات ولا يمكننا الانتصار ونحن حاقدون بعضنا على بعض متأزمون خائفون من حولنا ولازلنا مخدوعين بهذه الوجوه الطائفية التي تبرر وسيلتها للوصول الى السلطة بهذا الطريق الشائك النتن الخبيث وتزرع بذور الفرقة والتناحر والتقاتل والتصارع بين ابناء الوطن الواحد …
وكيف لقوة تستهين بجيشها وقواتها المسلحة النظامية لتبرر أنتهاكاتها و وجود ميليشياتها وتعلي الدولة الداعمة لتسليحها جواب سهل لهذه المعادلة المعقدة المتوازنة مع تفاعلاتها الصحيحة بتأكيد الوحدة الوطنية والسلم الأهلي وأنشاء جيش عابر للطوائف تذوب خلاله كل التوجهات الطائفية وتنصهر به الروح الوطنية العراقية الصادقة وتتفاعل عبره التشكيلات الحاملة للسلاح والميليشيات لتتوحد في علم العراق الواحد الموحد فيطرد كل الاعداء والاشرار ويطهر ارضنا من كل دنس غريب وطامع ويلفظ كل المتآمرين والمخادعين والمفسدين ….والعملاء والمرتبطين مصيريا بدول الجوار …وكل السياسين الفاشلين المتكأين على عورة الطائفية السياسية …..