عام دراسي مضى، بأفراحه وأتراحه، ونحن على أعتاب مرحلة حصاد ما زرعناه في سنة، الذاكرة تعود بنا الى اول يوم للدراسة تأخر، بسبب الظروف الامنية الصعبة، لكن الاصرار على المضي في البناء، والقبول بالتحدي، جعلنا نعبر المرحلة، ونسير نحو حاضنة العلم وحارسته: مدارسنا الشامخة.
رنات جرس المدرسة لأول يوم هي ذاتها التي انتظرها عندما امضي الى الصف الذي بعدي، وهي نفسها مؤذنة ببداية ستكون مختلفة حتما، في ظل استعداد متميز ومواجهة ينتصر فيها العلم وتعزف عبرها المعرفة.
في ظل هذه الاجواء المشحونة والترقب، لا بد من محطات استذكار وتذكر، لعل من أولها: واذا كانت النفوس كبارا…. تعبت في مرادها الاجسام، وطلبتنا كانوا على قدر المسؤولية وهم يحملون ارواحهم على اكفهم، يواجهون قوى الظلام التي كانت ترقبهم من اجل افساد فرحتهم بعام دراسي جديد.
ولن ولم ننس ابناءنا الطلبة من النازحين والمهجرين في داخل العراق وخارجه الذين عانوا بشكل مركب، ازمة ترك منازلهم، وازمة فقدانهم الاعزاء من اهلهم شهداء او جرحى، وازمة انقطاعهم عن الدوام بشكل أثر عليهم سلبا، بالاضافة الى تبعات النزوح الانسانية، والبحث عن مكان آمن للسكن، وجلب لقمة العيش.
وليس ببعيد عن النازحين ابناء الحشد الشعبي من الطلبة الذيم آثروا مواجهة الارهاب الاهوج المتمثل بداعش واخواتها، فأرتقى منهم شهيد، ويعالج الان جريح، وبعضهم لا يزال في سوح المعركة.
ورابعة المحطات جهد مبذول من الوالدين الذين عايشا اول الدوام وآخره، انتظارا وقلقا، وتشجيعا، ومؤازرة فلهم منا كل حب وتقدير.
ومحطتنا الاخيرة هي العمود الاساس في هيكلية البناء الهرمي للطالب: المعلم والاستاذ فقد تعبا على مدار عام وهم يودون رؤية ابنائهم الطلبة متفوقين، ولا ننس ان خلف هذه الكوادر التدريسية ادارة نوجه لها كل الاحترام والتقدير، كما نوجه الشكر والامتنان الى الوزارة الام ووزيرها الرائد الدكتور محمد اقبال عمر الصيدلي على نهوضه بالوزارة ومضيه قدما في خطوات التقدم نحو العالمية في التربية والتعليم.
لن تكون الامتحانات الا محطة، قد يخفق فيها الطالب، لكن اخفاقه ليس نهاية المطاف، بل هو ذكرى، وقد ينجح ولا يحصل المعدل المطلوب فهذا وارد وليس الختام، وقد يحصل مراده بحصوله على ما يريد من معدل وهنا تبدأ حياة اخرى جامعية مملؤة بالجد والعمل.
الاماني بالتوفيق لطلبتنا الاعزاء نحو ما يصبون.