18 ديسمبر، 2024 9:10 م

عام على طوفان الأقصى.. لا صوت يعلو صوت المعركة !

عام على طوفان الأقصى.. لا صوت يعلو صوت المعركة !

مع صوت فيروز وام كلثوم.. عن الفجر القادم. واعطوني بندقية.. عاشت القضية الفلسطينية في وجدان أكثر من جيل عربي.. حتى كرر طوفان الأقصى ذات ملحمة انتفاضة الحجارة…. وسط ذات  الصمت في حرم الحكومات التي توظف احزابها صوت المعركة لفرض دكتاتوريات او المضي في أنظمة المحميات بالقواعد العسكرية البريطانية ثم الأمريكية.
عراقيا.. تعامل الشعب مع القضية الفلسطينية بكونها معركة المصير للأمة العربية والإسلامية.. فكانت جميع الأنظمة ملكية كانت أم جمهورية تتفاعل مع صوت المعركة.. في وسائل الإعلام.. والمحافل الدولية.. وما زالت شواهد قبور أبطال الجيش العراقي في جنين تشهد على ذلك.
واندمجت القضية الفلسطينية مع واقع الحرب الباردة دوليا.. وكانت منطلقا للفكر الشيوعي ثم القومي في سياقات الحرب الباردة.
حتى سقوط جدار برلين.. وفي مقابلة صحفية مع الختيار ابا عمار رخمه الله على هامش قمة بغداد ١٩٩٠.. ساله أكثر من صحفي عن مستقبل القضية الفلسطينية وهي عاريه امام الانفراد الأمريكي وما فيه من أفكار اليمين المتطرف.. وكان ابو عمار قد رفع خارطة تقسيم الدول العربية والإسلامية في احد اجتماعات القمة محذرا من المخطط الصهيوني الجديد الذي عبر عنه فيما بعد شمعون بيريز بوضوح عن مخطط الشرق الأوسط الجديد.
ما زلت اتذكر كلمات ابي عمار بأنه اذا حصل على ارض بحدود مخفر تحت سلطة منظمة التحرير الفلسطينية فإنها اساس إعادة تكوين دولة فلسطين وعدد الكثير من الاعتبارات أبرزها الموارد البشرية.. المقاتلة حتى بالحجارة!!
ما يحصل اليوم بعد عقدين مضت على الاحتلال الصهيوني للعراق.. لم يحدث اي متغير في إعادة بناء الإنسان العراقي مقابل كل ما جرى وما زال في مفاسد المحاصصة والمكونات.. لكي ينهض الفاعل الحضاري عراقيا ثم إقليميا في الصراع بين الحالتين فمن يوافق على الاحتلال الصهيوني للعراق ويوافق على كل وقائع مفاسد المحاصصة لا يمكن أن يكون في ذات الوقت يستعد لمعركة المصير الواحد عبر الفكر الإسلامي من خلال منظور تحرير فلسطين.. لذلك يتوقف عند ما توقف عنده حسابات الدول العربية في مبادرة حل الدولتين فحسب من خلال إدانة العنجهية العدوانية الصهيونية.. وكانني استمع إلى خطاب اصطفاف يوم الخميس في المدرسة ونحن نردد بأصوات طفولية (فلسطين عربية تسقط الصهيونية)!!
هناك مجموعة أخطاء استراتيجية وقع بها الفكر الشيوعي ثم القومي ويقع فيها الآن الفكر الإسلامي بنموذج البيعة والتقليد.. أبرزها ان يكون( صوت المعركة) الغطاء الأكثر فظاعة لتختفي في معطفه  كل مثالب الظلم الاجتماعي في عدم تطبيق العدالة والانصاف من خلال المساواة بين المنفعة العامة للدولة والمنفعة الشخصية للمواطن الناخب.
هكذا تحولت دكتاتورية نظام الحزب الواحد إلى دكتاتوريات أحزاب مفاسد المحاصصة والمكونات كل حزب بما لديهم فرحون..  يظهرون بكل تبجح في خطابهم المساند للقضية الفلسطينية وطوفان الأقصى!!
فيما الحقيقية المطلقة ان الانسان الفلسطيني وحده من يتحمل كل اثام وعنجهية العدوان الاستيطاني الصهيوني.. مقابل تساقط كل شعارات الزيف اللفظي الحزبية بشتى الأشكال والانواع.. الصواريخ تقع على رؤوس الأطفال في مشافي غزة ومنازل جنوب لبنان نتيجة غياب موقف حقيقي عربي إسلامي له القدرة على فرض نموذجه في إجبار الصهيونية العالمية ثم كيانها الغاصب بوقف حرب الابادة الشاملة في تطبيق نموذج الأرض المحروقة.. اين هي قدرات الدول العربية والإسلامية طيلة عقود مضت حتى وصلت إلى اتفاقات اوسلو وحل الدولتين الذي ترفضه إسرائيل اليوم.. والى اين تنتهي ذات التطبيقات لاحزاب الإسلام السياسي في عراق اليوم وهي تضع رجلا في القطار الأمريكي ومشروعه للشرق الأوسط الجديد وأخرى مع المقاومة الإسلامية وصواريخها ومسيراتها!!
هكذا سنقف مرة أخرى بعد أخرى.. كما يقف الحفار على القبر بصرخ اين حقي…؟؟
يواصل الفلسطيني حقه في الحياة من خلال اصراره على المطاولة والمقاومة حتى بالحجارة.. فيما نكتفي بالمساندة والتعبير عن الرفض والشجب والتنديد. . . بانتظار.. ربما تتغير خارطة مفاهيم القوى الدولية.. فهناك من يبشر بافول القوة الاقتصادية الصهيونية في الولايات المتحدة الأمريكية.. وهناك من يتحدث عن توقعات بعالم متعدد الاقطاب.. وهناك من يجد في حل الدولتين فرضيات الفرص المقبلة.. فيما تمضي ذات الدول كنظام محميات لجذب الاستثمار الدولي للشركات متعددة الجنسيات.. المورد الأكبر والداعم الأخطر للصهيونية.. ناتي بها في عقود النفط الاستخراجية.. او خطط الاستثمار الإستراتيجية.. ثم تخطب بالفقراء.. لا صوت يعلو على صوت المعركة…. فيما يزداد اغنياء الحروب وتكثر شواهد قبور الشهداء…. ولله في خلقه شؤون!!!