ينقضي عام ونستقبل قادم جديد في مساحة ضيقة حصرت آمالنا وتطلعاتنا في فرح وعيش رغيد ترمم ما مضى من تراجع مستمر طبعت فيه من الخيبات والفشل الحمل الكثير ..ومرارة مشاكل لم تحل أوننجزما مطلوب على المستوى الشخصي حتى في بساطة احتفال آمن .. ولا نذهب بعيدا ونرى المصالح العليا للبلد قد تحققت..وفي الطرف ألآخر من العالم تضاء الشوارع بمصابيح الزينة ويحتفل الناس بالعام الجديد كمناسبة دينية وتاريخية واجتماعية ترفيهية تقرب البعيد وتلم الشمل ..ولدينا من يحرم الاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنةالجديدة ويعتبره بدعة [وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ] تكبير !! رغم ما سعى اليه السيد المسيح في رسالته التي تجمع المحبة واالتسامح والسلام لكل الانسانية والتي نحتفل بذكراها بجميل المشاعر وصفاء النية.
في كل جديد نحلم كعراقيين بعالم بعيد عن الواقع ..لما حشرنا به الزمن في زاوية صعبة جعله وهم .. وبعيد عن الفهم والادراك ..خاصة ما تشهده الساحة من منعطفات يمارس فيها البعض اعمال تلحق بالبلد وأهله افدح الخسائر .
في مواجهة أعوام مرت صفعتنا بقسوة بلغت خطورتها تدمير الانسان والاموال والممتلكات ووصلت بالعنف الى الدرجة القصوى حكمها وتصدى لها رجال مؤمنون بالله والوطن أبعدت لغة المفخخات والاحزمة الناسفة والرايات السود عن وجه بغداد وضواحيها في عام يمكن أن نطلق عليه عام ألأزمة..لنتنفس نشاط الحياة وتطوير حركة تحرير المدن والمحافظات وبناء تاريخ جديد مستقبلي يكتب للبلد ألخلاص من المعانات الطويلة وعدم الاستقرار.
مركز اهتمامنا الآن بعد أن تخلصنا من الدواعش وفكرهم الشاذ من أغلب قلاعهم في الفلوجة وألرمادي في عام مضى .. الصراع في الموصل وأدواته الفاعلة في مؤسسات الدولة ..الذين فشلوا في خلق رؤيا مشتركة لعيش مشترك لانهيار تطبيقاتهم مع داعش ورهانهم عليه والتعمية على أفعاله الشريرة في علاقة تضامنية ما دامت تعبر عن مصالحهم هدفا وغاية.. تربط قضية الحكم الواضحة على حساب الآخرين والوطن ..نفس الشخوص والاسماء تظهر في كل عام في تناقض واضح لأولويات البلد لها من الدوافع الباطلة بفرض غايات تستهداف العملية السياسية ..تجدد سلاحها عام بعد عام في انماط سلوكية سادت وتمسكت بها نقطة انطلاق منذ التغيير واستمر حتى الآن .
اقترن ظهور هؤلاء كمراكز قوى منذ نيسان 2003 هيمنة على المال والنفوذ والمناصب وخداع الناس في خدمة مشاريع ألآخرين ضد استقرار البلد وتقدمه ولذا كانت أعوام العراق وأهله منذ خمسةعشر عام ثانوية بالنسبة اليهم .
نجدد ألآمال بعصرنا عصر ظهور الحشد بقبر قوى الظلام والخلاص من الافكار المتوارثة.. ونسعد بالتعامل مع نوع آخر من البشر كقوة واعية لا نصنعها وانما بنجاحها في التحول والخلاص من انماط الامتيازات المتوارثة ..ترتبط ارتباط اوثيقا مع مكونات المجتمع العراقي .