ها نحن قد ودعنا عامًا واستقبلنا عامًا جديدًا آخر. فقد كان عامًا زاخرًا وطافحًا بالأحداث المأساوية، بالهموم والأحزان، بالجراح، بالقتل والعنف، بالموت على الطرقات وفي البحار، برحيل الشعراء والأدباء، وبانتفاضات الجوع في لبنان والعراق.
ولم يختلف العام المنصرم عن أعوام سابقة، من حيث غياب السلم والعدل في منطقتنا واوطاننا العربية وعالمنا الكبير الواسع. ولا شك أن هذا الغياب هو بفعل قوى الشر والظلام والعدوان والاستعمار والاحتلال والعربدة الامريكية، المتعطشة للدماء والهيمنة والاستغلال ونهب خيرات الشعوب واستعبادها واستغلالها، ونتيجة ممارسات المتعصبين والمتشددين طائفيًا ومذهبيًا ودينيًا وقومجيًا، الذين يحولون حياتنا إلى جحيم، وصراعات، وصدامات، وحروب متواصلة، بهدف تحقيق مطامعهم ومطامحهم وفرض أفكارهم وقناعاتهم وايديولوجياتهم.
هذه هي سمات وأجندة وبنية النظام العالمي الامبريالي الاستعماري الرأسمالي التوحشي السائد في كوننا، الذي ينهش الثروات، ويستغل الإنسان، ويدوس العدل، ويغتال السلم، وينشر الفقر والفاقة والبطالة والجهل والتخلف والعنف والحرب، ويدمر يوميًا مقومات الحياة، ويجعل منهًا قبحًا بدلًا من الجمال.
وهذا حال المجتمعات وواقع شعوبنا في ظل الحروب والعنف الدموي وانعدام الطمأنينة، وغياب العدل والسلام والحرية والديمقراطية، ما يستدعي تعزيز وتشديد النضال والكفاح بمشاركة كل الكادحين والمسحوقين والمظلومين والمغبونين والمقهورين، من أجل مستقبل أفضل، وغدٍ أجمل، وشعب حُر سعيد.
وكلنا أمل أن يكون العام الجديد 2020 عام خير ومحبة وتسامح، وأن يتحقق حلم شعبنا الفلسطيني بالحرية والاستقلال. ولا خير بدون عدل وسلم، وهو ما نتمناه وننشده لنا ولشعبنا وشعوب المعمورة قاطبة.