23 ديسمبر، 2024 6:26 ص

عام المصائب والسقوط

عام المصائب والسقوط

منذ أن بدأ عام 2019، کان واضحا بأنه سيکون العام الاقسى والاسوأ على النظام الايراني، حيث شهدت الاوضاع وعلى مختلف الاصعدة ترديا وسارت على الدوام وبشکل ملحوظ من سئ الى الاسوء، والاهم والاقسى من کل ذلك إن الاوضاع تزداد سوءا لأن الادارة الامريکية ليست کإدارة الرئيس السابق أوباما إذ تلتزم نهجا يعتمد على الحزم والصرامة في التعامل مع هذا النظام.
الاتجاه السلبي للأوضاع منذ بداية عام 2019، في إيران والذي يتزامن مع أوضاع دولية وإقليمية تختلف کليا عن الاوضاع التي کانت سائدة خلال الاعوام التي سبقت عهد الرئيس الحالي ترامب، يجعل موقف النظام الايراني صعبا وبالغ التعقيد الى الحد الذي يوجد هناك من يرى بإحتمال أن يتعرض النظام للإنهيار أو حتى لصراع داخلي غير مسبوق بين أقطابه.
داخليا، لم تأت الانتفاضة الاخيرة إعتباطا ومن تلقاء نفسها وانما جاءت بمثابة تحول نوعي لتراکمات کمية من الاحتجاجات المتزايدة للشعب، والملفت للنظر إن هذه الانتفاضة قد أعلنت وبمنتهى الاصرار على رفض النظام برمته والمطالبة بتغييره جذريا والذي أزعج النظام الايراني وأربکه أکثر من أي شئ آخر هو بروز دور منظمة مجاهدي خلق بصورة غير مسبوقة بحيث بات العالم يلمس ذلك من خلال إعترافات القادة والمسٶولين الايرانيين، ومجاهدي خلق کما هو معروف عنها تسعى وبصورة علنية لاغبار عليها من أجل إسقاط النظام وتدعو العالم لمساندتها ومساندة الشعب الايراني من أجل تحقيق ذلك الهدف الذي تراه حلا جذريا لکل المشاکل والاوضاع السلبية الناجمة من وراء سياسات هذا النظام.
إقليميا، لم يعد بوسع بلدان المنطقة تقبل التدخلات الايرانية التي تجاوزت الحدود المألوفة وصارت مثل دولة داخل دولة، والاهم من ذلك إن الدول الکبرى بدأت تنتبه لهذه المسألة وتأخذ تصريحات ومواقف بلدان المنطقة الرافضة لتلك التدخلات على محمل الجد ولاسيما بعد أن صار هناك نشاط وتحرك أوربي ـ أمريکي من أجل وضع حد للتدخلات الايرانية وإنهائها، وبعد کل هذا، فإن الاوضاع الاقتصادية في إيران هي على أسوء ماتکون الى الحد الذي يرى البعض من المحللين الاقتصاديين بأن إيران على حافة الافلاس، ولاريب من أن عام 2019، لم يبدأ هو الاخر بصورة تدعو للراحة والاطمئنان من جانب النظام، بل إنها تدفعه دفعا للمزيد من شد الاحزمة وفتح الاعين وإسترقاق الآذان، والذي يدعو النظام للشعور بالاحباط واليأس هو إن العالم کله صار يسعى للإبتعاد عنه ويحذر من التعامل معه بل وإن ثمة دول صارت لاتثق ببقاء وإستمرار هذا النظام وإنه قاب قوسين أو أدنى من السقوط.