عام 2014 عام الحزن على أبواب الرحيل ، ياليت لم يدخل حتى يرحل ، كلفنا دخوله الكثير انه اسوء عام عاشه التركمان في تاريخه الماضي والحاضر ، انه عام الجرح العميق ، تبقى آثاره موجودة على صفحات التاريخ ولن تنمحي ، عام ذكرى للقلوب الحزينة والأمهات الثكلى ، يبقى مداه إلى الأبد ومأساة التركمان لن تنتهي ، عام قصة ألفها القدر ومثلها البشر مستقاة من عام الحزن لرسول الله (ص)عندما هدد كيانه بموت ابي طالب يعني له القوة وروح الدعوة وموت خديجة يعني له السند في المال والتأثير ، نعم كان عام حزن كلهيب الشمس علينا نحن التركمان ، ورب سائل يسأل لم كل هذا التشائم الذي ملئه الاحباط وشاكلته الحزن ولبس السواد على التركمان ، أليس القائل جل شأنه في سورة يوسف ( وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ) ، مادام الأمل قائم والتفائل موجود والشمس ساطعة وخيوطها الفضية تسطع على كل بيت تركماني تحثه نحو مستقبل زاهر ، نعم احبتي كان عاما ملئه الحزن من أوله يومه ، لن أنساه انه صادف يوم الأربعاء وآخر أيامه والذي ينتهي بعد ايام ، عام تآمر على التركمان الكثيرون من الأعداء وبعضا من الأصدقاء وايضا ممن يتحدثون لغتنا بل انهم كانوا أشد قساوة …عام قتل وتفخيخ وخطف وحرب شعواء على التركمان ، عام تهجير للإنسان وتدمير لبيوت وقرى التركمان …عام كان أيسره قطع الرؤوس وبقر البطون او ان يترك التركمان ماله واولاده وحلاله للذئاب المفترسة والوحوش الكاسرة ليلعب فيه ما يشاء لأنهم في مقياسهم التركمان من اتباع أهل البيت ع هم الكفرة الفجرة يحل قتل رجالهم وسبي نسائهم وغنيمة اموالهم …عام فقد التركمان اكثر من الف بين شهيد ومفقود ومختطف ، واخرين لا نعلم أين هم وأين جثثهم وفي اي ارض هم مسجون او من مات اثناء الهروب والتهجير والتسفير …عام اكثر من خمسة آلاف جريح ومريض ومتعب من شدة ظلم البرابرة والجهلة والحاقدين …عام اكثر من مئتين وخمسين الف نازح ومهاجر ومطرود عن ارضه وبيته ولا يزالون يفرشون الارض والخيام على مساحة العراق وقد فقدوا كل شئ حتى معنى الحياة ، وعيونهم على مستقبل اطفالهم وحلالهم ولسان حالهم يقول هل من عودة الى ديار ليلى ؟؟ …
عام فقد التركمان كل ارضه وماله وحلاله واصبح غريبا في وطنه ، وبعد كل هذا ماذا تريد مني ان افعل ، هل تريد مني ان أقيم كرنفالا وانصب شجرة الميلاد وافرح برحيل عام وقدوم عام جديد ؟؟؟ ، وهل تطالبني بلوحات من الشعر والموسيقى ملئه الطرب والرقص والجنون ؟؟؟ ، وهل بقي لي باقية حتى أقوم بهذا ؟؟؟ ، سيبقى عام 2014 لسانه الدموع وحديثه الصمت في حياتي ، وكيف ابتعد عن الحزن واصبح جزءا من كياني ، كيف انفيه وهو يعايشني اغلب أوقاتي …عام كان ثلاث أرباعه بؤس وشدة وضيق ، وان نتفائل في ربعه الباقي الذي أعاد الله لنا فيه العزة والكرامة ونور المستقبل ، ما أصعب أن تبتسم ودموعك على وشك الانهمار، ما اصعب أن تضحك وداخلك جرح يصرخ ، ما أصعب آن تبني الأمل على شئ مجهول ، وما أصعب آن يقضي عليك القدر، ما أصعب أن تتمنى الموت من شدة ما تحس به من ألم ، ما أصعب أن يأتيك خبر موت من هو حياتك ، وما أصعب أن يجبرك الزمن على شئ لم تكن تتصور فعله في حياتك ، لا أنكر بان ملحمة امرلي أوقدت نور الحياة في بدن التركمان المسجى ، وأعادت له الروح والمعنويات ، وما تلته من انطلاقة وحركة وجهاد لشباب التركمان في امرلي وطوز بقوة وعزيمة شديدتين لتحرير أراضي التركمان في مناطق البيات ، انها خيوط الحياة نحو المستقبل ، ان ابطال التركمان ايقظت الأمل في نفوس كل تركماني ، ويحثه ان يترك النوم والسبات ويدخل الصراع من اجل البقاء ، نعم اختار البقاء على الفناء وهاهم اليوم أبناء التركمان عزم وارادة تنبض بالحياة وهم متحمسون لاعادة كل ألاراضي التركمانية من تلعفر الى قزانية ، انهم لبسوا ثوب الجهاد ملبين نداء المرجعية الدينية قاهرين الموت من اجل الحياة ، حياة التركمان ، نعم أمامهم عراقيل وعقبات اشدهما ارض تلعفر وبشير لا تزالان أسيرتين بيد الاوباش ، ان شباب التركمان قد أيقنوا انهم لا نصير لمه بعد اليوم الا من وقف معهم في الشدة والضيق وخلط دمهم بدماء التركمان رغم خيانة بعض ما يسمون أنفسهم التركمان ، يبقى هذا العام عام الحزن للتركمان كعام الحزن عند رسول الله ص ، ولكن نتمنى كما انطلق المسلمون بعد عام الحزن الى أعوام ملئها القوة والارادة والفتوحات الاسلامية ، وما نراه اليوم وحيث نحن فيه وامة الاسلام بخير وهي تنتشر في كل المعمورة واسم رسول الله خفاقا عاليا ، ان ينطلق موكب التركمان ايضا الى حيث السعادة والقوة والارادة ، لقد تعلمنا من عام الحزن الكثير كما تعلم اتباع رسول الله ، ان قادة التركمان اليوم هم شباب وابطال التركمان الذين خروجوا من هذا العام كما قال أمير المؤمنين ع (ألا وان الشجرة البرية، أصلب عوداً، والرواتع الخضرة أرق جلوداً، والنابتات العذية أقوى وقوداً، وأبطأ خمود) ، صحيح ان البعض يدعون انهم قادة للتركمان وتطبل وتزمر لهم الابواق ، ولكن قادة التركمان الحقيقيون هم الذين حملوا السلاح في ساحة الوغى ودافعوا عنهم بارواحهم وأعادوا لنا عز التركمان وقوته ، (فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) ، فسلام الله على شهداء التركمان يوم ولدوا ويوم جاهدوا ويوم استشهدوا وجل من قائل ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله اموات بل احياء عند ربهم يرزقون ، فرحين بما اتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم الا خوف عليهم ولا يحزنون).