ليس هناك من أي خلاف بشأن أن العام الايراني السابق الذي إنتهى في 21 من الشهر الجاري، کان من أسوأ الاعوام التي مرت بهذا النظام على الاطلاق وقد عانى منه النظام الامرين من حيث تصاعد الاحتجاجات الشعبية المقترنة مع نشاطات معاقل الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق في سائر أرجاء إيران، ولايبدو هناك في الافق مايدل على إن العام الايراني الجديد ومع بقاء النظام الحالي وإستمرار نهجه وسياساته المشبوهة سيکون بأفضل من العام المنصرم، بل وحتى إن هناك مٶشرات تدل على إن الامور والاوضاع تزداد سوءا.
التصريحات التي أدلى بها خامنئي وروحاني بمناسبة بدء السنة الايرانية الجديدة وحاولا جهد إمکانهما الإيحاء بأن العام الجديد سيکون الافضل وسيتم تحقيق مايريده الشعب، لکن وفي ضوء المعطيات المختلفة المتعلقة بالاوضاع في إيران، وفي ظل الظروف والاوضاع الدولية والنظرة الدولية العامة للنظام الايراني، فإن الذي يبدو واضحا ومٶکدا هو إن هناك أيام صعبة جدا بإنتظار النظام وإن تلك الايام التي کان فيها هذا النظام يموه على المجتمع الدولي ويحقق مآربه کما حدث في عهد الرئيس الامريکي الاسبق أوباما، قد ولت الى غير رجعة.
النظام الايراني ليس يواجه رفضا وکراهية عامة من جانب الشعب الايراني فقط بل ومن جانب شعوب المنطقة وشعوب العالم وحتى إننا لو أعدنا الى الذاکرة إستطلاعات الرأي في بلدان من العلام کألمانيا مثلا، حيث دلت على إن النظام الايراني هو من أکثر الانظمة کراهية في العالم، ويجب علينا أن لاننسى أن الشعبين العراقي واللبناني على سبيل المثال وفي الوقت الحاضر تعديدا ومن خلال التظاهرات والتحرکات الغاضبة يعلنان عن رفضهما الکامل ليس لدور ونفوذ النظام الايراني فقط وإنما لأذرعه أيضا في هذين البلدين کما إن البلدان الخليجية من جانبها وبسبب من التدخلات السافرة للنظام الايراني في اليمن وتزويد الحوثيين بالصواريخ وتهديد أمن تلك البلدان من أجل تنفيذ مخططات توسعية لهذا النظام تضمن توسيع دائرة سيطرته ونفوذه، تعمل مابوسعها من أجل فضح وکشف النوايا المشبوهة لهذا النظام وضرورة التصدي لها إقليميا ودوليا، کل هذا الى جانب حالة الشك والتوجس الدولية من نوايا النظام بشأن برنامجه النووي وبرامجه الصاروخية وتدخلاته في بلدان المنطقة، فإن هناك تشددا دوليا في التعامل مع هذا النظام والاصرار على أن يکون هناك إتفاق يقف حائلا دون طموحاته ومآربه العدوانية وحتى ذلك الوقت فإنه ليس هناك أي أمل برفع العقوبات الدولية عنه، ومن هنا فإن العام الايراني الجديد لن يکون في کل الاحوال بأفضل وأحسن من العام الذي سبقه، هذا إن لم يکن أسوأ!