من حق العراقيين أن يكونوا في مصاف كل الشعوب التي تتمتع بخيرات أرضها وثرواتها, ومن حقهم أن تكون لهم حياة هانئة ترفل بالأفراح والمسرات, ومن حقهم كذلك أن يشتركوا ويشاركوا كل شعوب الارض في أفراحهم واحتفالاتهم, ومن أبسط مستلزمات العيش السعيد أن يتوفر له أمن واستقرار, وبتحقيق الامن والاستقرار تتحقق كل الحلقات المرتبطة بالعيش, وبالتالي يتوفر لدى كل مواطن شعور المشاركة في الفرح أينما كان, وفي اية بقعة ,سواء داخل العراق أو خارجه, وهذا كله لم يتحقق عند العراقيين ,وباتوا ينظرون الى أنفسهم بازدراء كونهم جزءا من هذا البلد ,وصار أكثرهم لا
يعرف للبسمة طعم, ولا للفرحة من صورة ,وهو يلتفت يمينا وشمالا, ولايرى غير أكوام الهم ,والحزن, والمأساة ,وهي تغلف وجوه العراقيين نساءً ورجالا, شيبا وشبانا, ولايرى كذلك غير أفواج المتسولين على الطرقات, وافواجا أكثر منها لا تجد ما يسد الرمق من كسير الخبز, فضلا عن الملايين من الثكالى, والارامل, واليتامى, والمهجرين, والنازحين, والمحاصرين, ولايرى الا مدنا منكوبة, وطرقات مقطعة, وجسور مدمرة, وجنائز مرفوعة, فصار يحدث نفسه في كل وقت وحين عن الفرح, والسعادة ,والهناء ولايجد لها مكانا في طيات حياته ,فيصير مضطرا أن يرمي عاما من عمره الى مقبرة الايام,
والسبب ذاك الكرسي اللعين, ومن تربع عليه وحوله, حيث العقول الفارغة , والضمائر المفقودة ,والايادي الملوثة بالسحت الحرام, فأنتجت كل هذا القهر, وصار العراقي وكأنه ليس من حقه أن يتمتع بحياة حرة كريمة, حاله حال شعوب الانسانية الذي هو جزء منها, وجزء فاعل, كونه خط بيديه أبجديات قانون الحياة الذي للان تتغنى به الارض ,فهل مكتوب علينا نحن العراقيين أن تظل الدمعة لها مسار فوق خدودنا؟ وهل أن الحزن صار لنا حل وترحال؟ ولماذا نستقبل ونودع أيامنا بالنحيب؟ فيا اهل الكراسي والمناصب, سوف لن تدوم كراسيكم ,ومناصبكم, ويقينا لن يدوم حزننا وإن تأخر,
فسنذكر قهركم وظلمكم في أيام فرحنا القادمات بإذنه تعالى.