22 ديسمبر، 2024 12:04 م

معارك الكتل و الأحزاب و النوّاب، لم تكن وليدة الأمس، هي سِلسلة صراعات تحدث مع كل إنتخابات. إلا إن المهم من بعد انتهاء هذه اللعبة القذرة هو الامتيازات و الحوافز التي سيحصلون عليها, مساكن النواب، سيارات النواب، سفر النواب وغيرها من خيرات هذا الكرسي. ليت هؤلاء يقدّمون خدماتهم على طريقة (واحدة بواحدة).
حال برلمان البلاد غارق في أزمات الحكومات السابقة, بينما الذي يهمهم الحصانة البرلمانيّة كونها توفّر لممثل الشعب حماية دستورية و قانونيّة من الملاحقة. وقد تحوّلت الحصانة إلى مظلّة قانونيّة يستظل بها المُجرم جرائمه. بدأت سَنَوات الحصاد عندهم وعليهم أن يجمعوا ما يستطيعون خلال هذه السنوات الأربعة. ينقسم عمَّال هذا المنجم فمنهم نظيف العقل والقلب واليد، ويعمل باجتهاد من أجل خدمة بلاده وناخبيه، فهو حاضر ولكنه نادر الوجود،وهم لا يمثِّلون أكثر من 10 في المئة. بينما هناك البعض أخذ من تمثيل الشعب تمثيلاً على الشعب، وراح يتعامل مع عضويته البرلمانيّة على أنها عضوية ومنصب شرفي، لأنه يطمح بالحصول على شرف لم تمنحه إياه وظيفته السابقة أو وضعه الإجتماعي قبل التحاقه بهذا المجلس. ونصل الى النوع الدارج والأكثر شهرة، إنه النوع الذي يتخذ من عضوية البرلمان جسراً للوصول إلى الثراء والانتفاع. لا يختلف اثنان أنَّ الوضع الذي يعيشه العراق اليوم ما كان له أن يصله، إن حافظت الحكومات السابقة على موارده وجعلتها في منأى من أيادي العابثين والفاسدين. فالأموال التي أهدرت خلال الحكومات السابقة يمكنها أن تبني العراق عشر مرات، وتجعل منه دولة لها مكانة تصول وتجول في العالم، ولما تصدقت عليه دول هو من أنار لها الطريق وعرفها كيف تبني نفسها. وفي الختام أرى القطط السمان لا تزال تتحسن وأرقام حساباتهم يوم بعد يوم بارتفاع مستمر من خيرات هذا المنجم.