23 ديسمبر، 2024 3:16 م

عامر عبد الجبار الرجل المناسب في الوقت الصعب

عامر عبد الجبار الرجل المناسب في الوقت الصعب

(قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير… الآية )
المتتبع لأداء عمل وزير النقل السابق عامر عبد الجبار اسماعيل خلال فترة  استيزاره (2008_2010) والتي لم تتجاوز السنتين والنصف لابد ان يلمس وبوضوح الجهد الكبير الذي استطاع من خلاله الوزير والكادر الذي اعتمده وفق مؤهلات آمن بها وكيف تمكن من النهوض بمستوى اداء وزارة النقل وكافة التشكيلات المرتبطة بها وان يحقق نقلات نوعية كبيرة على مستوى الاداء رغم الامكانات المتواضعة للوزارة من جهة التخصيصات المالية وكذلك الموارد البشرية التي يغلب عليها التحصيل الدراسي المتدني بسبب التعيينات العشوائية الحزبية للوزراء الذين سبقوه في الوزارة منذ 2003 كما صرح هو بذلك اكثر من مرة وبإحصائيات اشار اليها . فقد استطاع الوزير ان يجفف اغلب منابع الفساد الذي كان السمة البارزة في جبين وزارة النقل في الحقبة الماضية واثبت بجلاء ان المهنية والنزاهة هما الادوات الحقيقية التي يستطيع المسؤول من خلالها ان يكون ناجحا بل متميزا في عمله وليس حجم الكتلة التي تقف خلفه رغم ان الاستقلالية تنتج ضعفا في اداء الوزير في ساحتنا السياسية المتصارعة والمتربصة لآنها تجعله عرضة للابتزازات والاعتراضات الخاضعة لأجندات شخصية وحزبية وقد يصل الامر بالتهديد بالإقالة عندما تتقاطع المصالح الخاصة مع اصلاحات الوزير وتوجهاته وطريقة عمله ، الا انها لم تكن كذلك مع شخصية المهندس عامر عبد الجبار واستطاع ان يكون ناجحا في عمله لأنه كان واضحا في تعامله مع الجميع وعلى مسافة واحدة منهم ، فلم يكن محابيا لجهة معينة او شخص معين مهما كان موقعه في الدولة العراقية حيث كان الهم الاكبر هو المصلحة العامة وخدمة البلد وتطبيق القانون ، وهذا لا يعني انه كان مطلق اليد في ادارته وترجمة الافكار التي يؤمن بها في ميدان العمل .

كثيرا ما يتردد في الاسماع ان عامر عبد الجبار كان الحسنة الوحيدة في حكومة السيد المالكي السابقة وهذا ليس بخسا لأشياء الاخرين وانما لما عرف عنه من نزاهة وعمل دؤوب وجهد متواصل لا يعرف الكلل والجولات الميدانية المتواصلة لشخص الوزير ووقوفه على كل صغيرة وكبيرة في العمل والتي جعلت من كادر الوزارة بتماس مباشر مع الوزير حتى عُدّ احدهم ، وتلك هي المنهجية التي اعتمدتها ادارته في المتابعة الميدانية فاستطاعت ان تكون ناجحة ومبدعة وان تؤتي اكلها كل حين ولاسيما حين اعلن تحويل شركات الوزارة من خاسرة الى رابحة مع العلم شهدت فترة استيزاره  مرتين تخفيض لأجور النقل .

للإنصاف نقول ان وجود هذه الطاقة الدؤوبة هي مكسب كبير للعراق اولا ولرئيس الحكومة أو الجهة المرشحة للوزير ثانيا حيث تعكس بشكل او باخر مدى صحة اختيار الوزراء لأداء مهامهم؟

اننا في الوقت الذي نثمن فيه جهود هذا الوزير كنا نأمل لان يخضع جميع السادة الوزراء وكبار المسؤولين التنفيذيين للتقييم من قبل لجنة متخصصة مستقلة لمناقشة انجازاتهم واخفاقاتهم ومعالجة المشاكل التي تعترض عمل الوزارات بطرق علمية متقدمة ويتم على ضوء منها ترشيح الكفوء وابعاد المتلكئ . نامل من رؤساء الكتل السياسية الفائزة لتشكيل الحكومة القادمة ان لا يفرطوا بمثل هذه الطاقات وان يتخذوا منها وسيلة لإنجاح مهام الحكومة المستقبلية في الدورة القادمة لكي يحفظ لهم التاريخ المكانة التي تليق بشخص مثله وما قدمه للعراق واجياله من منجزات واسس منهجية في بناء البلد رغم قسوة الظروف التي مر بها والضغوط الكبيرة التي تعصف بالعملية السياسية بين حين واخر ، كما نامل لان تناط بالسيد عامر عبد الجبار مهام ومسؤوليات في الحكومة الجديدة لإنصاف هذا الرجل وعدم حرمان البلد من طاقاته خاصة وان استقلاليته ونزاهته وخبرته الكبيرة يمكن ان تجعله بعيدا عن دائرة الاضواء والاستقطابات بسبب المحاصصة الحزبية المقيتة, وقد كان وفيا لما يؤمن به وجديرا بالمسؤولية التي انيطت به وان ما حققه من انجازات كبيرة يشهد له بها القاصي والداني والتي جعلت من وزارة النقل مركزا للمنافسة الشديدة بين الكتل السياسية للفوز والاستحواذ على حقيبة النقل الوزارية في حكومة المالكي الثانية بعد ان كانت تعد من الوزارات الخدمية ذات التصنيف المنخفض كما هو متداول في عرف الكتل السياسية  ولا اريد المقارنة بين نزاهة وكفاءة اداء عامر عبد الجبار بالوزير الحالي للنقل لان الامر واضح لكل متابع بل حتى للمواطن البسيط وشتان ما بين الثرى والثريا ولا اريد ان اتوسع بالمقارنة لان القاصي والداني شهد على ذلك ولاسيما منتسبي وزارة النقل بل حتى اعداء عبد الجبار اقروا له بذلك  ولست هنا بصدد استهداف الوزير الحالي

وعليه اختم بالاستنتاج التالي : بأن عامر عبد الجبار الرجل المناسب للمهمات الصعبة قولا وفعلا ولكنه لم يرشح نفسه للانتخابات حيث يجد ظهره مكشوف في غابات الاحزاب المتوحشة وان امثاله كثير لكن ابت عين المحاصصة الحزبية ادراكهم واستثمارهم لبناء العراق ورفاه شعبه  .