5 نوفمبر، 2024 12:17 م
Search
Close this search box.

عامر عبدالله .. النار .. ومرارة الألم

عامر عبدالله .. النار .. ومرارة الألم

المجاهرة في الرأي …. ليس جريمة . .
والخلاف في الرأي رحمة .
توقف عبد الحسين شعبان في كتابه ( عامر عبدالله .. النار .. ومرارة الألم ). على مفترق مفاصل مهمة من تاريخ الحركة الشيوعية العراقية , ربما لم يجرء أحدا وحتى غير مألوف للاقتراب من باب الكعبة المحذورة والمزنجرة بفولاذ الممنوعات والمقدسات , تصهر كل من أقترب من أبوابها , لكنه ومن خلال أطلاعي على كتابه داس على تلك الممنوعات , فلابد من أن يتهم ويشهر به على نمطية العقلية الستالينية … ربما ايضا ما زالوا يشكون في نية ستالين في تصفية رفاقه بوخارين وتروتسكي … أو ما زالوا يوهمون أنفسهم أن مالرين مورلو أنتحرت , ولم تغتال سياسيا . تناول شعبان في كتابه مفاصل مهمة وغير معروفة للاجيال القادمة من تاريخ الحركة الشيوعية العراقية . بدأ من تقسيم فلسطين عام 1948 والى يومنا هذا … بعد أن ختم سفر نضالي ووطني في القبول بالمحتل والمشاركة في عملية سياسية طائفية قذره , أودت بنسيج مجتمعنا الى التشتت والتخندق والنحر الطائفي .أراد المؤلف من خلال كتابه حول شخصية عامر عبدالله , ليس المرور فقط على أحداث مفصلية في مسيرة تجربة الشيوعيين , بل استنطاق الاخرين وتحديد مواقفهم حاليا .. وسابقا كشف مواقفهم وتبيانها من الاحباطات والهزائم . فموضوعة العلاقة مع قاسم وطريقتة في أدارة ملفات ثورة تموز .. ومسؤليتنا نحن كشيوعيين هل كانت بمستوى مسؤليتنا ووعينا لملابسات تلك المرحلة ومخاطرها ؟؟ .

مشاركة الحزب الشيوعي بالحكم .. مطلب جماهيري شعارا … هل كان عفويا .. طرح في المسيرة المليونية في عيد العمال من عام 1959 . وما هو موقف القيادة منه , اذا سلمنا أن يكون الشعار والمطلب عفويا .. وهل غاب تكتيكنا في علاقتنا مع قاسم بعد ردود أفعاله المستفزة تجاهنا بعد طرح الشعار وبدفع من القوى الرجعية والشخصيات المحيطة به , والذين يضمرون شرأ للشيوعيين لاستثمارها في مصلحة أنقلابهم .. وهل كنا بمستوى تلك المرحلة ؟… ولقائه مع الشهيد سلام عادل على تداعيات تلك الاحداث .. والذي خرج من الاجتماع محبطا حسب ما ذكرته زوجته السيدة ثمينة ناجي يوسف في كتابها حول الشهيد ( سيرة مناضل ). .

أتفاقية ميثاق العمل الوطني ( الجبهة الوطنية والقومية التقدمية ) والتي بدأت تباشيرها تلوح بالافق مع البعثيين عام 1970 بعد جملة أجراءات وأصلاحات داخلية ونمط علاقات جديدة بدأ بالمانيا الديمقراطية والضغط السوفيتي وخطوات البعث باتجاه التنمية وتأميم النفط . وهذا مبدأ لا خلاف عليه في ستراتيجية الاحزاب الشيوعية موضوعة التحالف , لكن وكما نوه له المؤلف في كتابه التكتيك الذي أعتمد في بناء هذه العلاقة , هذا لا يعني أن نستبعد نوايا حزب البعث السيئة تجاه هذا المشروع الوطني .. يقول حسن العلوي في مطارحاته في اليوم الاول من توقيع الجبهة .. طرح جهازنا الحزبي البعثي على تنظيماته .. ماهي الوسائل المتاحة في تفتيت الحزب الشيوعي؟ …. في خضم سنوات قليلة تحول أنقلابهم من دموي

الى ثوري … وصدام كاسترو العراق .. ومعجزة التطور الارأسمالي .. مقارنة ببلدان أخرى خطت على سجة مشروع الثورة الوطنية الديمقراطية .تقييم الموقف من أحداث خان النص 1977 وتداعياتها على مستقبل نضالنا وعلاقاتنا مع الاطراف السياسية على الساحة العراقية ونتائجها في تجربتنا النضالية من موقف وتقييم … كما جاء في مانشيت عريض في جريدة الحزب ( طريق الشعب ) . ردة رجعية ومتأمرين . أحداث كردستان عام 1974 ومشاركتنا الفعلية في القتال ضد الجيب العميل . في تلك التطورات والمواقف .. والبعثيين واضعين سقفا زمنيا بانهاء الحزب الشيوعي عام 1980 … موضوعة الحرب العراقية الايرانية وموقفنا الوطني منها … وتحديدا بعد هزيمة المحمرة ( خرمشهر ) عام 1982 … عندما دقت ساعة الخطر .. والقوات الايرانية تستهدف الاراضي العراقية في أحتلالها وأقامة نظام ولاية الفقيه على سيادتها واراضيها … هنا وكما طرح العديد من قادة الحزب شعار في الدفاع عن الوطن باعتبارها حربا وطنية . أنا شخصيا عشت تداعيات تلك الهزيمة , كنت طالبا جامعيا وأنعكاساتها على مزاج الشارع العراق , كان تقديري لو كان هناك قوة فعلية وطنية لاستثمرت تلك الهزيمة وأطاحت بالنظام … وتمتد المواقف مطلية بالغموض بدأ بالحصار الاقتصادي والهجمة الامبريالية في أحتلال العراق .. وأقامة عملية سياسية طائفية نحرت أبنائه وفتت نسيجه الاجتماعي والاخلاقي … واستهداف كل مقوماته كوطن وسيادة .. نحن بحاجة الى دراسة فعلية وعلمية لتلك التجارب لاستخلاص دروسها وأستثمارها في المرحلة الحالية والمستقبلية . أذأ … فما هو الضير في طرقها حاليا من أجل التقييم البناء لتلك التجارب الطويلة من عمر النضال والخروج باستخلاص الدروس في بناء المستقبل السياسي والوطني على ضوء متطلبات المرحلة الجديدة والمعطيات والمتغيرات التي أحاطت بالعالم على مستوى النظرية والفكر والتطبيق . مرحلتنا الحالية فعلا بحاجة الى تقييم واقعي وموضوعي وصريح وشجاع , وأن كان ليس سهلا , لكنه سيعطي زخما جديدا ومتجددا في البناء والمسيرة . تعرفت على عامر عبدالله عن قرب في دمشق عام 1988 عن طريق صديق الطفولة والسياسة الدكتور عزيز الشيباني .. في يومها , كان بيته في منطقة ركن الدين .. وجدته كما قرأت عنه وسمعت من المقربيين منه .. بتواضعه الجم ودماثة أخلاقه وبساطته المتواضعه وعمق موسوعته الفكرية والسياسية وقدرته على تحليل الاحداث ورسم خارطتها … تكررت لقاءاتنا .. وزاد أهتمامه بي بعد معرفته أني أبن أخت الشهيد خزعل السعدي .. وأطلاعه على ما تعرضت له في أقبية وسراديب الشعبة الخامسة , وسيناريوا الفلم الهندي حسب وصفه لتداعيات تسليمي الى الاستخبارات العسكرية في منطقة قادر كرم . فهم بالاهتمام بوضعي وحالي .. بعد خروجي سالما من أخر أنفال حكومي على مناطق كردستان عام 1988 من مناطق ( سركلو وبركلو ) مع الرفيق الشهيد ستار غانم ( سامي حركات ) كنا في عداد الموتى لولا قدرة القادر في أنقاذنا … بعد مشي ثلاثة أيام في تضاريس الجبال ورائحة الكيمياوي وتحت رحمة الطيران ورذاد الثلوج يصفع تقدمنا من شدة العواصف .. وصلنا الى مدينة سردشت الايرانية برعاية شخصية من مام جلال . تاركا خلفي ركاما من تجربة مرة وأوجاع والام مبرحة . في سوريا وجدت الصراع على ذروته بين رفاق الامس بتسميات متنوعة وأمام سفارات الدولة والاحزاب الصديقة . المنبر .. شيوعيون عراقيون .. التنسيق .. القيادة المركزية .. اللجنة المركزية .. القاعدة … وهلم جرا.. والأليه في حل الخلافات الحزبية الداخلية بعيدا عن الحرص والحفاظ على تاريخ الحزب الوطني , بل أخذت منحا شخصيا خطيرا في التشهير والمقاطعة , وزد على ذلك سلكت منحا شوفينيا وقوميا متعصبا , ونحن حزبا أمميا .. مما دخلونا في نفق مظلم , ظلامه الدامس أعمى بصيرتنا وقدرتنا عن تميز الالوان بين محتل وأمبريالية ووجهة نظر . قبل أطلاعي على الكتاب كاملة . قرأت حوله بعض النتف وردود الافعال من رفاق الامس حمل بعضها غيضأ وحقدا وصل الحال ببعضهم

توجيه القذف والتشهير بشعبان , وأتهامه بعلاقات سابقة مع أجهزة المخابرات العراقية .. وللاسف الشديد هذه الوسيلة الوحيدة في مواجهة الخصوم والتستر على أخطاء الماضي . بعيدا عن المحاججة وكشف المستور في كتابة التاريخ . قدم لي المرحوم عامر عبدالله مع السيدة زوجته بدور خدمة لا يمكن أنكارها وما زلت معتزا بها .. هو حصولي على وثيقة سفر يمنية , ساعدتني في الوصول الى دول اللجوء . كان الرفاق في حينها يعتبرونها لثمة وهزيمة لانها ستضعنا في خدمة الدول الامبريالية .. ومن كانوا رافعين هذا الشعار وصلوا قبلنا الى قلاع الامبريالية بل تعاونوا معها في احتلال بلدنا . فما زلت حريص وميال لكتابة التاريخ ومناقشته موضوعيا وتاريخيا بعيدا عن الاجندات , لاننا بحاجة الى صناعة التاريخ على ضوء تجربتنا العريقة نضالا وعمرا في بناء عراق جديد , نحن أولى بصنعه لتضحياتنا الجسيمة والطويلة من الشهداء والمعاناة والوطنية . أنا في موضع ليس بالدفاع عن سين من الناس , لكني مع نبش الماضي في خدمة العراق وأبنائه ومن يتنكر الماضي أو التستر عليه تحت أي ذريعة .. ليس قادرا على صنع المستقبل . .

أحدث المقالات

أحدث المقالات