مابين الشتائم الجميلية والقنادر النصيفية ولدت الموازنة الاتحادية بعملية قيصرية وباللغة السياسية بالأغلبية . وقبل أن تفتح الموازنة عينها وتطلق صرختها المالية . عارضت بكل شدة الكتلة الكردستانية . وكالعادة انقسمت القائمة العراقية بين من دخل القاعة البرلمانية ومن طلب كبتشينو في الكافتريا . أما كتلة التحالف الوطنية أعلنت بكل فخر انتصارها بالقضية . وسارع نواب الشعب بكل همة وأبية إلى القنوات الفضائية يستعرض بطولاته في ساحة البرلمان العتية . وفجأة أصبحت الأصوات عالية بين من يهدد باللجوء إلى المحكمة الاتحادية أو الاستقلال بموارده الاقتصادية . ومن يتهم بعض أعضاء كتلته بالتصرفات الشخصية . ومن يبرر إقراره للموازنة بالشرعية والمشروعية ويهنأ كتلته بإسقاط شركاءهم بالضربة القاضية . وبين ليلة وضحاها صارت بالبلد قضية . وأزمة فوق الأزمات غير المنتهية . غطت على التجاوزات الكويتية . وتشريد العائلات من الأراضي العراقية . الذي يتشرف وزير الخارجية بدوره البارز في تنفيذ رسم الحدود الكويتية العراقية على حساب التاريخ والجغرافية والوطنية . وسط صمت المجالس المحلية المؤتمنة على كل ذرة تراب زكية . نزلت عليهم السكينة والحكمة والعقلانية . فهذه دولة الكويت العظمى التي يجب أن تعامل برقة و حنية . ولتذهب إلى الجحيم البيوت والحقول والآبار النفطية . ولتشرد نساءنا أم محمد وأم حسين وأم عباس والحجية كرجية . والمئات من الشيوخ والشباب والأطفال المهم أن نسمع من خالتنا كماشة… عفيه و عفيه وعفيه!