لم يكن نيكيتا خروتشوف راعي المواشي في اوكرانيا, ورجل الدولة السوفيتي والزعيم الماركسي ,يعي إن خلع حذائه وهو جالس على رأس الوفد السوفيتي في الدورة العامة للامم المتحدة عام 1960 والدق به على المنصة الأممية ,انه أساء إلى تاريخية النظام الشيوعي بتصرفات مظهرية أفادت منها وسائل الدعائية الغربية ,بان حذاء سوفيتي عابر للقارات على ظهر نظام شيوعي مستبد لايقيم وزنا للسلام العالمي ,وان خروتشوف عبارة عن حذاء نووي وليس الرجل الذي أرسى دعائم التغيير الأولى في معاداة الستالينية في الاتحاد السوفيتي. .
حذاء خرتشوف الذي دخل متحف الذاكرة العالمي ,قد أسس لفلسفة جديدة في الأنظمة الديمقراطية تعتمد قبول ورضى رموزها الرئاسية ان يرشقوا بالأحذية والطماطم والبيض الفاسد وأشياء أخرى ويتعاطوا وإياها بروح رياضية ,كما حدث للرئيس الفرنسي السابق ساركوزي الذي ضربه شخص فرنسي بقالب “كيك “على وجهه ,أو كما ضربت تاتشر رئيسة الوزراء البريطاني السابق بالطماطم العفنة والبيض الفاسد .
محمد باقر الحكيم الذي عاش في إيران عراقيا وأستشهد عراقيا دون تنفيذ الأجندة الخارجية ,قد جندت إحدى قوى المعارضة العراقية في إيران أحد الأدوات البشرية لرشقه بالحذاء عندما كان يعتلي المنصة الريزخونية في إحدى الحسينيات الإسلامية في مدينة قم الإيرانية ,سيما وان محنة السيد الحكيم في إيران أشد عمقا وضررا وإساءة من هذه الواقعة الحذائية والتاريخ كفيل أن يكشف ذلك مستقبلا.
وليلى العطار ,الفنانة التشكيلية العراقية لم تدرك إن رسمها للرئيس الأمريكي بوش الأب على أرضية بوابة فندق الرشيد ,إنها ستدفع حياتها ثمنا لذلك ,وثمنا على أرغام الأحذية العراقية وغير العراقية أن تدوس صورة الرئيس الأمريكي ذهابا وإيابا.
ولوحة العطار التشكيلية هذه هي ترجمة لعقلية النظام السابق الذي يعتقد باضطراب المقاييس وارتباك الموازين وتتطويح ثقافة الحذاء السياسي رسما وفكرا بأدوات أيادي عشيرته الحزبية الأقربين التي تروج بان دوس صورة بوش بالأحذية هي اصدق أنباءا من أي شيء آخر لأنها تختزل كل ألوان الحقارة للرئيس الأمريكي ,ولايسلم شرف النظام المستبد من الأذى حتى تدعس الأحذية صورة رئيس الولايات المتحدة في الوقت الذي يمارس فيه أزلام السلطة البائدة كل أنواع الرذائل والمفاسد والضلالات.
وعراقيا أيضا ,فقد أثار رشق منتظر الزيدي للرئيس الأمريكي بوش الابن ضجة وجدلا في أرجاء المعمورة ,ومنها الشارع العراقي والعربي والإسلامي الذي حول وبفعل فردتي الحذاء هذه ,منتظر الزيدي إلى إلها وقديسا وطوح الحذاء المنتظري إلى مزارا في سعي دائب للأمة في تحقيق انتصارات فارغة .
وتداعيات هذا الاحتفال الأسطوري برشقة الحذاء هذه على المنصة الرئاسية في أن تستبدل الأمة العربية والإسلامية مقدساتها ورموزها فوق العادة بحذاء الزيدي وتأليهه حيث فضح أصحاب بعض العمائم الذين رفعوا حذاء منتظر الزيدي على رؤوسهم بدلا عن عمائمهم والكتب المقدسة.وكذلك رفعه بعض شيوخ العشائر على رؤوسهم بدلا عن العقال العشائري فبات الحذاء السياسي شرفهم العظيم الذي لاتشوبه شائبة.
وعد بعض الكتاب والمثقفون حذاء منتظر الزيدي فعلا عربيا وإسلاميا مقاوما باعتباره قذيفتي صاروخ بوجه الاستبداد الأمريكي ,ومارميت اذ رميت ولكن منتظر الزيدي رمى بإيعاز رباني افرز الزيدي كطليعي مقاوم للإرهاب العالمي .
وأخر قلاع التقدم العراقي هو ماختمته النائب عالية نصيف بحذائها النسائي الطائر تحت قبة البرلمان الذي زلزل عرش مجلس النواب ,فاللحذاء قداسة , وعالية نصيف تلبست ظاهر القداسة لما أطلقت قذيفتها الحذائية على سياسيي السوء والضلالة وحمقى البرلمان المتظاهرين بالوطنية فأسدلت الستار على أي بارقة أمل في التحول الفكري والمدني والمجتمعي ,حيث لم يكن الوعي الجمعي حكيما ومنطقيا ومنظم الانفعال ,فقد عد حذاء عالية نصيف ,ثأر العراق في البرلمان وموجز الهدير الشعبي في الاحتجاج.
أنه الحذاء السياسي بتوظيفه الذكي الذكي الاستخدام لارقى الوسائل جاذبية للشارع العراقي في مجتمع لم يعد فيه شيئا منطقيا.