تبقى الأحجية عصية على الحل, لكن أدواتها قد تفتضح وتنكشف؛ وبمعرفة الأدوات, تُعرف خيوط الجريمة, قد لا نجد الرأس, غير إن الحقيقة تصبح في مكمن ليس مجهول..!
فحيح الأفاعي, يؤشر على موضع الجحر, هناك تكمن كل الحقيقة, بيد إنّ السبيل إليها محفوف بمخاطرٍ جسام؛ فحكم الصبية تجاوز حدود الأعراف, والآداب العامة, وهو يعلق كوارثه على شماعة الآخرين, ويتسوّل الشرعية من المحذورات, يضع تسعيراته لكل حركة يتم تكليف المساكين بها..يريد الإستزادة من الدم المهرق على عتبة المُلك, ولو كان حراً, لأكتفى وأعتذر..!
يريدون تمزيق المتبقي, ورجال الحكمة لم يتركوا إشارة إلا وبادروا بها, علّه يحس, ولكن!..لعلهم يعرفون أكثر من الجميع, وهم كذلك..لم يعد الأمر سراً يُدارى, فما نريده قالته (النائبة) المتحولة عالية نصيّف: “أبلغنا بعض القادة, بإنسحابهم من المعارك في حال لم يتم تكليف المالكي”..سقطت ورقة التوت, بانت كل المخازي؛ فيبدو من كلامها إن إرتباط تلك القيادات بشخصٍ لا وطن, ومنه يأخذون الأمر, ووفق مايريده يخططون وينفذون..لماذا لم يحاسب أحد من القادة المنسحبين من الموصل؟!..هناك حواضن, لكننا نتحدث عن جيوش, سلمت معداتها وأنسحبت من الأرض دون قتال..!
يغفر لهم الشعب ذلك, شرط إثبات إنتمائهم وولائهم للوطن؛ ومن حديث النائبة, نُدرك الحقيقة المرعبة: لا ولاء لتراب, أو بشر, ولادستور أو دولة؛ إنما كل شيء إختزل بشخص فقدنا كل شيء بعصره. هذا ما كان يطالب به الجميع, لا نريد سلطة؛ إنما الدولة هي خيارنا, والدولة لها مؤسسات, أبرزها المؤسسة العسكرية, إذا تعلقت بشخص ستزول بزوال عرشه, أو رحيله مرغماً.
إن حديث النائبة, أخطر من هجمات الإرهاب, فهو يعطي إنطباع وتصور عن حقيقة القادة العسكريين, يبحثون عن السلطة والمال, لذا يجب على نواب الشعب مساءلة عالية نصيف عن أسماء أولئك القادة الذين خسرنا أرضنا, وشبابنا, في عهدهم, والنتيجة “يقاتلون من أجل شخص”..!