8 مارس، 2024 6:35 ص
Search
Close this search box.

عالم تتحكم فيه امريكا، لهو عالم فيه الكثير من القسوة والظلم

Facebook
Twitter
LinkedIn

ان يقول ترامب او يدعوا في لقاء له مع الجالية الفنزولية في ميامي؛ قادة الجيش للتمرد على النظام الاشتراكي الشرعي في كاراكس، ويقول لهم بلغة التهديد الواضح والوقح في آن واحد؛ من انهم اذا لم ينضموا الى خوان غوايدو سوف لن يجدوا لهم ملاذا امنا، ويعرضون في الوقت ذاته، امنهم وسلامتهم الشخصية للخطر؛ هذا يعني وفي صلب وجوهر ما يعني؛ من ان امريكا الدولة العضمى لاتتدخل فقط في شؤون الدول الاخرى وهي دول ذات سيادة وعضو في الهيئة الدولية، بل انها تنصب نفسها او تخلق من قوتها الساحقة في الحقلين الاقتصادي والعسكري وتوجهها وتضعها في مسار الدولة الراعية لارهاب الدولة العضمى. ترامب بهذا التصريح او التهديد قد رمى عدة عصافير بحجر واحد؛ فهو قد ارسل رسائل عدة، ذات هدف ومغزى واحد؛ وهو الاطاحة بالنظام الاشتراكي اليساري في فنزويلا. فهو بهذا التهديد كان يروم هز ثقة الضباط من القادة الداعمين حتى اللحظة لسياسة مادورا، بانفسهم وفي النظام عبر الايحاء بان ايام النظام معدودة وهو اي النظام في الطريق الى الزوال، وانهم اذا ما استمروا في مساندته ودعمه الى الاخير، سوف يكون ما ينتظرهم، عندها وفي حينها مستقبل مجهول او يواجهون المسائلة الجرمية وبمعنى اخر اكثر دقة ووضوح؛ من انهم سوف يعتبرون حين يتم الاطاحة بالنظام، مجرمو حرب. ومن الجهة الثانية وفي تناغم وتزامن واضحان؛ دعا غوايدو عشرة من قادة الجيش المرابط على الحدود مع كولومبيا للتمرد على قرار النظام الاشتراكي بعدم السماح للشاحنات الامريكية التى تحمل (المساعدات) وعصيان امر الرئيس مادورا بالسماح لتلك الشاحنات بالدخول الى فنزويلا. وفي محاولة من الرئيس مادورا لأمتصاص رد فعل الناس الذين تعرضوا لحصار اقتصادي امريكي خانق؛ اعلن في بيان له، من ان هناك في الطريق الى فنزويلا قافلة مساعدات روسية، تحمل 300طن. قلنا في سطور متواضعة سابقة، من ان اكبر جريمة تقترفها امريكا بحق الشعوب والدول على حد سواء هو اخذ تلك الشعوب وحياتهم رهائن او منصات او منبساطات او طرق يلجون منها الى ما يمهد لهم او يحدل الطرق وكذا المنصات والمنبسطات للوصول لأهدافهم في احداث تغييرات سياسية تلبي اهدافهم اللصوصية في الهيمنة والسيطرة على مقدرات وقرارت الدول والشعوب، لتخلق منها دول وشعوب تابعة لها ومجالا حيويا لها اي امريكا وهي في هذا تسلب منها إرادتها في التنمية الاقتصادية المستقلة بعد ان تصادر منها إرادتها السياسية وقرارها المستقل، لتكون حينها كما كان غيرها في جميع اركان كرتنا الارضية، دول تُسيرها امريكا من وراء ستار. تقف الان على مقربة او في عنق الجسر الرابط بين فنزويلا وكولومبيا، شاحنات امريكية تحمل (مساعدات؟!..) لشعب فنزويلا الذي يعاني من ضغط الجوع والفقر وقلة المواد في الاسواق بسبب حصار وعقوبات امريكية غير انسانية وغير اخلاقية وغير قانونية. وامريكا في هذا الاجراء تريد تأليب الشعب الذي يعاني ما يعاني من قسوة الطوق الامريكي الخانق عليه، ضد النظام ورئيسه الذي اختاره الشعب من خلال صناديق الاقتراع، وبالتالي تحفيز الناس وتفجير غضبهم في الشارع.. ليتوائم مع دخول الشاحنات وهي ربما تدخل عنوة بمساعدة البعض من العسكريين المنشقين في الفترة الاخيرة او الذين، ربما ينشقون في الايام القليلة المقبلة تحت ضغط الترهيب والترعيب والترغيب الامريكي. وهذا ان حدث سوف يؤدي الى الصدام بين الموالين للنظام من الجيش والشعب وبين معارضيه. ترامب يقول في خطابه الاخير امام الجالية الفنزويلية في ولاية ميامي الامريكية بان جميع الخيارات مطروحة على الطاولة بما فيها الخيار العسكري وفي مكان اخر من الخطاب يقول سوف نعمل على ازاحة جميع الانظمة الاشتراكية في القارة وحددها وهي النظام الاشتراكي في كوبا ونيكا راكوا وهي انظمة مستقرة ولا فوضى واضطراب فيها حتى اللحظة، لذا فان امريكا وفي المقبل من الوقت سوف تعمل على تخليق الفوضى والاضطراب فيهما من خلال وعبر تشديد العقوبات الاقتصادية وما اليهما، فيهما اي في الدولتين. نعود الى خيارات امريكا في الذي يخص فنزويلا؛ ترامب لايحتاج الى التدخل العسكري المباشر، اولا، للوضع في فنزويلا بمكوناته السياسية وعوامل صناعة تلك المكونات وثانيا، للوضع الاقليمي في القارة وبالذات في الجوار الفنزولي، كولومبيا والتى هي قاعدة انطلاق للشحانات والمعارضين والعسكريين الامريكيين، العاملون تحت غطاء المساعدات الانسانية والذين سوف يلعبون دورا فاعلا في تأجيج الصدام.. وثالثا، للوضع الدولي وما فيه من اللاعبين الكبار ومصالحهما بابعادها السياسية والاقتصادية والاسترتيجية، وهما روسيا والصين. عليه وعلى ضوء وهدي هذه القراءة المتواضعة، نعتقد بان الصدام ربما يحصل بين الموالين والمعارضين على مقربة او في الحدود بين فنزويلا وكولومبيا، ان فشلت الجهود الدبلوماسية والسياسية وهذه الاخيرة لجهة الاحتمال الاكبر سوف تُفشلها امريكا، لأنها وببساطة لاتستجيب لمخططها. في الخلاصة نقول ان عالم تتحكم فيه امريكا باطماعها وبقوتها العسكرية الساحقة وبأقتصادها القوي (ومناطق نفوذها)، عالم فيه الكثير من الظلم والقسوة، عالم تجعل امريكا شعوب الارض فيه تنزف دما من غير ان يلوح في الافق اي امل في عالم يسود فيه الحق العدل والانصاف، عالم تحقق فيه شعوب الارض، إرادتها الحرة في الحياة الافضل. طريق واحد ولاطريق غيره؛ هو طريق الصمود والتكاتف بين شعوب ودول العالم الثالث لمواجهة اسنان هذا الوحش التى قدت من نار وحديد وعلم واعلام ودراية ولاطريق اخر غيره. وهو طريق صار واضحا في الوقت الحاضر وفيه الكثير والكثير جدا من ركائز النجاح في عالم اصبح يلوح في الافق المنظور، واضحا يلوح، عالم ثلاثي الاقطاب..وان لم ينوجد بعد بصورة جلية او لم يترسخ ويتجذر في الوجود بعد، لكنه ومن الجهة الثانية، فهو أتِ لامحال..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب