كلما تتقلص مساحة القوانين في المجتمع ألارضي , كلما تقترب من لحظة ألانفجار التي رسمت في مفهوم ألانتظار .
اليوم نسمع ونرى خطوات ومواقف علنية للتجاوز على القانون الدولي تقوم بها دول كبرى مثل أمريكا .
وهذا النهج مورس في فيتنام وكمبوديا وكوريا وفي العراق وصربيا وأفغانستان وباكستان واليمن والبحرين وليبيا ومن وراء الكواليس يمارس في مصر وأزمة ألاعلان الدستوري وألاستفتاء لم تكن بعيدة عن أستغلال حاجة مصر للمال عبر أقراض الصندوق الدولي الملغوم وتسليف الولايات المتحدة ألامريكية المزعوم ؟
أن تفخيخ المناخ السياسي في العراق بالمناطق المتنازع عليها تارة وبألارهاب تارة أخرى هي صناعة أمريكية لعالم بلا قانون ودول بلا أخلاق .
وماتقوم به أمريكا وأصطفاف أوربا معها مع فريق التخاذل والتبعية العربية ضد سورية الدولة والشعب هو من أوضح القراءات لعالم بلاقانون ودول بلا أخلاق .
أذ كيف وبأي معنى قانوني وأخلاقي تقوم أمريكا بألاعتراف بما يسمى بألاتلاف الوطني السوري الذي طبخ تحضيره من قبل السفير الآمريكي في سورية في أجتماع الدوحة فكانت على أنه الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري و مقرراته السرية التي لم يطلع عليها الرأي العام لو التسريبات التي تناقلتها وسائل ألانترنيت عبر قنوات ” الفيسبوك وتويتير ” .
ومن أعطى الحق لآمريكا أن تعين ممثلا للشعب السوري وهذا الممثل المزعوم هو سبب محنة الشعب السوري وخراب وطنه , فبألامس قام بتفجير أنتحاري أستهدف مدرسة في قطنا راح ضحيتها عشرات ألاطفال ألابرياء ؟
وهذه المعارضة التي أعتبرتها أمريكا الممثل الوحيد للشعب السوري لاتتحقق أوحديتها ألا في التخصص في قتل ألابرياء من الشعب السوري وتهجير ألاحياء منهم وترك الباقين من الجرحى والمعوقين يعانون ألالم والفقر .
وكيف وبأي معنى يكون الممثل للشعب السوري هو من يقتل على طريقة الذبح وهو من يغتصب النساء وهو من يفجر مخازن النفط والغاز ومحطات الكهرباء ومن يدمر السكك الحديد ومن يحرق المؤسسات وألاثار ومن يتخذ من بيوت المواطنين مراكزا للتراشق مع أجهزة ألامن والجيش بالرصاص والقنابل ومختلف ألاسلحة التي تغدق بها أمريكا وأوربا وأسرائيل وتركيا وأنظمة التبعية العربية في كل من قطر والسعودية وألامارات .
كيف وبأي معنى تتهم الحكومة أي حكومة عندما تدافع عن أمن المواطنين بصد هجمات ألارهاب التكفيري ألانتحارية , ولا تتهم وتستنكر ألاطراف التي تدعي المعارضة وتقوم بأعمال القتل وألاغتصاب والتفجيرات والمفخخات وتدمير مساكن المواطنين وألاسواق والمحلات العامة ومؤسسات الخدمة .
وكيف وبأي قانون وأخلاق يتم السكون عن قتل وأبادة المعارضة البحرينية السلمية ولا تدان الحكومة البحرينية التي تقوم بذلك علنا وجهارا مستعينة بما يسمى ” قوات درع الجزيرة ” التي لم تر منها الشعوب العربية وألاسلامية أي موقف أيجابي لقضاياها مثلما لم ير منها الفلسطينيون أي مساعدة ولو أستنكارا ببيان أو موقف رافض للآعتداءات الصهيونية ولو بأعلان ؟
كيف يطلب من رئيس حكومة عربية تقف معه أغلبية شعبه بأعتراف كبريات الصحف الغربية مع بعض المراكز في المنطقة العربية التي تقولها بخجل , ويقف معه جيشه الوطني ليرد هجمات من سموا أنفسهم بالمعارضة وبين صفوفهم مرتزقة من كل الجنسيات ؟
وهل يكفي أن تقوم أمريكا بمسرحية أعلامية تقول فيها أنها تضع ” جبهة النصرة ” في سورية ضمن قائمة ألارهاب ويقوم رئيس ماسمي بألاتلاف الوطني السوري ” أحمد معاذ الخطيب ” بمطالبة أمريكا بالرجوع عن قرارها ويدلي بهذا التصريح أمام ممثلي أمريكا وبريطانيا وفرنسا في مؤتمر مايسمى بأصدقاء سورية ؟
وكيف يكون مخلصا لشعبه من لايريد وضع أسم جبهة النصرة على قائمة ألارهاب وهي من أعترفت مرات ومرات بقيامها بتفجيرات سيدي مقداد , والميدان , والفحامة وأخرها تفجيرات وزارة الداخلية ومرأب القصر العدلي في دمشق وتفجيرات حلب التي راح ضحيتها العشرات من المواطنين ألابرياء ؟
وكيف يكون متدينا من يدافع عن القتلة ومستبيحي دماء ألابرياء مثل جبهة النصرة ألارهابية التكفيرية ؟
وكيف يكون وطنيا من يطلب التدخل الخارجي ضد وطنه وشعبه ؟
وكيف تكون المعارضة أي معارضة مقبولة أخلاقيا وهي تستعين بالمرتزقة من كل الجنسيات لتدمير بلدها ؟
كيف توقع المعارضة أي معارضة على ألغاء جيش الوطن كما حدث في أتفاقية الدوحة السرية عندما أشترط عليهم أن لايتجاوز تعداد الجيش العربي السوري بعد نجاح المعارضة بأستلام الحكم في سورية أن لايزيد عدد الجيش السوري عن ” 50000 ” ألف ومهمته دفاعية فقط ؟
وأي معارضة هذه التي توافق على عدم المطالبة بالجولان السوري وعدم المطالبة بلواء ألاسكندرون , وتوافق على أعطاء القرى التركمانية في محافظة أدلب وحلب الى تركيا ؟
وأي معارضة هذه التي توافق على تدمير الصواريخ السورية في ألاراضي ألاردنية وبأشراف أمريكي ؟
وأي معارضة تمتلك ذرة من ألاخلاق تقبل أن يقال لها أقطعوا علاقات سورية مع أيران وروسيا والصين ومع المقاومة الفلسطينية وحزب الله ؟
وبأي قانون وأخلاق يفرض على سورية مستقبلا أن تقوم الشركات ألامريكية والقطرية وألاماراتية بالكشف عن الثروات والمعادن وأن يسمح لتركيا بتمديد أنابيب مياه من سد أتاتورك في تركيا الى أسرائيل ؟ وأن يسمح لقطر بمد أنبوب غاز عبر ألاراضي السورية الى تركيا ثم الى أوربا ؟
وهكذا نرى عبر معارضات القتل والموت التي عملت في العراق وتعمل اليوم في سورية وتنتظر بقية دول مايسمى بالربيع العربي مشاريعها أنه يراد تدمير سورية والهاء العراق بالمشاكل الداخلية وأيقاف عملية النمو المتوقعة بسبب أمكانية أرتفاع أنتاجه النفطي .
ومن وراء ذلك كله يراد لآسرائيل أن تنعم بمناخ أمني بعد أن تصبح هي المسيطرة على نصف الشرق ألاوسط وهذا ماصرح به هنري كيسنجر اليهودي وزير خارجية أمريكا ألاسبق وما ظهر على فلتات لسان حمد بن جاسم وزير خارجية قطر ورئيس وزرائها وماتقوم به حكومة محمد مرسي من أستضافة مايسمى بالمعارضة السورية ” ألاتلاف الوطني السوري ” الذي لايقبل أن توضع جبهة النصرة على لائحة ألارهاب ؟
والعالم الذي يخالف القانون ويتخلى عن ألاخلاق هو الذي يقوم رئيس أكبر دولة فيه بتهنئة الزواج المثلي , ويفرض العقوبات ألاقتصادية على أيران , ويحرض دائما ضد سورية ويدعو لآسقاط حكومتها من خلال أتهامها بأستعمال ألاسلحة الكيميائية تارة وبأستعمال صواريخ سكود ضد المعارضة تارة أخرى , وخبراء ألاسلحة يعرفون أستحالة أستخدام هذه ألاسلحة ضد المجاميع المسلحة المنتشرة في الريف وبعض أحياء المدن .
والعالم اليوم بلاقانون لآن أغلب أعضاء مجلس ألامن الدولي لايطبقون القانون في مواقفهم بأعتراف أحد ألاعضاء وهو وزير خارجية روسيا ” لافروف ” .
والعالم اليوم بلا أخلاق لآن ألامم المتحدة التي تمثل دول العالم اليوم لاتعطي للفلسطينيين حقهم في العودة وتغض النظر عن التجاوزات وألاحتلال ألاسرائيلي لبلادهم مثلما تغض النظر عن المراكز النووية ألاسرائيلية وهي ذات طبيعة عسكرية معروفة بينما تفرض العقوبات وتحاصر أيران بسبب صناعتها النووية غير العسكرية ؟
والعالم بلا قانون وبلا أخلاق عندما تقوم الدول الكبرى بالسكوت عما تتعرض له المعارضة البحرينية السلمية لما تتعرض له من أبادة من قبل نظام أل خليفة الطائفي بينما تقوم تلك الدول بتحشيد الرأي العام المضلل ضد النظام السوري الذي أعترف بحق المعارضة وقام بألاصلاح وسمح بالتعددية ودعا للحوار الوطني وألغى قانون الطوارئ , ولكن ذلك كله ذهب أدراج الرياح في حسابات تلك الدول المتغطرسة فقامت بدعم المجاميع المسلحة ومنها ألارهابية وأمنت لها السلاح والمال والتنقل في حماسة منقطعة النظير , كان نتيجتها تدمير المدن السورية وتهجير أهلها وزرع الفتنة الطائفية ؟
وألاعلام بفضائياته وصحفه المروجة لذلك التجاوز على القانون والتخلي عن ألاخلاق هو الذي يدين اليوم من سكت من الكتاب والمحللين عن قول الحقيقة مثلما يدين ألاحزاب لاسيما ألاحزاب الدينية التي غيرت بوصلة العداء من أسرائيل التي لاتعترف بحق الشعوب في الحرية الى عداء أيران وهو منهج غير قانوني وغير أخلاقي لمن يفهم معنى القانون ويعرف معنى ألاخلاق ؟
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]