23 ديسمبر، 2024 5:06 ص

༺༺༻༺༻༺༻༻
لا احد يشبهني في هذه الدنيا لا في احاسيسي ولا في الجزيئات التي احملها بمواصفاتي الترابية التي خلقت منها فانا مختلف في اغلب الاشياء لأنني نشأت في بيئة يكون فيها العدم دوما موجود وهو الاقرب في اغلب الاوقات ومنها تعلمت على الصبر وتعودت على كل شيء قدمته لي من مأساة في هذه الدنيا….
انا لم اكن يوما اخطط او اعرف ماذا يجري وما هو مستقبلي ولكن يبدو ان القدر هو من قام بذلك التخطيط وهو من اختار كل ذلك..
انا قروي عنيد ما زلت متمسكا بمفاهيم اختلفت معانيها مع مرور الوقت وكلمات اندثرت نهائيا واصبحت من اللا وجود من انا فانا ذلك الذي عشق الطبيعة ولكنه لا يقبل التمييز بين فصولها فلكل فصل ميزته الخاصة وله محبته في القلب لأنه يأتي بعد معاناه ذلك الفصل الذي كان قبله..
كان ربيعنا في ذلك الوقت هو ظهور الزهور والارض الخضراء يكسوها العشب والجداول المائية التي تغطي جميع اراضي الريف الموجودة حول قريتنا ولم نسمع في حينها باي ربيع اخر الا ما عندما كبرنا لأننا كنا نحب الربيع كونه موسم الدفئ والورد والحب وموسم الخير كله وعندما كبرنا جاءنا ربيع غيره اطلقوا عليه تسميه الربيع العربي هذا الربيع الذي قتل امالنا رغم اننا كنا نحلم به لانهم اقنعونا بانه زمن الديمقراطية ولابد لنا ان نتحرر من ذلك الواقع المتجبر ولابد لنا ان نمنح انفسنا الحرية الكاملة لاختيار اي شيء وان لا نحاسبها على اي شيء وعندما اتت تلك الديمقراطية الينا لم نفهم منها اي شيء…
عن ماذا اتحدث لكم عن زمن الجبابرة في عصر
الديمقراطية ام عن مغارة علي بابا التي كانت من عالم الخيال واصبحت مرتع لسراق ثرواتنا…
فلا تسألونني عن ذلك اليوم الذي ولدت فيه لأنني لا اعرف في وقتها شيء عن تضاريس الارض او درجات الحرارة ولكن احاسيسي تقول انني كنت اشعر بالدفىء وانا في ذلك الحضن الحنون لتلك المرأة القروية التي ترى في طفلها كل المستقبل وتخاف عليه من الحسد ليس لوجود اي سبب الا لسبب واحد انه ابنها….
كل شيء اختلف هنا اليوم حتى الكتابة في الادب والشعر فلقد تحول الشعر النبطي القديم الى الشعر الحر الحديث وتحولت تلك الحكايات والخواريف الى قصص الرواية نتكلم فيها عن ما كان يحدث بالأمس ولكن بطريقه كتابية معاصرة… ابداع في الماضي وابداع في الحاضر وكل له قراءه ومتذوقوه فمجالس اليوم قد جاد بها الانترنت وتحولت من جليس الجماعة الى جليس الفرد الواحد….
وتحولت تلك الجرائد والمجلات الى صفحات ومواقع الكترونية وحتى ذلك المقهى الذين كنت اتصفح فيه تلك الجريدة اليومية قد تغيرت فيه اسمائه فتحول الى كافتيريا او ملتقى الادباء او كازينو لعشاق النرگيلة والقهوة المجمدة…