23 ديسمبر، 2024 1:12 ص

عالم الشركات الكبرى …. جوزيف بلاتر نموذجا

عالم الشركات الكبرى …. جوزيف بلاتر نموذجا

.. اليوم اعلن جوزيف بلاتر رئيس اتحاد كرة القدم ( الفائز بالانتخابات قبل اربعة ايام ) استقالته من رئاسة الاتحاد وهو الذي صرح حال اعلان فوزه بأن الموت فقط سيمنعه من العمل كرئيس للاتحاد.
طبعا فضيحة الفساد في اتحاد الكرة نشرتها صحيفة الساندي تايمز وتولى التحقيق فيها مكتب التحقيق الفدرالي حيث ورد فيها اتهام لأربعة عشر عضو يشغلون مراكز متقدمة وتمكنت السلطات الفدرالية من القبض على ٧ منهم لحد الان من داخل احدى فنادق سويسرا بموجب الصلاحيات الممنوحة لمكتب التحقيقات الفدرالية المسماة.
سلسلة الاتهامات التي وجهت لقائمة المتهمين تتضمن قيام اعضاء اتحاد الكرة بممارسة اعمال لابتزاز الاموال ودفع رشى وتحويلات مالية غير واقعية ، وتوقع الكثير من المحللين ان فضيحة الفساد ستدفع برئيسها سحب ترشيحة وعدم خوض الانتخابات كونه على رأس مؤسسة اتهم معظم قياداتها بالفساد ، لكن الرجل ذو ٧٩ عاما اعلن ان ماحصل لا علاقة له بالموضوع ، بل زاد من اصراره على خوض الانتخابات . وتم ما خطط له بلاتر وفاز بالجولة الثانية من المنافسة بعد انسحاب المنافس الوحيد الامير علي ابن الحسين شقيق ملك الاردن . وفور فوزه بالانتخابات اعلن انه سيعمل على تنظيف الاتحاد وان الموت فقط من سيمنعه من عمله تلك العبارة التي لم يمضي عليها اربعة ايام ليعلن استقالته .

يعتقد البعض ومنهم السيد بلاتر انه بمجرد الفوز بالانتخابات كافي لتبوء المنصب ، صحيح العملية الديمقراطية تقوم على هذا المبدأ ولكن عندما تتهدد مصالح شركات كبرى واخص هنا بالذكر في قضية اتحاد الكرة ، شركات مثل اديداس وكوكا كولا وفيزا كارت وهونداي للسيارت ، الداعمة والراعية للكثير من منتخبات كرة القدم العالمية وعندما تهدد كبريات شركات البث التلفزيوني انها ستسحب عطائاتها لحقوق البث اذا لم يتم محاسبة جميع المسؤولين عن الفساد وان الابقاء على ذات الشخوص سيعرض سمعة الشركات الراعية اعلاه وشركات البث للاضرار ، عندها سيتم القفز على نتائج الانتخاب حفاظا ” للصالح العام ” ، وكما جرى التعامل سابقا مع صدام حسين ومعمر القذافي ومع اياد علاوي ونوري المالكي لاحقا .

انه عالم الشركات الكبرى التي ترسم الخطوط العريضة لعمل الدول وعلى الجميع الالتزام به والمخالف يعرض نفسه للمسائلة القانونية عندما يحين موعد المسائلة والمحاسبة ، وان جزء مما يجري الان من قتال في مناطقنا العربية من وجهة نظري المتواضعة ماهو الا اعادة تنظيم لاسواق المنطقة من حيث تطبيع سلوك المستهلك وتوجيه الموارد بما يتلائم ومتطلبات الشركات الكبرى ليتم فيما بعد اعادة اندماجها بالسوق العالمي بغض النظر عن حجم التضحيات البشرية والمادية وعامل الزمن …. تحياتي