17 أبريل، 2024 12:57 م
Search
Close this search box.

ديمقراطية مع وقف التنفيذ

Facebook
Twitter
LinkedIn

الديمقراطية بمفهومها البسيط هي حرية اختيار الشعب لمن يمثله سواء كان في الحكومة او البرلمان او رئاسة الدولة حسب نظام الحكم القائم في هذا البلد او ذاك ,لم تكن هذه التجربة ذات جذور عميقة في العالم العربي فقد اعتاد العرب على ما يسمى بالثورات والانقلابات وحالة مستشريه من الانفلات والفوضى فالشواهد التاريخية كثيرة …

اما التخاذل و مناصرة الدكتاتور الذي تسلط على رقاب الناس بقوة السيف والتعاون مع المُحتل الاجنبي ظاهرة قديمة اخذت ردحا من تاريخ هذه الامة فمن توارى بعدما استجار ونصر الظالم يوم العاشر من شهر محرم ,ومن باع مدينة بغداد عام 1265 م حاضرة الدنيا الى المغول على يد ( مؤيد الدين بن العلقمي ) ,ومن تعاون مع الفرس عام 1979 ليدمر بلده بحجة نصرة المذهب ,ومن لعق تراب اقدام ابناء العم سام ,لإسقاط نظام صدام حسين عام 2003 تحت غطاء الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان التي لم نرى منهم شيئا ولم نحافظ على بلدنا المُحتل اليوم لابل اصبح الدعاة اليها اكثر اجراما ووحشية…

تاريخ مُظلم يعيد نفسه منذ اربعة عشر قرن خلت لا مناص ان نخوض فيه لعلنا نأخذ العظة والعبرة منه ارادنا محمد ( ص ) ان نكون خير امة اخرجت للناس فكنا اكثرها عبودية وتبعية واذلالا وتسلطا ودموية ودكتاتورية نقتل بعضنا ونكفر بعضنا من اجل السلطة ونرفع شعار الاسلام زورا وبهتانا ,كرمنا الله بأن جعل منا خاتم الانبياء وعترته الطاهرة وكتابا ينطق بلغتنا وجنة تتحدث بلساننا ,لكننا اوهنا انفسنا واتبعنا الشهوات وظلمنا وبطشنا وسرقنا وقتلنا واغتصبنا وانتهكنا الخ……

بذرة الديمقراطية الاسرة موطنها الشعوب المتمدنة التي تعرف قيمة الانسان و لاتقف بالضد من رغبته في الاختيار ,خلاف دول العالم الثالث والمجتمعات القبلية التي وللأسف ينحدر منها اغلب سكان مجتمعنا اليوم ,اناس اضاعوا الطريق فلم يحافظوا على عاداتهم وطيبتهم الريفية العربية الاصيلة المعهودة ,ولم ينصهروا مع المجتمع المتمدن ,فأظلوا السبيل وظلوا اجيالا بظلالهم ,ارضعوا صغارهم الخوف والصمت والرضوخ ,دكتاتورية رب الاسرة , ,صورة لدكتاتورية حكومات ( اُسكتوا فأنا ربكم الاعلى وانا اعلم بما تسرون وما تعلنون ,لا تفكروا ولا تختاروا انا افكر واختار لكم ما اشاء ) والكل خاضع ذليل عبد الى من هو اعلى منه منزلة تسيره سياط جلاديه…

ليس بعيدا عن محور الديمقراطية والحريات, فقد لاحت في الافق اخبار انتخابات برلمان العراق ايار 2018 ,والبعض متلهف الى ما تسفر عنه النتائج ,في ظل وجود احزاب اسلامية غرزت جذورها في عمق الحياة السياسية العراقية وعاثت فسادا ,تارة بالطائفية ,واخرى بالتزوير ,وثالثة بخداع السذج ,ورابعة وخامسة ,رغم كل التحديات والصعاب التي تواجه العملية الانتخابية ومخاوف من التلاعب والتزوير ,لصالح جهات متنفذة ,الا ان الامم المتحدة والمجتمع الدولي ينظر الى العراق على انه دولة ديمقراطية تجري فيها انتخابات برلمانية ,وعلينا ان نقتنع ايضا بهذا الامر وان نجاري الامور ,كما ان العزوف لا مبرر له ولا يحقق سوى النتائج السلبية التي تفسح المجال لسراق المال العام بالعودة وبقوى ,اذن اصبح لزاما علينا المشاركة وبقوة لتغيير المعادلة وسحب البساط من تحت اقدام اصحاب الوجوه الكالحة ,وان نختار الاصلح والاكثر كفاءة وهو بالتأكيد متوفر ,فهل سوف نعيد تجربة القرون الماضية ونقف مع الظالم والمتسلط والدكتاتور والخائن والعميل ونفكر بنفس العقليات القبلية ,ام اننا سنختار الاحرار والمدنيين والوطنيين الشرفاء لتغيير مسار الحياة السياسية في العراق ,ويبقى الخيار متروكا للشعب…..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب