18 ديسمبر، 2024 7:15 م

عالم البرزخ بين الدليل العقلي والنقلي

عالم البرزخ بين الدليل العقلي والنقلي

لا بُد من الفناء الذي يطال الانسان مهما كان عنوانه الدنيوي وصفته الرمزية ومهما امتلك من القاب في عالم الدنيا وما يحصل ما شهادات رمزية مادية او معنوية، ومهما امتلك الانسان من ثروة مالية يتصور إنها سوف تنفعه لكن هيهات هيهات إنه الموت الذي لا مهرب منه، وعلينا أن نتذكره في كل حين ولو كنا ولا زلنا في غفلة عنه قال تعالى (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28) (البقرة)وقال الله تعالى:
((كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (180) فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (181) فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (182) (البقرة)
فلا بُد من الاستعداد الحقيقي الواقعي لتلك اللحظة ان نفارق بها الحياة التي عشنا فيها كل اللحظات الحزينة والمفرحة، نفارق فيها الأهل والأحبة والأقارب وكل صديق وننتقل إلى عالم جديد أسمه البرزخ هذا هو العالم الجديد الذي نسكنه نحن بنو البشر وكلاً حسب عمله الحسن أو السيء وقد وجه سؤال لسماحة المحقق الاستاذ عن هذا العالم فكانت الاجابة على النحو التالي:
(( ذكر في عالم البرزخ أنه:
ملك آخر وهو عالم النفوس بعد الموت وهو الواسطة بين الدنيا والآخرة، وهو عالم المثال.
– الدليل على البرزخ:
إنَّ ما دلَّ على ثبوت الحالة التي بعد الموت قبل القيامة شواهد كثيرة نقلية وعقلية، ولم ينكر وجود هذا العالم أحد من العلماء وإن اختلفت مقاصدهم وعباراتهم فيه.
أ‌- الشاهد النقلي: القرآن: قوله تعالى: {ومن وَرَائهم بَرزَخٌ إلَى يَوم يبعَثونَ} المؤمنون: من الآية100.
قوله تعالى: {النَّار يعْرَضونَ عَلَيْهَا غدوًّا وَعَشيًّا وَيَوْمَ تَقوم السَّاعَة أَدْخلوا آلَ فرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَاب} غافر:46. فإنَّ الآية تشير إلى أنَّ فرعون في حياة ولكنها تختلف بعض الإختلاف )عن الحياة الدنيا وهذه الحياة البرزخ ثم بعدها يوم القيامة. وغيرها من الآيات.
ب‌- الشاهد العقلي:
والدليل عليه من العقل كما عبَّر البعض: إنَّ عالم الملك من الماديات، وعالم الملكوت من المجردات، فلا بدّ أن يكون بينهما برزخ ليس في لطافة المجردات، ولا في كثافة الماديات، وإلّا وجدت الطفرة في الوجود.
– يظهر من بعض الروايات أنّ في عالم البرزخ هناك مَن يتاح له أن يتكامل.
ففي رواية عن حفص قال: سمعت موسى بن جعفر -عليهما السلام- يقول لرجل: أتحب البقاء في الدنيا؟ فقال: نعم، فقال: ولم؟ قال: لقراءة قل هو الله أحد، فسكت عنه، فقال له بعد ساعة: يا حفص مَن مات من أوليائنا وشيعتنا ولم يحسن القرآن علم في قبره ليرفع الله به من درجته فإنّ درجات الجنة على قدر آيات القرآن يقال له: اقرأ وارق، فيقرأ ثم يرقى. (الكافي ج2 ص606). هذا بالإضافة إلى أنَّ أعمال الأحياء تصل إلى الأموات فتكون تلك الأعمال لهم زيادة في الدرجات((.انتهى استفتاء السيد الصرخي
وأتصور أن هذه الإجابة دقيقة ورصينة من سماحته في وصف ذلك العالم خصوصًا بعد ما بين ذلك بالشواهد النقلية والعقلية، وهذا ما لمسناه في الكثير من الإجابات والأستفهامات والشواهد الشرعية والعقلية في كثير من الموراد التي وثقها (دام ظله) في كتبه الفقهية، والعقائدية، والتاريخية، والعلمية .