جميعاً بتنا نعيش وسط دوامة من المشاعر التي تم إيذاؤها باستمرار بالتالي تجرح المشاعر والحس الانساني والضمير الحي ، وصار البعض لا يتحرك له جفن وهو يشاهد صوراً مؤلمة لقتل الاطفال والنساء ، او ارهاب يدمر منطقة ما، أو لصاروخ يقع على رؤوس الأبرياء العُزل ظلماً وعدواناً ويهدم البنية التحتية لعاصمة او مدينة اخرى ، وغيرها الكثير. التحولات والسياسات الكبيرة التي أعقبت 11 سبتمبر تظل منطقية وبديهية لانها خطط لها ، فقد احتلت دول وتغيرت أنظمة وتشريعات سياسية واقتصادية في العالم كله ، ووقعت معارك وحروب وصراعات ذهب ضحيتها مئات الآلاف والحبل على الجرار، وأهدرت أرواح وأموال وموارد تفوق بأضعاف مضاعفة الخسائر الناجمة عن تلك العملية ، ولايمكن استثناء دولة ضمن محيطها الإقليمي في المنطقة من حيث اعتلاء السلطة مجموعات غير مؤهله لإدارة الحكم وادارة شؤون البلاد والعباد وغير كفؤة الا لإضاعة الفرص الحقيقية لبناء دول حديثة ومتقدمة، وإطالة مأسي الشعوب عبر انتاج مسببات الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية عن عمد احيانا كثيرة وعن جهل من جهة اخرى حيث تتقاذفها امواج التلاعب للقوى الامبريالية في السياسة وما يكافئ التضحيات الجسام التي قدمتها تلك الشعوب بغية استرداد الحرية والكرامة، ظلت هذه الحكومات تُمارس الاقصاء والتسلط والاستبداد والفساد السياسي والاداري مع عدم إعطاء هامش كفيف للحريات بقدر ما يكفي للتنفس والحياة داخل البلاد ودون المساس بضروريات الحياة من فرص عمل وتعليم وعلاج برغم ضألتها وعدم الانصاف في توزيعها مما خلقت طبقات منتفعة واخرى متضررة،
وقد تعرضت الحريات والحقوق لانتهاكات جديدة حتى في الدول التي تميل الى الديمقراطية ، ولا يبدو أن تلك الممارسات والعنف قد تراجع او امل في اضمحلالها بالسرعة المرادة مع وجود التناقضات ، بل العكس فإن موجات متلاحقة من الكراهية تتصاعد وترشح العالم لمزيد من العنف والصراع ، وكان من الممكن تجنب ذلك كله بمواجهته بدون هذه الخسائر والتضحيات الكبرى التي لم تحقق أهدافها المفترضة اذا كانت هناك اهداف بعد ان انقلب السحر على الساحر، ولذلك فإن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم بقوة أكثر من أي وقت اخر، هل من سبيل إلى استراتيجيات وسياسات بديلة لمواجهة العنف والإرهاب ،لا تؤدي إلى ماهو أسوأ من الإرهاب نفسه ، أو تسوق العالم إلى نوع جديد أكثر عنفا وقسوة ووحشية ؟.. الجواب … لن ينتهيَ الإرهاب ، ما دام العدل بوجوهه الثلاثة.. غائباً :العدل الاجتماعي ، والعدل السياسي ، والعدل الاقتصادي ، في العالم كله دولاً كبرى ودولاً صغرى ، أجَلْ ، قد يتحوّل الإرهاب الى خلايا صغيرة وبؤر متناثرة ، ولكنه لن ينتهي َالا بانتهاء هذا الظلم الفادح ، وهذا الشرّ الجاثم على الصدور.. الذي يثقل به أعناق الناس كلا الأمرين: عدم العدل والنظام الاقتصادي القاتل ، وإن البشرية ما دامت لم تتنبّهْ لهذا الظلم ، ولم تعملْ جادّةً,على رفْعه ، فإنه يمكن القول بأنها سوف تمضي تعيش بطبائع مذلة وتحت خيمة البؤس والحرمان.. ولم يصقلْها التحضّرالثقافي والاجتماعي والانساني وبعقول ضحاضح *غلّف أدمغتها رقراق السراب .
إن الحاجة إلى سلاح الموقف والعقل الخلاق اليوم أكبر بكثير من الحاجة إلى الاسلحة الحربية التي لاتأتي بها سوى الدماروالتي تم خزنه في مخازن السلاح، ما جعل مستودعات بعض الدول أكبر مخازن للالة الحربية الفاسدة التي لا تصلح منذ شرائها بالمليارات الا التفكير بالتخلص منها وذلك باسقاطها على رؤوس المظلومين، وتحت وطأة الدمار الرهيب تتصارع الأديان والطوائف والمذاهب على طاولة مكسوة بالزجاج في اوطان محطمة التي لا يجمع شظاياها آلا إطر تتداعى كل يوم بل كل ساعة . وتعتقد بأن أفقر هذه البلدان مالاً، وأقلها موارد وثروات قابلة للبيع في سوق العملة الصعبة ، لكن هذا الفقر ربما هو ما دفع بلدان كريمة النفس قبل غيرها للاعتماد على رأسمالها السياسي الوطني الذي يرفض التوصيات المعلبة للمبادرات والوصاية الخارجية .
كما هناك ثمة رغبة حقيقية في مكافحة الإرهاب في بعض الدول التي تشعر بخطورته وتبحث عن العدل والرضا والمقابل هناك دول تقف االى جانبه تشجعه وتستفز به مجموعات بشرية اخرى بالظلم والقهر والاستغلال والذي لا يمكن إلغاؤه أو تجاهله ان الاستبداد والحرية نقيضان على مر الدهور والقرون تعيشه البشرية منذ اول الخليقة . ولا يبدو اليوم أن الإرهاب والعنف قد يتراجع، بل العكس فإن موجات متلاحقة من الكراهية تتصاعد وترشح العالم لمزيد من العنف والصراعات التي لم تحقق أهدافها المفترضة التي بنيت عليه اساساً .
بعض الدول تعطي لنفسها الاحقية في استباحة العالم في حروب انتقامية غير محدودة وبتواطأ من العالم الذليل اما عن عجز أو خوف أو بانتظار الخلاص مع هذه الوضعية الشاذة لنظام دولي يفتقد التوازن الضروري لحماية الأمن والسلم العالمي، ويعجز العالم ومؤسساته المنوطة بحفظ السلام مثل مجلس الامن والأمم المتحدة عن وقف الحروب و الدمار والانتقام . ما يعمق الشعور بعدم الثقة والشكوك بقدرة هذه المنظومة الدولية الكبيرة العاجزة على تعديل نهجها العاثر أو تصويب سياستها و الإصرار على اعتماد خطاب دعائي مشحون بالمواقف الأيدلوجية التي لاتعني شئ اليوم بالنسبة للانسانية لانها لاتعد تستمع ولا تثق بهذه المنظومة التي اصبحت الة بيد اصحاب القرار من الدول الخمس التي تتقاسم المواقف فيما بينها وحسب مصالحها . والحقيقة عندما نلقي نظرة فاحصة على الأحداث والوقائع التي يمر بها عالمنا المعاصر .
يظهر بوضوح صعود النزعة الشاذة ، وسياسات الهوية ، والإحباط من النظام الدولي القائم… والعداء للسياسات المحلية اخذت تنتشر إلى الساحة العالمية . مما يعني اننا لا نملك إلاّ أن نقول أن العالم اليوم مغلوب على امره ويحتاج إلى من يعيد راسه المقلوب بحكمة التضليل الاعلامي إلى وضعه الطبيعي حتى يتنفس ساكنيه الصعداء ويقفون على أقدامهم. عالم اليوم ملتهب، ومتوتر،وممارسات القتل والتجاوزات المرعبة بحق شعوب بالكامل لاذنب لهم فيها والأحداث السياسية والخلافات على تنوعها وتعددها في العالمٌ لا تتوقف ومستمرة في هضم الضحايا فيجبُ ان يعاد النظرَ فيها من قبل المصلحين وقوى الخيرلانه بلغ الزبى مع العلم أن كل ما يقع في العالم يصلنا بتفاصيل دقيقة وفي لحظات قد لاتتجاوز الثواني. والحث على ضرورة وقف العدوان والترکیز علی التوصل إلی حل الازمات سیاسی بالطرق السلمية فی ظل عدم جدوی اللجوء للعنف .لابد من التشخيص والتشريح ومواجهة الحقائق وتسمية الأشياء بمسمياتها بعيدا عن التمييع والتضليل الذي يمارسه البعض من أسيري التجربة وان لم تروق للبعض .
الضحاضح*: الترسبات في القعر