الديمقراطية بحاجة الى نهضة حقيقية تنطلق من تغيير الذات والنفس, والتمسك بالقيم الحميدة التي تكون أساس لديمقراطية, وبهذا يتم بناء الدولة في العراق على أساس هذا المنهج, وبدونها تكون الأسس هشة, وسريعة الانكسار, و تكون هناك مقارنة بين سنوات الضياع وسنوات الانطلاق الحقيقية.
العراقيين كان أملهم إن الديمقراطية في العراق سوف تسلك سبل التغيير و الأرتقاء نحو التطور, والتجرد من الذات, وجعل مصلحة العراق قبل مصالح الأخرين, ومنها تكون الأولويات متواجدة في نقاط أتخاذ ما يلزم القضاء على الفساد, ألا أن الديمقراطية أخذت أذيالها الى العاطفة الفئوية.
منذ أن بدأ التغيير السياسي على الساحة العراقية, وسقوط الصنم, في نيسان 2003م و إقرار المادة 85 من الدستور العراقي تأمل العراقيين أنهم قد عبروا مرحلة الديكتاتورية والتصويت بنعم الى الديمقراطية والتعبير بالرأي, ألا أن السياسيين لعبوا على وتر العاطفة العراقية و أنحدروا بالمواطن نحو الفساد وغيره.
كان الجميع بخطابه السياسي ينشد نحو الإصلاح, ناهيك عن الشعارات التي كانت كمادة الهروين المخدرة تعطى لعقول الشعب العاطفية, و الدلالة هو سكوت الشعب طول تلك الفترة المنصرمة, ناهيك عن قمع مظاهرة عام 2011م التي كانت خارجة على الحكومة من أجل الاصلاح الهيكلي, وبناء مشروع الدولة العراقية.
نجد اليوم الشعب يقطع شوط مهم في بناء أسس الديمقراطية من خلال خروجه والتعبير برأيه, على ما تقتضيه حاجة المواطن العراقي, الذي يتنوع بالقومية والعرقية, وأستثمر هذا التظاهر التنوع الموجود بين الخارجين على النظام الفاسد, والذين سخروا الديمقراطية لمأربهم الفاسدة.
الديمقراطية أصبحت لدى الحكومة خلال ثمان سنوات عبارة عن سلعة تباع وتشترى, وفكرة بالية تستخدم أينما يريد المسؤول الذي يخطب بالناس, مازال المسؤول العراقي يقلل من شأن الديمقراطية من خلال كبت أنفاس الشعب بالوعود, ولم يأخذ بنضر الاعتبار أن العراق شعباً يرتبط روحياً مع المرجع, منذ القدم.
تشوه معنى كلمة ديمقراطية, منذ الحلقة الأولى قبل ثمان سنوات, حيث سيست نحو الطائفية والفئوية الحزبية, ومحاربة الكفاءات وقتل العلماء, والتعرض لمراجع الحوزة, حتى ركنت الى مكاتبهم الفخمة, وجعل العراق عبارة عن كاونتات يتلاعب بها المسؤول أينما شاء .
تعلم العراقيون معنى الديمقراطية التي لم يتذوقوا طعمها قط, بسبب احتلالها من قبل الطغاة, حتى وجد العالم أن العراق لا يصلح ان تمارس الديمقراطية فيه, الا اليوم بعد خروج المظلومين الى ساحات التظاهر انما هي خطوة جريئة تكمن عند المصلحة الجماهيرية, والتفاف اللحمة الوطنية من خلال الهتافات الموحدة