22 نوفمبر، 2024 6:53 م
Search
Close this search box.

عافية العراق في خروجه من تحت خيمة المصائب

عافية العراق في خروجه من تحت خيمة المصائب

مرت قرابة 17 عاما، على العراق في ظل مايسمى بالعملية السياسية التي نجمت عن الاحتلال الامريکي للعراق وفرض تيارات وقوى سياسية طارئة على العراق، وماقد تداعى أو نجم وإنعکس عنها، غير إن الذي يبدو واضحا للجميع ولاخلاف أو إختلاف بشأنه هو إن هذه العملية السياسية قد وصلت الى طريق مسدود وتحتاج الى عملية جراحية ليس رئيسية بل وحتى مصيرية لأنالاوضاع کلها تتحدث عن حصاد مر ناجم عن تجربة فاشلة من کل النواحي وبمختلف المقاييس.

طوال العهدين الملکي والجمهوري حتى عام 2003، لم يکن العراق يعتبر ضمن قائمة الدول الفاشلة، کما إنه لم يکن بلدا غير آمنا وغير مستقرا ولئن عانى بعض الشئ من قضية الاکراد ولکنها لم تکن مٶثرة عليه الى الحد الذي يٶثر على الاوضاع السياسية والاقتصادية والامنية، لکن وبعد دخول العراق العهد الذي أطلق البعض من الشخصيات المتنفذة فيه بعهد”العراق الجديد”، فإن الکثير من الامور ليس إختلفت بعض الشئ بل وإنقلبت رأسا على عقب بحيث صارت الاوضاع خليطا عجيبا بل وحتى إن الوضع السياسي صار أشبه بمسخ لايوجد له نظير في أي بلد في العالم.

أحزاب وشخصيات کانت الى حد عام 2003، تتحدث عن الظلم الکبير الذي يرتکبه النظام السابق بحق الشعب ومعارضيه وإنه نظام فاسد يسرق وينهب ثروات وأموال الشعب وهو”عميل”لأمريکا واسرائيل، وکان الشعب العراقي وفي ظل هذا الحديث تنتظر عهدا جديدا مفعما بالامل والخير والتفاٶل حيث سيتنفس فيه الصعداء وينسى عهد صدام حسين الذي أدخلهفي حروب طاحنة کلفت البلاد الکثير من الارواح والاموال، ولکن، فوجئت الاوساط السياسية والاعلامية في المنطقة والعالم بأن الشعب العراقي صار يحن الى النظام السابق ويترحم عليه!

العملية السياسية العراقية التي صارت مضربا للأمثال من حيث غرابتها وماترشح ويترشح عنها من أمور وقضايا غريبة وعجيبة ليس لها مثيل، إذ أن تشکيل أية حکومة أو البت في أي قرار سياسي سيادي أو غير عادي، فإن القرار الفصل والحاسم يأتي من خلف الحدود وتحديدا من طهران، إذ أن کل تلال الاحزاب والشخصيات والميليشيات ووو، ليس بإمکانها أبدا أن تکون صاحبة الشأن والقرار بل إنها تلبس مايصممون ويخيطون لها من جانب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية.

أسوأ شئ إنتهى العراق إليه بسبب من هذه العملية السياسية الکارثية والموبوءة بکل أنواع المصائب والبلاوي، هو إنها جعلت العراق تحت وصاية أکثر نظام مرفوض ومکروه من جانب العالم عموما ومن جانب شعبه خصوصا، ونعني به نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، هذا النظام الذي أوصل الشعب الايراني الى حد أن يعيش أکثر من نصفه تحت خط الفقر وأن يعاني من مشاکل وأزمات حادة جدا حيث إن هناك الملايين من العاطلين عن العمل والملايين من المدمنين على المواد المخدرة والاسوأ من ذلك إن الشعب يجد نفسه مضطرا ومجبرا لبيع أعضاء جسده وحتى أطفاله حديثي الولادة من أجل ضمان المعيشة، ونتساءل؛ مالذي يمکن للعراق أن يحصل عليه من وصايةودور ونفوذ هکذا نظام غير المصائب والمآسي التي يمکن لمسها بمنتهى السهولة مع إن هناك ثمة أمر لابد من ملاحظته جيدا وأخذه بنظر الاعتبار وهو إن هذا النظام بعد أن وصل بسبب منه الاوضاع في العراق الى طريق مسدود، فإن الاوضاع في إيران نفسها وبسبب من سياساته ونهجه الشبوه قد وصل أيضا الى طريق مسدود خصوصا بعد أن واجه آخر إنتفاضتين عارمتين طالبتا بإسقاطه وإنهاء حکمه الجائر والذي يلفت النظر أکثر هو إن هذا النظام وبعد أن کان يٶکد على مر العقود الاربعة الماضية من إنه قد قضى على منظمة مجاهدي خلق”غريمه وخصمه اللدود”، فإن الذي يحرج هذا النظام ويفضحه أکثر من أي وقت آخر هو إن الانتفاضتين الاخيرتين کانتا بقيادة المنظمة! والانکى من ذلك إن القادة والمسٶولون في النظام يحذرون من دور هذه المنظمة ويعتبرونها تشکل خطرا وتهديدا على النظام! ولاريب من إنه من حق العراق أن يفکر في ضوء کل هذا في مصالحه والذي يتجلى في النأي بالعراق بعيدا عن هذا النظام الذي يعتبر بمثابة خيمة للمصائب والمآسي ولاخلاص ولاعافية للعراق إلا بالخروج من تحته.

أحدث المقالات