يتفلسف دعات الثقافة والعقلانية علينا كثيرا هذه الأيام ؛ في موضوع الميولات العاطفية، متجاهلا نفسه، ومتجاهل قانون الحب والبغض وأنه
قانون ثابت أودعته يد الغيب في نفوسنا جميعا، وأن العاطفة
هي إحدا غرائز الإنسان بل والحيوان معا.
من العواطف ينبثق الحب، ويشتد ليكون عشقا، ثم هياما، لكن
لمن يستحق طبعا، لماذا يصل الإنسان إلى هذه المرحلة، وكيف؟
تارة تجد رجل يحب إمرأة؛ أو العكس بدوافع غريزية، ويتطور ذلك الحب إلى مرتبة العشق او الهيام وما إلى ذلك، فهذا غير محبب عند العقلاء، وكما وصفه إمامنا علي(عليه السلام ) (قلوب خلت من حب الله فابتلاها بحب غيره)
وتارة تجد انسانا يعشق انسانا مثلة، لكن من منطلق مبدئي أو عقدي أو ديني، فهذا الحب أو العشق محبب، بل ومطلوب، قال تعالى(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا )
تارة تجد أن الوهج العاطفي لدا البعض، ينبع من منطلق المادة والمصلحة الدنيوية وغيرها، كذلك مثل هكذا ولاء غير محبب ومنبوذ.
إذن يجب علينا أن نميز بين عواطف وميولات الناس، وننصف بقولنا، ولانتهم الآخرين ونتهجم عليهم وننتقصهم ونصفهم بالصنمية وغيرها، بسبب عواطفهم الجياشة والمبدئية الصادقة، والتي مدحها الله تعالى في كتابة،
قال تعالى (الذين آمنوا أشد حبا لله ) وقال تعالى(ومن يطع الرسول فقد أطاع الله )
وجاء ذكر الحب في كثيرة من الأحاديث النبوية “وهل الدين
إلا الحب ”
أصدق الحب هو الحب في الله والبغض في الله، يتجلى صدق المؤمن وإيمانه في الحب، وأصدق وأشرف عناوين الحب، هو حب الله وفي الله، فحينما نجيش عواطفنا لنصرة المؤمنين،
سنحقق نتائجا كبيرة ومثمرة، وكذلك نغيض أعدائنا بحبنا لأوليائنا، محبتنا لمحمد وآل محمد(عليهم السلام ) هي التي حفظت لنا ديننا وإيماننا في قلوبنا، وحبنا وولائنا لساداتنا وعلمائنا هو العنصر الأساس الذي يحفظ لنا قيمنا ومبادئنا،
الحب في الله هو حب فوق الشبهات، لأنه لم ينبع من المصالح الشخصية الضيقة، ومن المعيب على المرء أن ينتقص من الآخرين بدوافع الحقد والعداوة، تاركا ورائه كل القيم والأعراف.
عواطفنا الجياشة جيشها الله؛ وما أجمل مايفعله الله بعباده حين يستخلصهم لحبه وقربه ونصرة أوليائه بسلاح الحب والعاطفة، قال تعالى(يحبهم ويحبونه )