تتعرض الارض، هذه الايام، لعاصفة شمسية، تعيق الذبذبات اللاسلكية، بشكل يؤثر على دقة عمل الطائرات والبث الفضائي، والاقمار الصناعية، وهو امر ليس غريبا، فالعالم يتخذ احتياطاته لمثل هذه الظاهرة الكونية المتوقعة، ما عدا العرب؛ باعتبارهم امة تضحك من جهلها الامم؛ لا يتخذون احتياطا لشؤونهم المباشرة، فكيف بما هو كوني خارج نطاق التعامل المألوف.
الساسة العرب لا يتحوطون الا لقمع الانتفاضات حصرا، بل ويحشدون جمعا من افاقين لمناصرتهم في الباطل، تاركين الشعب يتكيف مع العوز مصفقا بالعظمة لرئيس يجوع شعبا غنيا.
اما وقد غضبت الشمس فماذا سيحشدون من اسلحة قمع يعيدون بها الشمس الى سيرة نورها من دون العصف المغناطيسي المصاحب، الذي يربك كل شيء على الارض، ام انهم سيعتمدون على امريكا في اتقاء العصف المغناطيسي للشمس.
ازمات الكهرباء والنظافة والصحة والتعليم وحرية التعبير، حلتها الحكومات باجبار الشعوب على الاستغناء عنها بل ومطالبة الرؤساء بمنعها ارضاء للرؤساء انفسهم.
فالعربي المعاصر منسول من جرذ الصحراء.. سلفه الاعلى الذي يتكيف مع عصف الرمال السافية وشحة الطعام حد اكله الظب واستيلائه على ما لدى الاخرين من مياه يشربها هو ويموتون هم، متنقلا يسعى وراء العشب يرعى ماعزه الشحيح وجماله العصية التي يستطيب لحمها عندما يقتلها الجرب!!!
يتكيف العربي المعاصر مع انقطاع الكهرباء مع شيء من تملق للحكام باستغناء الشعب عن الكهرباء نظير ان يعود برئيسه سالما من رحلة روليت الى مونت كارلو.
فقد اوجد اللبنانيون والعراقيون سبيلا للعيش بالكفاف مما تيسر من كهرباء من دون ان يكلفوا حكومتيهما ثمن انشاء المولدات التي دمرتها الحروب العربية الهوجاء.
فالعرب شعوب تجيد التكيف مع المآسي ولا حاجة بهم لمناقشة انفسهم بشأن جنون الشمس عصفا مغناطيسيا اصابها بهوس كوني لا قياسي فاق طاقة الرادارات واجهزة البث والارسال وربما يطوح الطائرات في الفضاء ثم يلقي بها بعيدا كالنفايات خرج المطار هي وركابها العرب!!!
اما الطائرة التي على متنها راكب غير عربي فسوف تنجو (!؟)
استحدث الشعبان العراقي واللبناني طرقا فاقت التصور بغرابتها في تأمين حاجتيهما من الكهرباء، لكن لا احد يقول للساسة كفوا عن تناحركم وانشئوا محطات توليد لن تكلف نصف راتب اعضاء مجلس النواب في شهر واحد – في العراق تحديدا لان لبنان اقل ثراء وساستها اكثر جدية لكنها تعاني المشكلة ذاتها بدرجة اخف لطول الوقت الذي اثبت ان الحاجة ام الاختراع، اذ استحدث المستثمرون اللبنانيون اساليب مبتكرة في توفير كهرباء تحجب صوت الشعب عن الحكومة فيدفع فاتورتين عن سلك كهربائي واحد يصل بيته بالضوء، لكن في العراق هناك تحرك بطيء لقصر زمن الازمة المتصرم وعندما تطول سيستحدث المستثرون العراقيون ما يكف لجاجة الشعب في مضايقة الحكومة بطلب الكهرباء، خاصة اذا دخل الاستثمار الكهربائي اتباع الساسة.. ازواج بناتهم وعشاق زوجاتهم واولادهم.. مباشرة.
لكن مع الشمس كيف سيتكيف الاعراب اذا ما استطال عصفها المغناطيسي مدة تفوق هامش التحوطات؟ هل سيجيئون ببلطجية وقناصين وارهابيين يخيفونها فتجف المغناطيسية في عروقها؟ وهو الاجراء الوحيد الذي يحسن الحكام العرب اتخاذه، عملا بالحكمة المشهورة لصدام حسين عندما خسر فريق نادي الرشيد الذي يرأسه ابنه المقبور عدي؛ فنصحه: اسحب فريقك واضرب الفريق الخصم كيمياوي.