مايجري في اليمن وغزة وجنوب لبنان الضاحية، هو تمشيط عمليات عسكرية ،لإنهاء خطر حماس وجماعتها ،وحزب الله في لبنان وانصارالله الحوثي في اليمن،بعد تدمير مدنها بالكامل وقتل قادتها،وقوتها العسكرية والصاروخية ،وطائراتها المسيرة وإنهائها الى الأبد،وسط مفاوضات صعبة جداً ،تجريها ادارة الرئيس ترمب مع ايران، ،وقد وضع إيران بين خيارين لاثالث لهما،إما تفكيك برنامجها النووي، وصواريخها الباليستية،ونزع سلاح الفصائل الولائية وحل الحشد الشعبي في العراق، وإما أن يقوم الجيش الأمريكي والإسرائيلي، وحلفاؤه بهذه االمهمة،وأعلن الرئيس ترمب صراحة،أنه غير مستعجل في مهمته مع إيران،ليعطي الدبلوماسية، الوقت الكافي للتفكير، والعمل على الخضوع لشروطه ،في وقت ترفض ايران رفضاً قاطعاً شروط ترمب ،فقد تخلّت إيران وعلى لسان المرشد الاعلى خامنئي،عن الفصائل والحشد الشعبي قائلة، (أن لاسلطة لها عليهم وهو شأن عراقي)،وهذا حصل مع الحوثيين أيضا،حيث تخلّت عنهم وهم الآن يواجهون مصيرهم لوحدهم، بعد أن قطعت إيران تزويدهم بالصواريخ ،والطائرات والدعم، خاصة بعد تكثيف القصف الأمريكي بشكل غير مسبوق على مدن، وموانيء الحوثي الاستراتيجية، التي يتم تزويده منها بالسلاح ،والصواريخ الايرانية ،حيث أخرج القصف الامريكي الآن جميع موانيء اليمن عن الخدمة، آخرها ميناء رأس عيسى الإستراتيجي في الحديدة،ويتم ملاحقة قادتها في الأنفاق والكهوف لقتل قادتهم كما فعل مع حزب الله، كمرحلة تالية لإنهاء الوجود الحوثي في اليمن ، ونقصد به الهجوم العسكري الامريكي البري ،الذي بات بين ليلة وضحاها،إذن أصبح أنصار الله الحوثي ،خارج معادلة الحرب، حاله كحال حزب الله ،وحماس والقسام، وفصائل ايران في سوريا، فاطميون وزينبيون وغيرها،اذن المفاوضات التي ستجري بين أمريكا – ايران في روما ،وهي الثانية وربما الحاسمة والاخيرة،هي التي ستقرر مصير المنطقة بأكملها،ولكن مايدور من حراك سياسي عراقي، هو التملّص من تهديدات ترمب ،وتوجهه الى العراق بعد انتهاء عملياته العسكرية في اليمن،حيث يعلن بعض زعماء الإطار التنسيقي الحاكم ، ورئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني أنه إستطاع (تحييد) ،بعض الفصائل الولائية المسلحة، بعدم قصف وضرب القواعد الأمريكية ومصالحها في العراق، تمهيداً لنزع سلاحها ،والإنخراط في الجيش والاجهزة الامنية ،ورفض البعض الآخر منها ، نزولاً لأوامر ورغبات طهران ،فهي تصرَ على مواجهة أي إعتداء على إيران كالنجباء وكتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء وغيرها،من قبل إدارة ترمب وإسرائيل، فسوف لن تقف مكتوفة الأيدي، بل ستهاجم قاعدة عين الاسد وقاعدة حرير، والسفارة في بغداد(تم اخلاؤها أمس)،لكن الحشود الامريكية العسكرية ،الغير مسبوقة في التاريخ تترى على العراق والمنطقة،من بوارج حربية نووية وحاملات طائرات أمريكية، لاتخرج إلاّ لحرب عالمية ، وتحشيد جيوش هائلة في العراق والمنطقة ، وفي جزيرة ديغو غارسيا ،هي إشارة واضحة ومباشرة ، أن الرئيس ترمب ،مصمم في الذهاب الى النهاية مع طهران واذرعها ،وتنفيذ شروطه التعجيزية ،مهما كلف الأمر،وجميع المعطيات على الارض، تؤكد هذا الإصرار من تصريحات أمريكية وإسرائيلية ،وزيارات وإستحضارات عسكرية ،كلها تؤكد ان أمر ما سيحدث وربما حرب عالمية ثالثة، وسط تراخي تصريحات تراجعية لزعماء طهران ومنهم المرشد الخامنئي،لتفادي المواجهة الحتمية مع أمريكا واسرائيل،أما إعلان إمتلاك إيران أسلحة (بلازما ضوئية )و(مدن صواريخ مخفية تحت الارض)، ماهي الا تشويش وابراز عضلات ،وتخويف وهمي للعدو، فعلها صدام حسين ولم ينجح،فأمريكا تمتلك ما لاتمتلكه طهران ،من طائرات شبح نووية ،تقصف الى عمق ستين متراً تحت الأرض، وتستطيع تدمير كهوف في عمق الجبال، وغيرها ،ولها قدرة تكنولوجية هائلة على متن البوارج وحاملات الطائرات البي 52، والبي 2النووية الشبحية ،التي لاترى،ناهيك عن طائرات ميغ 35 وغيرها،إذن المحطة الثانية بعد اليمن ستكون الى العراق، ومعالجة ملف الفصائل والحشد بكل تأكيد،والمشهد السياسي العراقي منقسم على نفسه، بين مؤيد لحلّ الحشد ونزع أسلحة الفصائل، ومنهم كتلة الاكراد وكتل سنية ،وحتى المرجعية في النجف ،والسيد الصدر والذي يسمونه( بالسلاح المنفلت والميليشيات الوقحة والخارج عن القانون)، وبين رافض لذلك،وهم الإطار التنسيقي فقط،فهل يستطيع الإطار التنسيقي ، وزعماء الفصائل ورئيس هيئة الحشد الشعبي ، مواجهة ضغوط وتهديدات الرئيس ترمب، ومواجهته عسكرياً،وهو قد حشد كل مايلزم من مواجهتهم داخل العراق، حشود وطائرات شبحية وصلت قاعدتي حرير وعين الأسد، وإنسحاب عسكري ،وغلق قواعد في سوريا ،ومجيئها الى العراق ،تحسباً لرفض الفصائل والحشد ،من تنفيذ شروط ترمب والمواجهة معهم،ناهيك عن أن السوداني قد يتخلّى عن الحشد والفصائل، لاسيما وهو الآن المرشح الأوفر حظاً من خصمه اللدود المالكي، في ولاية ثانية لرئاسة الوزراء،وما لقاؤه برئيس سوريا احمد الشرع، في وساطة قطرية في قطر، وتوجيه ودعم امريكي، إلاّ إنطلاق صفحة جديدة بين العراق وسوريا، من التفاهمات العسكرية والأمنية والاقتصادية وفتح الحدود وومواجهة خطر داعش ، واليوم الفصائل الولائية محشورية في زاوية ، ووضع لاتحسد عليه ، وذلك لحخطورة االوضع في المنكقة وصدقية ترمب واصراره على مواجهة ايران وفصائلها الولائية في المنطقة،خاصة بعد تحييد الرئيس بوتين واتفاقية وقف الحرب مع اوكرانيا، والتفاهم الاقتصادية مع الصين ، وتخليها عن دعم ايران سوى اعلاميا فقط،بمعنى ايران وفصائلها ليس لديهم دعم دولي ولا حلفاء في الداخل والخارج، منما جعلها في وضع عسكري ضعيف جدا لاتستطيع مواجهة امريكا واسرائيل وبريطانية وفرنسا والمانية دفعة واحدة، حقيقة نفس سيناريو غزو وإحتلال العراق، يتكرر بحذافيره الآن في العراق،وهذا يتوقف على إبعاد ايران شبح الحرب عن شعبها ،وكذلك حكومة السوداني والإطار التنسيقي، لابد ويجب الإنحناء لعاصفة الرئيس ترمب ،التي تقترب بقوة من إيران والعراق،والرضوخ لشروط ترمب ،ومعالجة وضع الحشد والفصائل، بصورة سلمية ودمجه في مؤسسات الدولة ،إذن نحن في العراق،أمّا مواجهة عسكرية لاتبقي ولاتذر، بين الحشد والفصائل الولائية، وإما الإنقلاب السلمي الناعم للسلطة ، وهذا مايفضلّه الرئيس ترمب ،في ايران والعراق معاً، لهذا يقول(( لست في عجلة من امري))، ليعطي فرصة للحلول الدبلوماسية، مشدداً في الوقت ذاته، على ضرورة عدم إمتلاك إيران السلاح النووي، حتى لو حصلت المواجهة، وقال (إن إيران ستتعرّض الى هجوم عسكري غير مسبوق) ، وهذا أخطر تهديد يوجهه ترمب ،لنظام طهران ،فهل تنحني طهران لعاصفة ترمب، وتقبل بحل دبلوماسي ،لمفاعلاتها النووية أم تذهب الى النهاية في الرفض، حقيقة هذا السؤال تجيب عنه، مفاوضات روما غداً السبت،ولا أحد يستطيع التكهن، بما ستؤول اليه الأمور،خاصة وأن إيران معروف عنها،عبر التاريخ،التسوّيف والتضّليل والمماطلة والمناورة، لكسب الوقت لربح جولات التفاوض، عكس العراق الذي لايمتك مثل هكذا دهاء سياسي، ونفس تفاوضي عميق،فعليه أن ينحني لعاصفة الرئيس ترمب، وهي تقترب من العراق بقوة،العراق مشغول في فوضى الانتخابات ،والصراعات السياسية، وعاصفة ترمب على أبواب بغداد، ومَن يقف بوجهها، لابد وأن يدفع الثمن غالياً جداً، كما دفعه العراق مع المجرم بوش، والعاقل يفتهم ويتعظ….!!!!