12 أبريل، 2024 8:00 م
Search
Close this search box.

عاصفة الحزم والتحديات الصعبة

Facebook
Twitter
LinkedIn

ارجو ان لا يفهم من هذا العنوان اني غير راض عن عاصفة الحزم  او إني اؤيدها … كلا  .. لا هذا ولا ذاك ،  لاني الى الخشية والحذر من تداعياتها اقرب  .
فالسعودية  التي هالها التقدم الذي أحرزته ايران سياسا وتمددها المتواصل  رغم العقوبات  التي فرضت عليها  منذ سنوات  وتشعر  ان ايران تنسج لها الحبل الذي ستشنقها به . بل ربما اوصلت لها اجهزة مخابراتها الكثير مما تعده ايران من خطط تمدد مستقبلي . 
السعودية ارادت استعراض عضلاتها فقررت ان تستعير النموذج الامريكي في القصف المكثف  لسلاح الجو  الذي صرفت عليه مئات المليارات من الدولارات  . الا ان المتابع لسير المعارك لابد ان يجد بونا شاسعا  بين الانجاز الامريكي والانجاز السعودي فالقصف الذي مضى عليه اربعة  اشهر  لم يستطع  ان يحقق نصرا حقيقيا على الارض وتعترف المقاومة الشعبية بعجزها عن تحقيق انجاز حقيقي مطالبة بتدخل عسكري بري وتجهيزها باسلحة ثقيلة. ولا تخفي انتقادها لمستوى الدعم العسكري المقدم لها . 
الغريب ان السعودية قادرة على دعم انصارها بشكل افضل بكثير اذ بينها وبين اليمن حدود برية طويلة وان مناطق حضرموت بعيدة عن القتال وتستطيع ان تؤمن من هناك قاعدة لهجوم بري معززا بالسلاح الثقيل . 
ايران تخطط لمعاركها منذ سنوات طويلة وتزحف خطوة خطوة وقد نجحت من خلال المثابرة على كسب العديد من الانصار وبناء علاقة  قوية وثابته فالتحالف بين علي عبد الله صالح والحوثيين لم ينكسر الى الان وربما كان الخطأ الاستراتيجي الاكبرل لسعودية انها لم تسع لفصل صالح عن الحوثي قبل بدأ حملتها وما ذلك  الا لثقة كبيرة بالنفس وبقدراتها  التي اظهرت الاحداث عدم واقعيتها. 
اظهر سلاح الجو السعودي  ضعفة اذا ما تم مقارنته بكفاءة  اسلحة الجو الامريكية والاوربية  رغم  ان السلاح والتدريب واحد ورغم كل ما انفق  عليه وربما ستكشف تطورت المعارك القادمة  الكثير من هذا الضعف وخاصة في الاسناد الجوي المباشر  للعمليات الارضية .     
ايران بعد المفاجئة التي اصابتها واستمرت لبضعة ايام قررت ان تستجيب للتحدي حتى لو دخلت حربا واسعة  مع السعودية و ان تحرك كل جوانب القوة التي كانت تعدها عبر سنوات سابقة واعتقد ان هذا التصميم الايراني ارعب السعودية وهي الان في ورطة بين السعي الى تسوية سياسية مذلة او قبول التحدي وتصعيد اخر مستفيدة من امكانات عديدة تملكها ولم تستثمرها بعد ولكن هذا يعني استنزافا كبيرا لاحتياطاتها المالية ( زيادة انتاج النفط السعودي الى مستويات عالية غير مسبوقة مؤشر لاثر الاستنزاف المالي  عليها ) . كما سيقتضي منها توسيع دائرة الصراع الى عموم مناطق الصراع في سوريا والعراق ولبنان ، بل امتدادا الى افغانستان وليبيا ، وبناء تحالف يشمل باكستان وتركيا ودول الخليج وضبط السلوك المتفرد لكل من عمان والامارات وقطر
لو خسرت ايران معركتها في اليمن فالخسارة بسيطة اذ في النهاية هي ساحة بعيدة جغرافيا عنها ويمكن  ان يقبل الحوثي بتفاهم سياسي يعطيه موقعا في السلطة .  اما لو خسرت السعودية فانعكاس ذلك  داخلها سيكون مدمرا بسبب التنافسات الداخلية التي قد تتحول الى صراع . وربما سيزداد الوضع سوءا اذا نجحت ايران في تحريك مجاميع متعاونة معها في تنظيمات القاعدة سبق وان مولتها ووفرت لها الكثير من التسهيلات اللوجستية خلال السنوات الماضية. 
تدخلت الولايات المتحددة فهددت  بضرب سفن ايران  المتوجهة الى اليمن  فرضيت ايران بتفتيش سفنها ، ولكن لايران تفاهم قديم مع اثيوبيا وهي قد نجحت من خلاله في ايصال السلاح الى الحوثي ولا يبدو ان الحوثي يعاني نقصا في السلاح  رغم جهود سلاح  الجو السعودي في ضرب القواعد ومخازن السلاح وطرق امدادات الحوثي  مما يعني ان هناك منظومة محكمة لا زالت تعمل  بنجاح لصالح قوات الحوثي. 
ربما ستدفع الولايات المتحدة الفريقان للتفاوض ولكن اوراق الحوثي لا زالت قوية  ولا تجد ايران انها مضطرة لقبول الشروط الا مقابل مكاسب في اليمن او في غيرها وهذا لا يعني في نظر السعودية الا هدنة لصالح ايران ، فهل ستنجح المفاوضات ، وهل ستقبل السعودية بها .ربما نعم ولكن بثمن باهض لصالح الحوثي .
ايران تعتبر السعودية كما اعتبرت النظام العراقي السابق  عدوها الاول وهي تعمل على اسقاطها كما اسقطت النظام العراقي والذكاء الايراني سيجعلها تنفذ هذا الهدف بادوات تابعة لها  لا بجندها ، و امثلة  الحشد الشعبي في العراق وحزب الله اللبناني شاخصة امامنا في توظيف الاخرين لخدمة اهدافها،  ولن تتوقف عن مسعاها في اسقاط النظام السعودي،  فتلك استراتيجية ايرانية ثابتة لن تحيد عنها ،  وما دورها في سوريا والعراق والبحرين الا لتطويق وحصار السعودية بينما الاخيرة تفتقر لاستراتيجية مكافئة  وسياساتها عبارة عن ردود افعال وترقيعات ، الا اذا بدأت الان تفكر باستراتيجية كاملة لمواجهة ايران  . هل ستنجح  لا ندري .؟
السعودية اليوم امام تحدي ومخاطرة . هل هي مستعدة لنقل الصراع الى ساحات نفوذ ايران في كل من لبنان وسوريا والعراق . بل هل هي مستعدة لتحرك عوامل التمرد في الداخل الايراني  لتوليد ضغط حقيقي على ايران . وهل هي مستعدة لمد يدها الى قوى الارهاب في المنطقة لتحركها ضد ايران في مواقع مؤلمة لايران؟ . هذه كلها اسئلة لا زالت غير واضحة ولا يسعنا الا انتظار المفاجأت .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب