18 ديسمبر، 2024 8:58 م

“عاصفة الحزم” ….هل ستشهد المنطقة صراع عربي فارسي وجهاً لوجه … ؟؟؟

“عاصفة الحزم” ….هل ستشهد المنطقة صراع عربي فارسي وجهاً لوجه … ؟؟؟

بغية الإلمام بالتداعيات التي تعصف بالمنطقة العربية وصولاً إلى الحرب التي تدور رحاها اليوم في اليمن لابد من أن نعرج على التحذير الذي أطلقه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في العام 2004  م وخشيته من وصول حكومة موالية لإيران تتسنم زمام الأمور في بغداد تعمل بالتعاون مع طهران ودمشق ” لإنشاء هلال يخضع للنفوذ الشيعي يمتد إلى لبنان ويخل بالتوازن القائم مع السنة ” محذراً من وصول حكومة موالية لإيران تعمل لإنشاء “هلال” اقليمي تحت نفوذ شيعي يضم العراق وإيران وسورية ولبنان مشيراً ان التوازن التقليدي بين الشيعة و السنة سيتأثر بذلك وسيترجم “مشاكل جديدة لا تقتصر على حدود العراق” الأمر الذي أثار موجة استياء عاصفة في الأوساط الشيعية وكانت “الشرق الأوسط” قد تلّقّت بيان أعرب فيه لفيف من علماء الحوزة العلمية في النجف عن شعورهم بـالصدمة حيال تصريحات العاهل الأردني التي وصفوها بأنها “قلب للحقائق وتدخل بشأن عراقي داخلي ومحاولة لإثارة النعرات الطائفية” في بلد مجاور وفي المنطقة ضد شيعة العراق العرب وتحريض الدول الكبرى عليهم وتخويف دول المنطقة منهم وإتهامهم ظلماً بالتبعية لإيران ، هذا جانبٌ مما نشرته الشرق الأوسط آنذاك .
توالت الأيام وشهدت المنطقة العربية موجة من ” ثورات الربيع العربي ” قلبت الطاولة على الكثير من الأنظمة العربية وأسهمت في بروز تيارات إسلامية متشددة على اختلاف مشاربها وما يجري اليوم في العراق وسوريا وليبيا و… يغنينا عن الإسهاب ليمتد الأمر الى اليمن التي شهدت وفاة النظام المدعوم دولياً الذي يتزعمة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي اعلن استقالته بعد إستيلاء الحوثيين على العاصمة صنعاء وفراره منها إلى عدن ليعلن عدوله عن استقالته واعلان عدن عاصمة بديلة ، وذلك بعد سيطرة الحوثيين  على العاصمة صنعاء ، أما فيما يتعلق بتداعيات الأمر على المملكة العربية السعودية فكانت مجلة “بيزنس إنسايدر” الأمريكية قد ذكرت ما نصه : ” إن سقوط الحكومة اليمنية على يد الحوثيين الموالين لإيران يمثل مشكلة كبيرة للسعودية معربة أن المملكة العربية السعودية هي الخاسر الأكبر من سقوط الحكومة اليمنية على الرغم من سعيها خلال السنوات الأخيرة لاستقرار حكومة صنعاء ويأتي تأكيد هذا الأمر أن السعودية تخشى من أن انهيار اليمن من شأنه أن يفاقم تهديدات تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية والمسلحين الحوثيين المتحالفين مع إيران التي تعتبر المنافس الأكبر جغرافيا وسياسيا للمملكة ” ولو سلطنا الضوء على تسريبات “ويكيليكس” التي أظهرت تعبير ولي العهد الحالي ومدير المخابرات السعودية سابقا الأمير مقرن في 2009م عن تخوف المملكة من أن الهلال الشيعي أصبح قمرا كاملا في إشارة إلى قيام إيران بتطويق السعودية عبر وكلائها وذلك خلال حديثه لمستشار الأمن الداخلي الأمريكي حينها ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الآن جون برينان .
وحذرت مجلة “بيزنس إنسايدر”  من أن اتساع نطاق النفوذ الإيراني في شبه الجزيرة العربية من شأنه أن يجعل المملكة أقل تعاونا مع الولايات المتحدة التي ترى المملكة أنها قد تستسلم لطهران في المحادثات الحالية حول البرنامج النووي مؤكدة أن سقوط الحكومة اليمنية من شأنه أن يعمق السياسة الاستقلالية الحالية للسعودية ويجعلها تغرق السوق بمزيد من النفط لتقويض الاقتصاد الإيراني أو تسريع تعاونها النووي المحتمل مع باكستان ، ومن تداعيات سيطرة الحوثيين على مقدرات اليمن هو تهديد بتفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد، في وقت يحتاج فيه نحو 16 مليون يمني للمساعدات و850 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد فضلاً عن التكهن بنشوب حربٍ سنيةٍ شيعية في اليمن يمتد صداها الى السعودية خاصة وقد شهدت العاصمة صنعاء تفجيرات بأحزمة ناسفة على العديد من المساجد التي يرتادها أتباع الحوثي راح ضحيتها أكثر من 500 بين قتيل وجريح أعلن تنظيم الدولة (داعش) تبنيه للأمر ما يعني استثمار التنظيم للأمر ووجود موطئ قدم جديد ينذر بالكثير ومما لا يخفى أن جماعة الحوثي باشرت باستعراضات عسكرية استفزازية على حدود المملكة العربية السعودية .
 في خضم هذا المعترك تولد هاجس مرعب لدى الدول العربية من أن يؤل أمرها في نهاية المطاف أن تدور عواصمها في فلك النفوذ الإيراني المتنامي ويأتي هذا التخوف من خلال معلومات تؤكد بأن الشهية الفارسية لن تقتصر على تلك الدول وأن توسعها وتغلغلها يحدث بضوء أخضر ومساعدة من الإدارة الأميركية وحلفائها المهيمنين على مركز صنع القرار ورسم السياسة الخارجية الأميريكية ، فبات من الواضح بأن كل المبررات التي تتخذها إيران هي ذرائع مختلقة للهيمنة على العالم العربي … وعليه فلقد أصبح من الواجب عل كل الدول العربية أن تدرك خطورة المرحلة التي تمر بها المنطقة فالأمة العربية كلها مصيرها على المحك وهناك معركة واضحة كلّ الوضوح على الصعيد الاقليمي ، تأتي هذه المعركة في مواجهة لا هدف لها سوى تفتيت الدول العربية دولة دولة وربّما زنقة زنقة وتمكين ايران من لعب دور القوة الاقليمية على حساب كلّ ما هو عربي في الشرق الاوسط خاصة إذا ما تمكن الحوثيين من بسط نفوذهم على مضيق باب المندب وسيطرة إيران على مضيق هرمز وامتداد الأمر للسيطرة على قناة السويس والسيطرة على حركة الملاحة البحرية ليمتد الأمر وصولا إلى البحر المتوسط خاصة وأن هناك تواجد للبحرية الإيرانية فيه ، إذن فأن عملية ” عاصفة الحزم ” العسكرية ضد الحوثيين والتي شرعت بتنفيذها دول الخليج باستثناء سلطنة عُمان وتمثل السعودية رأس النفيضة في هذا التحالف العسكري ومع دول الخليج العربي مصر والأردن والسودان ومن المحتمل انضمام الباكستان و…حيث باشر هذا التحالف العربي بتنفيذ عملياته العسكرية في تمام الساعة 2400 من ليلة الأربعاء على الخميس 26 آذار(مارس) في ظل مباركة مجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة ومجلس الأمن كون الأمر تم بناءاً على طلب الحكومة الشرعية لليمن بالتدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن انقاذه في اليمن علماً أن الأمر حظي بمباركة أمريكية فرنسية بريطانية  لهذا التحالف وعملياته .
جديرٌ بالذكر ان اسرائيل ليست بعيدة عن كلّ ما يجري وهي معنية به بشكل مباشر خاصة ً وأن اسرائيل لم تعد ترغب في تسوية من اي نوع كان مع الجانب الفلسطيني نظرا الى انها تراهن على تفتيت المنطقة العربية ودول العالم العربي عن طريق الحروب المذهبية في المنطقة إذن لماذا تتخلى اسرائيل عن ارض فلسطينية او عربية ما دامت المنطقة كلها في حال مخاض وما دامت هناك قوى غير عربية في الشرق الاوسط تعمل ليلا ونهارا على اثارة الغرائز المذهبية التي لا تخدم سوى دولة عنصرية اسم رئيس الوزراء فيها بنيامين نتانياهو؟ تم غرسها قسراً في قلب العالم العربي ولو استعرضنا سرعة انتشار تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في المنطقة لإدركنا أن واشنطن سحبت بؤرة التطرف من أفغانستان إلى قلب المنطقة العربية وشغلت بها أكبر دولها واستنزفت طاقاتهم ونشرت الرعب بين مواطنيهم من التمدد اليومي لـ(داعش) وأخواتها ، إذن هي سيطرة أمريكية غير مباشرة على منطقة مضطربة ستغرق في مشاكل تداعيات الإرهاب ربما لعقود قادمة والمستفيد الأكبر من المعادلة هم أمريكا وايران لتترسخ القناعة لدى العرب ان هناك خطرا كبيرا على امنكم وعلى مستقبل دولكم وشعوبكم وعلى الخليج وثرواته تحديدا وان المطروح حاليا هل للعرب مكان في الشرق الاوسط ام لا… ام ان الدول غير العربية في المنطقة اي اسرائيل وايران وتركيا هي التي تتحكّم بمصيرها ؟ ومما عزز هذا الشعور التصريح الذي أدلى به مستشار الرئيس الإيراني (علي يونسي) عن عودة الإمبراطورية الفارسية وعاصمتها بغداد  لذا فالمعركة اليوم في اليمن هي صراع عربي من أجل البقاء أزاء الطوفان الفارسي فالعرب أمام خيارين لا ثالث لهما إما ان يكونوا أو يتلاشى وجودهم ليصبحوا هشيماً تذروه الرياح ………………………………
اللهم اجعل النار برداً وسلاماً على العالمين العربي والاسلامي
اللهم اكفنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن