22 نوفمبر، 2024 8:03 م
Search
Close this search box.

عاصفة الحزم تقترب من العراق

عاصفة الحزم تقترب من العراق

تستعد قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية من حسم معركتها الاخيرة في صنعاء،والقضاء على فلول الحوثيين وأتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح،الذي حولوا اليمن الى خراب ودمار وقتل وتهجير وطائفي،تماما كما فعلت الاحزاب الايرانية بميليشياتها الطائفية في العراق ،بدعم وإشراف مباشر من ايران وحرسها الثوري الذي يقاتل الان هناك،والتي تريد تحقيق مشروعها التوسعي وتمددها القومي في المشروع الكوني الديني الصفوي الايراني ،الذي شمل لحد الان العراق وسوريا ولبنان واليمن ،وعينه على البحرين والكويت في مرحلته الثانية ،والسعودية والإمارات في الصفحة الاخيرة ،وردا على هذا المشروع الجهنمي الذي ادخل المنطقة كلها في اتون الحرب الطائفية والقومية الاهلية مع ايران ،التي تدير هذه الحرب منذ احتلال العراق وإخراجه من خانة التوازن الاقليمي والدولي ،جاءت عاصفة الحزم العربي ،لتضع حدا للتمدد الايراني الصفوي،الذي اصبح يهدد الامن القومي العربي وينذر بحرب طائفية تريدها ايران بين(السنة والشيعة) بحجة تصدير الثورة والتشيع الصفوي الفارسي،وهكذا انطلقت جحافل العاصفة بتحالف عربي كبير ودعم دولي وإقليمي واسع ،لتعيد الشرعية لحكومة اليمن في المنفى ،التي قام الحوثيون بالانقلاب عليها بمساعدة فلول المخلوع صالح ،وخيانته للعرب والقضية القومية بتحالفه مع الحوثيين اقزام ولي الفقيه الايراني ،ضد الشرعية اليمنية ،ومنذ اشهر طويلة كان عاصفة الحزم تدك مواقع الحوثيين وتتحاور معهم وإصدار مجلس الامن الدولي قرارا يلزمهم بإعادة الشرعية وتسليم السلاح للدولة ،إلا ان عنجهية الحوثيين وتلقيهم اوامرهم من المرشد الايراني جعلهم يرفضون قرارات مجلس الامن والمبادرة السعودية لإيقاف الحرب ،وإعادة الحكومة الشرعية ،وهكذا كانت نتائج عاصفة الحزم مبهرة ،سحقت فيها فلول الحوثيين والمتمردين وجيش صالح المنها وتحرير المدن اليمنية الواحدة تلو الاخرى وأصبحت الان على ابواب العاصمة صنعاء لفتحها المبين الاتي قاب قوسين وادنى (مسألة ايام )، وينتهي كل شيء ويندحر الحوثيين ومشروع ايران في اليمن الى الابد ،كما اندحر وهزم في العراق،فما هي نتائج معركة صنعاء وتداعياتها على المنطقة عموما ،والعراق بخاصة ، هذا ما سنفصله الان ،معركة صنعاء برأيي هي الحاسمة امام عاصفة الحزم ،وستلقي بظلالها ونتائجها المبهرة على المنطقة العربية ،وخاصة في العراق،الذي يشهد تحولا استراتيجيا في مشهده السياسيمن خلال حراكه الجماهيري والشعبي ،واقصد التظاهرات الغاضبة التي زعزعت اركان نظام طهران ،قبل ان تزعزع اركان الاحزاب الطائفية الحاكمة وحكومة العبادي والبرلمان الفاسد،التي ارادت طمطمت التظاهرات وقمعها بقوة الميليشيات ،بإصلاحات وهمية وورقيه لا قيمة لها ،وكانت تضحك بها على نفسها ،لان الشعب الغاضب ضدها اكثر ذكاء من غبائها،ولهذا خرجت الافاعي الصفوية وأذناب خامنئي بتصريحات وقحة، تصف المتظاهرين (بالكفار والبعثية والوهابية والقطرية ومن هذا الخريط ) ،وعلى لسان أكبر افاعيها ومجرميها حكام وملالي طهران وأقزامه، في الاحزاب والحكومة الفاشلة الفاسدة ،ولهذا تصاعد صوت  المتظاهرين وارتفع سقف مطالبهم ،الذي لم تكن تتوقعه حكومة العبادي وأحزابها ،فبعد ان كانت المطالب توفير الخدمات من تعيينات وكهرباء ورواتب وخدمات صحية وتربوية ،انتقلت الى المطالبة بإلغاء الدستور والبرلمان وتشكيل حكومة انقاذ وإصلاح جذري للقضاء الفاسد ،اليوم المشهد صار اكثر وضوحا ويبشر بنتائج جيدة ،ومن ملامحها ان مؤتمر الدوحة ،ومبادرة العراق الجامع،ومؤتمر جنيف القادم لفرض مصالحة حقيقية وإعادة الحقوق والتوازن والمهجرين والنازحين ،وإلغاء قرارات بريمر ،وغيرها،وتحولات اخرى في الاستيراتيجية الامريكية تجاه الوضع العراقي وحراكه الشعبي،والذي اعترف الرئيس اوباما بخطأ الحرب على العراق ويجب اعادة حقوق المكون المهمش والمتضرر من هذه الحرب،واضح جدا ان امريكا والدول الغربية ،قد غيرت بوصلتها تجاه العراق بعد تحولات استيراتيجية لعاصفة الحزم ،ودحرها التمدد الايراني والإرهاب في اليمن و المنطقة،فهي تعمل مع ادارة اوباما لاستيعاب المهاجرين العراقيين الى اوروبا ،والنظر في الملف السوري بحكمة دون الاصرار على تغيير نظام الاسد بالتدخل العسكري ،بعد ظهور خطر تنظيم داعش على المنطقة والعالم كله ،فسمحت بتواجد قوات روسية في سوريا،مقابل قوات برية امريكية محدودة في العراق لتحرير المدن التي تسيطر عليها داعش كالموصل والانبار والفلوجة والحويجة وغيرها، ولا تسمح للحشد الشعبي الذي تقوده وتسلحه ايران من التقرب من هذه المدن ،هذا السيناريو ،ما علاقته بمعركة صنعاء القادمة ،من المؤكد ان معركة صنعاء هي المسمار الاخير في نعش التمدد الايراني ليس في اليمن فحسب ،وإنما في المنطقة ،وهو احد نتائج الاتفاق النووي الذي وقعته ايران مع امريكا ودول الغرب ،وهو قطع اذرع التمدد الايراني في الدول العربية (وأذكركم بترحيب السعودية بالاتفاق النووي)، نعم معركة صنعاء ستكون نتائجها مباشرة على ألعراق، في حسم ودعم التظاهرات العراقية التي ستطيح بالبرلمان والدستور والميليشيات الايرانية والتواجد الايراني ،بشكل مباشر ،وهذا هو القرار الامريكي الجديد بسيناريو عربي ،ايضا ملامحه عاصفة الحزم التي ستنتقل الى العراق  نتائجها  ،لتغيير وجه المنطقة الذي علاه الغبار الايراني لتغير الهوية القومية للعرب ،وجعل بغداد عاصمة الامبراطورية الفارسية ،عاصفة الحزم بمعركة صنعاء البرية المقبلة ستغير وجه ألمنطقة وتقبر المشروع الكوني الايراني في التمدد والتوسع في عموم منطقة الشرق الاوسط والى الابد …انها تقترب من العراق …

أحدث المقالات